بحثًا عن مناطق أكثر دفئا من بيئة يكسوها الثلج في فصل الشتاء، يهاجر نحو مليوني طائر من الشمالي الأوروبي إلى مصر سنويًا بين شهري أغسطس وأكتوبر، إلا أن آلة الصيد الجائر هنا تنشط في هذه الأثناء لتطال كثيرًا منها بالمخالفة للقوانين المحلية والدولية.
من بين هذه الطيور، حوالي 515 نوعا منها 190 نوعًا مقيمًا، بالإضافة إلى 325 نوعًا مهاجرًا، وتضم الأنواع المسجلة فى مصر ما يزيد عن 25 نوعًا من الطيور المُهددة عالميا بخطر الانقراض، والتى تمثل مصر أهمية بالنسبة لـ 7 منها، بحسب تقرير لوزارة البيئة في سبتمبر 2011.
ومثلما تنشط آلة قتل الطيور ينشط في صفحته على «فيس بوك»، محمد الفلاح أو «برنس الطيور المهاجرة»، متفاخرًا بين حين وآخر بصور ومقاطع فيديو قصيرة ينشرها لنتائج عمليات الصيد، مُوثقا إياها بتاريخ اقتناصها، بعدما يوردها صيادون إليه.
في مبنى مملوك له، حول هذا الرجل، الذي يبدو أنه يعيش في غرب محافظة الإسكندرية، المكان إلى تمركز لجمع وقتل وتغليف الطيور بطريقة «شغل الدكاترة»، قبل أن يوردها إلى عملائه في داخل مصر وخارجها، حسبما قال في فيديوهاته المنشورة في صفحته.
وبين الطيور التي ذكرها «الفلاح»، ويستحوذ عليها من الصيد الجائر، طيور وردت ضمن القائمة الحمراء العالمية للطيور المُهددة بالانقراض، مثل طائر «البلبول، الفلامنجو، القِمري، البط الشرشير، الشحيم، سمَان، الخضر، الكيشا، الغُر، الدبسي ».
وتتراوح كميات الصيد لدى «الفلاح»، الذي تعود جذوره إلى سوهاج، ما بين 300 إلى 400 كيلو من لحوم الطيور المهاجرة، إلا أنه لم يحدد إذا ما كانت هذه حصيلة يومية أم أسبوعية.
في تحدٍ لشرطة البيئة والمسطحات ووزارة البيئة المعنيين بحماية الحياة البرية في مصر، بالمخالفة لقانون البيئة رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩ وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم ١٠٩٥ لسنة ٢٠١١، وبالمخالفة لتعليمات جهاز شؤون البيئة وقرار وزير البيئة رقم ٢٠٣ لسنة ٢٠١٤ لتنظيم صيد الطيور.
وتنص المادة (28) من قانون البيئة رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩، «يحظر بأية طريقة القيام بأي من الأعمال الآتية : صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو استيرادها أو الإتجار فيها حية أو ميتة كلها أو أجزائها أو مشتقاتها أو القيام بأعمال من شأنها تدمير الموائل الطبيعية لها أو تغيير خواصها الطبيعية أو موائلها أو إتلاف أوكارها أو إعدام بيضها أو نتاجها».
وحظر القانون «الاتجار فى جميع الكائنات الحية الحيوانية أو النباتية المهددة بالانقراض أو تربيتها أو استزراعها فى غير موائلها دون الحصول على ترخيص من جهاز شئون البيئة».
وأظهرت الفيديوهات الدعائية التي صورها «الفلاح» مئات من الطيور المهاجرة المذبوحة والمخزنة في ثلاجات بطريقة غير صحية والتي تضعه أيضًا تحت طائلة قوانين الطب البيطري والصحة العامة، كما يعرض في صفحته على «فيس بوك» العديد من أنواع الطيور المهاجرة، مثل طائر «الفلامنجو» المحظور صيده أو حيازته طبقا للقانون المصري والاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية سايتس واتفاقيات AEWA و CMS و CBD.