أدلى رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، بتصريح فى داوننج ستريت “مقر إقامة ومكتب رئيس وزراء بريطانيا”، حول نتائج الاستفتاء على عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبي، والتى أسفرت عن اتفاق الأغلبية من المواطنين البريطانيين على الانفصال عن اوروبا”.
ونشرت السفارة البريطانية بالقاهرة نص كلمة كاميرون وجاء فيها “شارك بلدنا للتو فى عملية ديموقراطية هائلة – ربما هى الأكبر فى تاريخنا. وقد أدلى ما يفوق 33 مليون مواطن – من إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية – بأصواتهم، علينا أن نفتخر بكوننا نثق فى جزرنا هذه بالقرارات الكبيرة التى يتخذها الشعب”.
وأضاف” لدينا ديموقراطية برلمانية، لكن هناك أوقات كذلك – فيما يتعلق بالترتيبات بشأن كيف نريد أن نُحكم – حين يكون من الصواب أن نسأل الشعب نفسه رأيه، وهذا ما فعلناه، والشعب البريطانى صوّت للخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا بد من احترام رغبته”.
وقال كاميرون “أود أن أتوجه بالشكر لكل من شارك فى الحملة المؤيدة لما جادلت به، بما فى ذلك كل من وضع الاختلافات الحزبية بينهم جانبا للحديث عما رأوا أنه للمصلحة الوطنية، وأود أن أهنئ كل من شارك فى الحملة التى دعت للخروج من الاتحاد الأوروبى لما قدموه من طرح مفعم بالحماس والمثابرة والعواطف الجياشة”.
واستطرد “إن إرادة الشعب البريطانى بمثابة تعليمات علينا تنفيذها. لم يُتخذ هذا القرار باستخفاف، وخصوصا بالنظر للكثير مما قالته مؤسسات عديدة جدا حول أهمية هذا القرارن وبالتالى لا شك بالنتيجة”.
وأكد كاميرون أن الناس فى أنحاء العالم تابعوا خيار الشعب البريطانى، موضحاً للأسواق ومستثمرى العالم أن الاقتصاد البريطانى قوى.
وأكمل كاميرون حديثه “كما أود أن أطمئن البريطانيين الذين يعيشون فى دول أوروبية، والمواطنين الأوروبيين الذين يعيشون هنا، بأن لا تغيير فورى سيطرأ على ظروفهم. ولن يكون هناك أى تغيير مبدئى فى طريقة سفر مواطنينا، أو فى حركة سلعنا وبضائعنا، أو فى طريقة بيع خدماتنا، علينا الآن بدء التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.
ذلك ينطوى على تواصل تام مع الحكومات فى اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية لضمان حماية وتنمية مصالح كافة أجزاء المملكة المتحدة لكن ذلك يتطلب، فوق كل شيء، قيادة عازمة وملتزمة”.
وأعرب كاميرون عن فخره بتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا لمدة 6 سنوات قائلاً “أعتقد بأننا حققنا خطوات كبيرة، حيث ارتفع عدد الموظفين إلى أكبر من أى وقت فى تاريخنا، إلى جانب إجراء إصلاح فى الرعاية الاجتماعية والتعليم، وزيادة فرص حياة الناس، وبناء مجتمع أكبر وأكثر قوة، والوفاء بوعودنا تجاه أكثر شعوب العالم فقرا، وتمكين من يحبون بعضهم من الزواج بغض النظر عن توجههم الجنسي، وفوق كل شيء، استطعنا استعادة قوة الاقتصاد البريطاني، وأعرب عن امتنانى لكل من ساعد فى تحقيق ذلك، لطالما اعتقدت بأن علينا مواجه القرارات الكبيرة – وليس محاولة تجنبها”.
