استقبل الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم السبت وزير الدولة وزير الشئون الخارجية والتكامل الأفريقي والتشاديين في الخارج والتعاون الدولي ، في أول زيارة له إلى مصر عقب توليه مهام منصبه في مايو ٢٠٢٤، وذلك على هامش أعمال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية المنعقد بالقاهرة .
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، بأن الوزير الدكتور بدر عبد العاطي تسلم خلال اللقاء رسالة موجهة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس محمد إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد، تتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين فى العديد من المجالات.
وذكر المتحدث الرسمي، أن الوزيرين أكدا على خصوصية العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، حيث ذكر الوزير عبد العاطي أن وزارة الخارجية تقوم بالتنسيق مع الجهات الوطنية الأخرى لمتابعة تنفيذ برامج التعاون المشتركة القائمة بين البلدين في مجالات الزراعة والصحة والبنية التحتية والتعليم والتشييد والبناء وغيرها من القطاعات التي تمثل أولوية لدى الجانبين.
وأضاف السفير أحمد أبو زيد، أن اللقاء شهد تبادل الوزيرين وجهات النظر حول مُجمل مُستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في السودان، خاصة وأن دول جوار السودان هي أكثر الدول تأثراً بالأزمة وتبعاتها الإنسانية، على ضوء استضافتها لمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، فضلاً عن ارتباط الحفاظ على أمنها القومي بأمن واستقرار السودان.
واتفق الوزيران على ضرورة تركيز الجهود على تشجيع الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية للوفاء بتعهداتها فى مجال الدعم الإنسانى للسودان بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية لكافة المناطق السودانية، وكذلك تكثيف التنسيق والعمل على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في أسرع وقت، لحقن دماء الشعب السوداني الشقيق، ووضع حد للخسائر في الأرواح والممتلكات.
وأردف السفير أبو زيد، أن الوزير د. عبد العاطي شدد على أهمية العمل على خلق أرضية مشتركة بين كافة التيارات المدنية وتوافق في الرؤى حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني/سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة. وأشار إلى أهمية تنسيق جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لإحتواء الأزمة، مؤكداً على ضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وتجنب أية تدخلات خارجية تسهم في إطالة أمد الصراع بالسودان وتعيق جهود التوصل لتسوية سياسية.
كما حرص الوزير د. عبد العاطي على اطلاع نظيره التشادي على جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، على ضوء انتشار أعمال العُنف والإرهاب في القارة. كما أعرب عن دعم مصر لجهود الدولة التشادية الرامية لمُكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار ، وذلك من خلال التوسع في مسارات الدعم الإنمائية والأمنية، وبناء القُدرات في مجال مكافحة الارهاب من خلال دورات الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وبرامج مركز القاهرة الدولي لحفظ وبناء السلام CCCPA ومركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، وكذلك الدور الريادي الذي يضطلع به الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تبثها الجماعات الإرهابية.
ومن جانبه، أكد وزير خارجية تشاد حرص القيادة السياسية لبلاده على تطوير العلاقات وتعزيزها مع مصر في كافة المجالات ثنائياً وإقليمياً لتحقيق مصلحة البلدين وشعبيهما. وأعرب عن سعادته للمشاركة في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بتكليف من رئيس جمهورية تشاد، مشيداً بالجهود المصرية لحل الأزمة السودانية. كما تطلع إلى الحصول على دعم مصر والإستفادة بخبراتها في إنشاء المعهد الدبلوماسي في تشاد. وأشار إلى أهمية تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري واستغلال الفرص والثروات المتاحة في البلدين، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال تدريب وبناء قدرات الكوادر في مختلف المجالات.
واختتم أبو زيد تصريحاته، مشيراً إلى أن وزيرى الخارجية اتفقا على تعزيز التعاون في مجال تبادل التأييد في الترشيحات الإقليمية والدولية، لاسيما الترشيحات التي تحظى بأهمية مُتقدمة لدى الجانبين، فضلاً عن استمرار التنسيق والتشاور خلال المرحلة القادمة لمجابهة التحديات المتواترة التي تواجه دول القارة الإفريقية.