التماثيل هي رموز البطولة وإحياء لذكرى زعماء وشهداء وأبطال قدموا دماءهم فداءً لوطنهم
وفي القاهرة والإسكندرية أقطاب وزعماء لكنهم مساكين، لا يحنو عليهم أحد ولا يعطف عليهم إنسان، لا غطاء لهم ولا واقٍ من مطر الشتاء ولا عواصف الخريف ولا غبار الربيع الزائد هذه الأيام.
وكما قالت مجلة المصور عام 1955 إن كل هذا العناء لهم رغم ما قدموه لهذه البلاد من خدمات سجلها لهم التاريخ، ولم يظفروا بعد موتهم بأي جزاء… هؤلاء الأقطاب والزعماء هم الممثلون بالتماثيل المقامة في أهم ميادين القاهرة والإسكندرية.
وأتساءل هل فكرت مرة في التحديق لها واكتشاف ما على الحجرية أو البرونزية من أقذار؟
لقد رأيت مرة سربا من الحدادي ينقض على تمثال سعد زغلول تنقر في رأسه ووجهه، ولم أشهد مرة أو أسمع أن مصلحة من مصالح الحكومة عنيت بنظافة هذه التماثيل.. لقد حدث مرة أن تراكم الغبار على تمثال البطل المغوار إبراهيم باشا وكادت تنقض عليه، فما كان من الحكومة الذكية إلا أن ضربت التمثال بالورنيش اللامع وطغت على جماله وجلاله.. لولا أن قامت قيامة الفنانين فتدارك الخبراء الأمر بفنهم بعد وقت طويل.
وفي بعض الصحاري، وفي بعض خرائب الأقصر وأسوان تقع تماثيل أولياء أمورنا من ملوك الفراعنة الأقدمين وقد علاها التراب والرمل ولا تفكر الدولة في أن تزين الميادين بهذه المفاخر والرموز المجيدة.. ونحن بلد سياحة غنية بآثارها.