أخبار عالمية

بعد العقوبات الأمريكية.. روسيا تصدر قرارات ضد سفارة أمريكا في موسكو

بعد العقوبات الأمريكية.. روسيا تصدر قرارات ضد سفارة أمريكا في موسكو

قامت السلطات الروسية، اليوم الجمعة، بمصادرة منشأتين تابعتين للسفارة الأمريكية في موسكو، كما طالبت مسؤولي السفارة بتقليص أعداد العاملين بها بحلول شهر سبتمبر المقبل.

تأتي تلك الخطوة ردًّا على العقوبات، التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا على روسيا، بعد اتهام الأخيرة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية في 2016.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن تلك الإجراءات التي هددت بها روسيا على مدى أسابيع، جاءت بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار تمديد العقوبات على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، حيث تم تمرير القانون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتصديق عليه.

السفارة الأمريكية في موسكو

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، "إن هذا يعد دليلًا على العدوانية الشديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة في سياستها الخارجية"، في إشارة إلى تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار تغليظ العقوبات.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الرئيس الروسي وقّع عددًا من الإجراءات، على الرغم من تصريحه أمس، بأنه لن يتم اتخاذ أي إجراءات حتى إصدار النسخة الأخيرة من القانون.

حيث أشار بيسكوف، إلى أن النسخة التي أصدرها مجلس الشيوخ مساء الخميس، تبدو هي النسخة الأخيرة من القانون، بينما اقترح البيت الأبيض رفض القانون.

الكابيتول الأمريكي

وأضافت الصحيفة، أنه ليس من الواضح بعد إذا ما كان ترامب سيوقع على التشريع، إذ إنه مع وجود لجنة الكونجرس للتحقيق في التنسيق المحتمل بين حملة ترامب والكرملين، وسيطرة الجمهوريين على معظم مقاعد الكونجرس ومجلس الشيوخ، يجد ترامب نفسه تحت ضغط بالغ يمنع من استخدام حق الفيتو الممنوح له لرفض القانون.

ومن جانبها أصدرت السفارة الأمريكية في موسكو بيانًا مقتضبًا، أشارت فيه إلى أنها تلقت إخطارًا من وزارة الخارجية الروسية، وأنها أرسلت هذا الإخطار إلى واشنطن لمناقشة هذا الأمر، واتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأضاف البيان، أن جون تيفت السفير الأمريكي لدى روسيا أظهر خيبة أمله واعتراضه على القرارات الروسية.

جون تيفت سفير أمريكا في موسكو

وجاء بيان الخارجية الروسية ليطالب سفارة الولايات المتحدة في موسكو بتقليل أعداد موظفيها من التقنيين والدبلوماسيين إلى 455 فقط بحلول الأول من سبتمبر المقبل، ليطابق عدد الدبلوماسيين الروس العاملين في الولايات المتحدة.

يذكر أنه إضافة إلى سفارة الولايات المتحدة في موسكو، فهي تملك ثلاث قنصليات في سان بطرسبرج، وفلاديفوستوك، ويكاترينبورج.

وليس من الواضح حتى الآن عدد الموظفين الأمريكيين، الذين عليهم مغادرة روسيا، حيث إن بيان الخارجية الروسية لم يوضح من يشملهم القرار، حيث يوجد مئات الموظفين والدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا، من ضمنهم عمال بناء يشاركون في أعمال بناء مبنى السفارة في موسكو.

وابتداءً من الأول من أغسطس ستمنع روسيا الوصول لمنشأتين تابعتين للسفارة الأمريكية، عبارة عن مخزن وأرض فضاء على نهر موسكو.

وزارة الخارجية الروسية

كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد قرر في ديسمبر الماضي طرد 35 من الدبلوماسيين الروس من أمريكا، ومصادرة منشأتين روسيتين في نيويورك وماريلاند، ردًّا على التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

لم تبد روسيا أي رد فعل حينها، إلا أن الرئيس الروسي بوتين أشار إلى أنه يأمل تحسين العلاقات تحت إدارة الرئيس المستقبلي حينها دونالد ترامب، إلا أن كل آمال بوتين ذهبت أدراج الرياح بعد هذا القرار.

وأشار بيان الخارجية الروسية، إلى أنه إذا قامت الولايات المتحدة بطرد أي من دبلوماسييها بعد تلك القرارات ستتبع روسيا مبدأ المعاملة بالمثل.

السفارة الروسية في واشنطن

ومن جانبه شكّل البيت الأبيض مجموعة ضغط ضد القانون، حيث أشار إلى أنه يحجّم من الصلاحيات الرئاسية، لأنه يجبر ترامب على الحصول على موافقة الكونجرس قبل رفع العقوبات.

ويأتي القانون الجديد لتقوية العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على روسيا في 2014، بعد ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم وزعزعة الاستقرار في أوكرانيا، ومنعت تلك العقوبات مشاركة أمريكا في صناعة النفط الروسية، وحجّمت مشاركة روسيا في أسواق المال العالمية، وردت روسيا بتطبيق حظر واسع النطاق على المنتجات الغذائية الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى