السياسة والشارع المصري

باتريك كاكبرن بصحيفة الإندبندنت: رعونة السياسات الغربية سببت أزمة اللاجئين والفوضى بالشرق الأوسط

استهل الصحفى الأيرلندى “باتريك كاكبرن” مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية بذكر قلة الجهود وبطئها لإنهاء الحرب الأهلية بكل من سوريا والعراق التى أدت إلى أزمة اللاجئين الأسوأ من نوعها بالشرق الأوسط، مع هروب أكثر من نصف سكان سوريا إلى خارج البلاد، وتخضم نسبة الهاربين من جحيم العراق. وتطرق “كاكبرن” إلى الحرب الطائفية التى هجرت الملايين، فهناك الطائفة السنية التى تخشى انتقام الأغلبية الشيعية، وهناك أيضا سكان المدن التى تسيطر عليها داعش، وهناك العرب الذين يخشون بطش الأكراد بإقليم كردستان، حروب جعلت الملايين من أبناء الشعب العراقى يؤمن بعدم وجود أمل لنهاية قريبة لتلك الحرب. وانتقد “كاكبرن” سوء دقة السياسة الغربية التى اعتقد محركوها المتمثلون فى الولايات المتحدة الأمريكية وباقى دول أوروبا الغربية، وحلفائهم العرب مثل السعودية وقطر سرعة سقوط الرئيس السورى بشار الأسد عام 2011 على غرار نظيره الليبى “معمر القذافى”، لتسقط سوريا بأتون حرب أهلية شردت الملايين من أبناء الشعب السورى وعطلت المسيرة السياسية بالعراق. وقال “كاكبرن” إن المنطقة تشهد حروبا طائفية وعرقية وانفصالية منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى المنحل، حيث كانت كل بلد تهرع إلى إنقاذ دول العالم الثالث الذين يعانون من أزمات سياسية لاتخاذهم كحلفاء بالصراع الدولى، مع انهيار الاتحاد السوفيتى لم تصبح هناك حاجة لإنقاذ مثل تلك الدول، فسقوط كل من ليبيا والعراق على سبيل المثال لم يؤثر بأسعار الوقود، إذا فلا حاجة هناك لإنقاذ البلدين. وسلط “كاكبرن” الضوء على ظاهرة انهيار الدولية القومية بالمنطقة لتستبدلها ولاءات أخرى، ولاء للطائفة أو الدين أو العرق، فهو يرى أنه قد تجد الملايين ممن قد يموتون لحماية المذهب الشيعى، أو السنى أو عرقية الأكراد، لكنك لن تجد من يموت من أجل العراق. وانتقد “كاكبرن” فى مقاله قرارات الولايات المتحدة الأمريكية التى حلت جيش صدام حسين بعد الغزو الأمريكى البريطانى للعراق، ليأتى جيش تنهشه السياسات الفاسدة وغير قادر على صد مليشيات تنظيم داعش المسلح.

زر الذهاب إلى الأعلى