لم يعد صوت الحق، ينطلق من الحين للحين، معلنا حى على الصلاة حى على الفلاح، كما كان فى السابق فى مسجد الصالح أيوب الأثرى، بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، فالمسجد طالة دمار الإرهاب، بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية.
مسجد الصالح أيوب بنى سنة 1243 م، فى عهد الصالح نجم الدين أيوب، آخر الحكام الأيوبيين، والذى أشرف على بنائه بنفسه، بمدينة المنصورة “جزيرة الورد” آن ذاك، وهو مسجد أثرى، طاله الدمار بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية فى ديسمبر 2013.
يبلغ عمر المسجد، 773 عاما ويعود للعصر الأيوبى ذاته الذى أنشأت به المدينة، وكانت جميع نوافذ المسجد الأثرية من الجبس والزجاج الملون وأبوابه وأجزاء من الأسقف تحطمت بفعل قوة الانفجار.
تم إغلاق المسجد عقب تدميره، واستجابة لرغبة أهالى المنطقة، قام أحد السكان بالتوجه لإدارة الأوقاف، وقام بتوقيع إقرار عن مسئوليته على المسجد ليعاد فتحه والصلاة فيه من جديد.
ووافقت مديرية الأوقاف بالدقهلية، على تحمل مواطن مسئولية ترميم جامع أثرى يقترب عمره من 800 عام، قام الأهالى بجمع التبرعات لإعادة ترميم الجامع، من نوافذ وأبواب وتصليح السقف الخشبى، وجميعها مقتنيات أثرية.
يقول مهند فودة أستاذ بكلية الهندسة بجامعة المنصورة، ومؤسس حملة أنقذوا آثار المنصورة، يعود المنبر والنوافذ والسقف الخشبى، والرسوم عليها إلى العصر الأيوبى، وحرص مسئولو المسجد على الاحتفاظ بالأجزاء الأثرية المدمرة من النوافذ والأبواب لربما يحتاجها المختصون إذا تم تسجيل الجامع كأثر فى يوم ما، والآن المسجد بدون أى حراسة على هذه المقتنيات الأثرية، ولا توجد كاميرات لمراقبة المسجد، وفى حال أراد أحد لصوص الآثار بسرقة تلك النوافذ، أو الرسوم التى تعود للعصر الأيوبى فذلك لن يمثل أى صعوبة.
ويضيف “فودة” تخلت وزارة الأوقاف عن الجامع الأثرى ولم تبادر بترميمه، وفور الحادث أصدرت قرارا بترميمه حتى تتوفر الاعتمادات المالية اللازمة للترميم، وقام أحد سكان المنطقة ورغبة منه لإعادة فتح بيت من بيوت الله مشكورا، بالتوجه للأوقاف، وكتابة إقرارات وتعهدات بمسئوليته الكاملة عن الترميم، ووافقت الأوقاف على تحمل مواطن مسئولية ترميم جامع أثرى يقترب عمره من 800 عام. وقال مصدر بوزارة الأوقاف رفض ذكر اسمه، لا يوجد اعتماد مالى لإصلاح المسجد، والمسجد يحتاج لاعتمادات كبيرة، لأن ترميم الآثار مكلف ماديا، ونحن فى انتظار ضمه لوزارة الآثار، لتشرف عليه الوزارة، وتقوم بترميمه.