واستطرد “لهذا السبب شكلنا أول حكومة ائتلافية منذ 70 سنة للرجوع باقتصادنا من على شفا الهاوية. ولهذا السبب أجرينا استفتاءا عادلا وقانونيا وحاسما فى اسكتلندا، ولهذا السبب تعهدت بمعاودة التفاوض فى الاتحاد الأوروبى حول وضع بريطانيا وإجراء استفتاء بشأن عضويتنا فيه، ونفذنا كل ذلك”، مشدداً على أن بريطانيا أقوى وأفضل حالاً كجزء من الاتحاد الأوروبى،” لكن الشعب البريطانى اتخذ قرارا واضحا جدا بالمضى فى اتجاه مختلف، وبالتالى أعتقد أن بريطانيا بحاجة لقيادة جديدة للسير بها فى هذا الاتجاه”.
وأكد كاميرون على بذل كل ما فى وسعه كرئيس للوزراء لإدارة دفة السفينة فى الأسابيع والشهور القادمة، قائلاً “لكنى لا أعتقد أن من المناسب أن أكون الربان الذى يقودها إلى وجهتها التالية، ذلك القرار لم أتخذه باستخفاف، لكنى أعتقد أن من المصلحة الوطنية تحقيق فترة من الاستقرار، ومن ثم اختيار القيادة الجديدة اللازمة،لا حاجة لجدول زمنى محدد، لكن علينا النظر لانتخاب رئيس وزراء جديد بحلول موعد انعقاد مؤتمر حزب المحافظين فى شهر أكتوبر،من الضرورى تحقيق الاستقرار، وسأستمر بمنصبى رئيسا للوزراء للشهور الثلاثة القادمة وسوف يجتمع مجلس الوزراء يوم الاثنين”.
وأوضح كاميرون “سوف يدلى محافظ بنك إنجلترا بتصريح حول الخطوات التالية التى سوف يتخذها البنك ووزارة الخزانة لطمأنة أسواق المال. كما سنواصل المضى قدما بالتشريعات الهامة التى طرحناها فى البرلمان فى كلمة جلالة الملكة. وقد تحدثت مع جلالة الملكة صباح اليوم لأبلغها بالخطوات التالية التى سوف أتخذها، من الضرورى أن يبدأ التفاوض مع الاتحاد الأوروبى تحت قيادة رئيس وزراء جديد، وأعتقد أن من الضرورى أن يتخذ رئيس الوزراء الجديد القرار بشأن موعد بدء العمل بنص المادة 50 والشروع فى العملية الرسمية والقانونية للخروج من الاتحاد الأوروبي”.
وأعلن عن حضوره اجتماع المجلس الأوروبى الأسبوع المقبل لشرح القرار الذى اتخذه الشعب البريطانى وقراره الشخصي، قائلاً “لقد قرر الشعب البريطانى خياره. ومن الضرورى ليس فقط احترام ذلك القرار – بل على الطرف الخاسر، بما فيه أنا، المساعدة فى إنجاحه، بريطانيا بلد مميز. ولدينا الكثير من الميزات، لدينا ديموقراطية برلمانية نحل بموجبها مسائل كبيرة بشأن مستقبلنا من خلال النقاش السلمي، ونحن بلد تجارى عريق، وتحظى مجالات العلوم والفنون والهندسة والإبداع لدينا باحترام العالم أجمع”.
واستطرد “وبينما أننا لسنا مثاليين، أعتقد بأن يمكننا أن نكون ديموقراطية متعددة الأعراق ومتعددة الأديان؛ بلد يأتى إليه الناس ويساهمون فيه ويرتقون إلى أعلى المراتب التى يمكنهم الوصول إليها بمواهبهم، رغم أن الخروج من الاتحاد الأوروبى لم يكن الطريق الذى أوصيت به، فإننى أول من يشيد بمكامن القوة الهائلة لدينا، وقد قلت من قبل بأن باستطاعة بريطانيا الاستمرار بوجودها خارج الاتحاد الأوروبي، ويمكننا بكل تأكيد إيجاد سبيل لذلك، لقد اتُّخِذ القرار الآن، ونحن بحاجة لإيجاد أفضل السبل، وسوف أبذل كل ما فى وسعى للمساعدة”.
واختتم كلمته “أحب بلدى هذا – ولى الفخر بأننى خدمته.،وسوف أبذل ما فى وسعى لمساعدة هذا البلد العظيم للنجاح”.