بعد تضارب التقارير.. هل تسرعت إسبانيا في كشف منفذ حادث الدهس؟
بات منفذ عملية الدهس في ساحة رامبلاس السياحية بمدينة برشلونة الإسبانية مجهولا رغم إعلان الشرطة عن صورة استبهت في تورط صاحبها في الحادث.
ودهست سيارة المارة في الميدان ما أسفر عن سقوط قتيلا و15 إصابة خطيرة و23 بجروح و42 إصابة طفيفة، في عملية أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي عن تبنيها.
وأوضحت الشرطة الإسبانية ملابسات الواقعة في بيان قالت فيه إن مرتكب الحادث قام بتأجير سيارة فان بيضاء اللون تحت اسم إدريس أوكابير، من أحد مراكز تأجير السيارات بالمدينة، ثم مالبثت أن أعلنت عن ضبط متهم بالحادث.
وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن الشرطة تمكنت من التعرف على هوية المتهم من خلال جواز سفر عثر عليه بالسيارة.
مغربي الأصل
والمتهم إدريس أوكابير سوبرانو صاحب 28 عاما مغربي الأصل، وهو فرنسي من مدينة مارسيليا، ويقيم في مدينة ريبول في إقليم كاتالونيا الإسباني، وفقا لما أفادت به مصادر أمنية إسبانية لعدد من الصحف.
وذكرت جريدة «الباييس» الإسبانية أن أوكابير ولد في بلدة صغيرة بجبال الأطلس بالمغرب، وبعدها انتقل للعيش في إسبانيا بإقامة قانونية، وسبق له أن قضى عقوبة حبسية في سجن فيجيريس الإسباني عام 2012.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن أوكابير وصل إلى برشلونة يوم 13 أغسطس قادما إليها من المغرب، مشيرة إلى أنه قضى بعض الأيام في العاصمة مدريد خلال العام الحالي.
على «فيسبوك»
وعقب إعلان الشرطة اتهامها لأوكايير، باتت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مرمى لمهاجميه الذين توعدوه بالقتل، ومن ثم أغلقت.
وتمكنت «التحرير» من استعراض آخر أنشطة إدريس على صفحته بـ«فيسبوك» قبل إغلاقها، والتي تعرف باسم إدريس أوكابير سوبرانو، وقال إنه يقيم في ريبول الكاتالونية، ومن مدينة مرسيليا الفرنسية.
شاركت الصفحة أيضا عدد من مقاطع الفيديو لأغانٍ مغربية وغيرها، ومقطع فيديو يتحدث عن مؤامرة يهودية عالمية للسيطرة على العالم.
ونشر إدريس صورة أخيرة له يوم الاثنين الماضي ويظهر خلالها على الشاطئ تحت مظلة مع سماعات الأذن.
البحث عن مجهول
ورغم إعلان الشرطة القبض على المشتبه في تورطه في الحادث، تضاربت التقارير الإخبارية حول مدى مسئوليته عن الدهس، إذ ذكرت صحيفة «ناسيونال» الإسبانية أن الشاب المغربي الأصل تقدم بنفسه إلى مفوض «موسوس دي ريبول» وأنكر تورطه في الهجوم، مؤكدا سرقة وثائق هويته، وأن الإرهابيين استأجروا بها الشاحنة التي استخدموها للهجوم.
وقال رئيس البلدية المحلية، جوردي مونيل، لـ«لا فانجارديا»: «الشاب إدريس أوكابير أوضح للضباط أن أنه شاهد صورته في وسائل الإعلام، فتوجه عقب ذلك إلى مركز الشرطة، وأبلغ عن سرقة وثائق هويته الشخصية، ووقت الهجوم كان يتواجد في مدينة ريبول، وأضاف رئيس البلدية أن إدريس هو شخص معروف في المدينة.
ومع استمرار الارتباك في هوية منفذ العملية التي تبنى مسؤوليتها تنظيم «داعش»، ذكرت وكالة «فوكس نيوز» أن الشرطة لم توضح بعد ما إذا كانت قد أطلقت اسم المشتبه فيه الصحيح، فيما ادعى «سجوريداد ذ ديفينسا» وهو موقع ينشر أخبار الأمن والدفاع، أن أحد المشتبه فيهم قريب من أوكابير.
وقال موقع «البايس»: «يعتقد المحققون أنه يمكن أن يكون شقيقه هو من سرق وثائق إدريس، ويدعى موسى أوكابير، وهو يعيش في برشلونة، في الثامنة عشرة من عمره».
ورغم تضارب التقارير لم تؤكد السلطات الأمتنية الإسبانية بعد تأكيد أي منها، فهل تبرئ كتالونيا المغربي الأصل من تهمة الدهس؟ ربما هذا ما ستكشف عنه الساعات المقبلة.