كشفت السلطات في مدينة برشلونة الإسبانية، عن تعليق علاقاتها المؤسسية مع إسرائيل بشكل مؤقت، وخصوصا توأمتها مع مدينة تل أبيب “إلى أن تضع السلطات حدا للانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين”، وفق ما أعلنت رئيس بلديتها اليسارية آدا كولاو.
أسباب إلغاء التوأمة بين برشلونة وتل أبيب
وذكرت رئيسة بلدية برشلونة، آدا كولاو، في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن قرار تعليق التوأمة مؤقتًا بين المدينتين المتوسطتين، جاء إثر عريضة رفعتها عدة مجموعات مؤيدة للفلسطينيين في برشلونة.
وقالت آدا كولاو التي تشغل رئاسة بلدية برشلونة منذ عام 2015: “لقد قررتُ أن أعلق مؤقتا العلاقات مع دولة إسرائيل ومع المؤسسات الرسمية لهذه الدولة، ولا سيما اتفاقيات التوأمة مع بلدية تل أبيب، إلى أن تـُنهي السلطات الإسرائيلية الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين”.
وأضافت كولاو قولها في رسالتها: “من المهم للغاية التمييز بين سياسات الدولة – في هذه الحالة إسرائيل – وبين عموم اليهود وثقافتهم”.
تمت توأمة برشلونة مع تل أبيب وغزة منذ توقيع اتفاقية صداقة وتعاون عام 1998.
وفي يناير الماضي، كشفت تقارير إعلامية، أن مجلس مدينة برشلونة، يصوت خلال شهر فبراير الجاري، على مقترح لإلغاء اتفاقية التوأمة مع تل أبيب، بداعي تحول إسرائيل إلى دولة أبارتهايد.
إلغاء التوأمة بين برشلونة وتل أبيب
وتجدر الإشارة إلى أن الأبارتهايد، هو نظام للفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا من عام 1948 وحتى تم إلغاء النظام بين الأعوام 1990 – 1993.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، إن مجلس بلدية برشلونة سيصوت شهر فبراير على اقتراح لإلغاء اتفاقية التوأمة مع تل أبيب، بداعي تحول إسرائيل إلى دولة أبارتهايد.
وأشارت مكان إلى أن عدد من ممثلي الأوساط اليسارية في مجلس مدينة برشلونة تقدموا بمشروع للتصويت عليه من قبل مجلس مدينة برشلونة خلال الشهر المقبل.
التوأمة بين إسرائيل وبرشلونة
ويذكر أن اتفاقية التوأمة تم توقيعها بين بلدية برشلونة مع بلدية تل أبيب قبل أربعة وعشرين عاما.
هذا ويسود الاعتقاد بأنه يحظى بتأييد غالبية أعضاء المجلس البلدي في مدينة برشلونة.
في حين دعت الجالية اليهودية في إسبانيا بلدية برشلونة إلى عدم إلغاء الاتفاقية.
وجمع أحزاب اليسار الإسباني المتشدد ونشطاء الـ BDSأكثر 5000 توقيع على عريضة لطرحها على مجلس بلدية برشلونة الشهر الوشيك، للتصوبت على إلغاء اتفاق توأمة المدن مع تل أبيب، والسبب: “جرائم ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني”.
وقالت العريضة التي تقدم بها الأعضاء: “إن إسرائيل ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وتقتل آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم مئات الأطفال، وتعزز مشروع التطهير العرقي ونظام الأبرتهايد. على الأسرة الدولية أن تجبي ثمنًا من إسرائيل وتعزلها مثلما حصل في الماضي مع جنوب إفريقيا. هذا طلب الشعب الفلسطيني، بأن توقف العلاقات مع إسرائيل إلى أن تُحترم حقوقهم”.
وكانت الفكرة الأصلية للتصويت في 27 يناير الماضي، غير أن رئيس بلدية برشلونة آده كولاو، قرر تأجيل الموعد عقب انتقاد بأنه يوم الكارثة الدولي. وأخيرًا، سيجرى التصويت الشهر القادم. في السنة الماضية، صادق برلمان كاتالونيا على مشروع قرار يعرف إسرائيل بأنها دولة “فصل عنصري”
ومن جهتها تعمل سفارة إسرائيل لدى إسبانيا على إحباط المشروع، ضمن أمور أخرى مع محافل في المجتمع المدني اليهودي وغير اليهودي في برشلونة، وبمساعدة الجالية اليهودية. وفي السياق قالت سفير إسرائيل لدى إسبانيا، د. روديكا رديان – غوردن: “في السنوات الأخيرة لنا تعاون كثير مع برشلونة بخاصة، وإسبانيا بعامة في مجالات مثل الحداثة، والتعليم، والصحة، والعلوم والتكنولوجيا. فوجئنا من مبادرة لغاء التوأمة التي جاءت من دوائر سياسية متطرفة”