نسخة ماكس 8
والبوينغ “737 ماكس” هي سلسلة طائرات تجارية أمريكية الصنع، صممتها وتنتجها شركة بوينغ للطائرات، ويعد طراز بوينغ 737 ماكس 8 أحدث إصدار للشركة الأمريكية.
وتستوعب نسخة “ماكس 8” ما يصل إلى 200 راكب، صممت لتوفر لخطوط الطيران مدى أكبر وصرفية وقود أفضل مقارنة بالطرازات التي أتت سابقاً.
وكغيرها من سلاسل الطائرات الجديدة، فإن بوينغ قدمت تكنولوجيا وخصائص جديدة في سلسلة 737 بما في ذلك نظام الأمان التلقائي.
والطائرة مزودة بتقنيات عالية وممشى منفرد، وهناك طلب لأكثر من 5 آلاف منها من قبل مئات شركات الطيران حول العالم، وهي تمثل الحصة الأكبر من الطلبات التي تلقتها الشركة لحوالي 5900 طائرة.
واعتمدت العشرات من شركات الطيران حول العالم على هذه الطائرة لاقتصادها في استهلاك الوقود ولكفاءتها في الرحلات القصيرة والمتوسطة.
كارثتين وعوامل متشابهة
ويعد الطراز “737 ماكس 8” جديداً من نوعه، لكنه كان وراء كارثتين جويتين، كلاهما بعد وقت قصير من الإقلاع، ففي أكتوبر الماضي، تحطمت طائرة تشغلها شركة “ليون إير” الإندونيسية، بعد 13 دقيقة من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة داخلية، وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 189 شخصاً، ولم يحدد المحققون حتى الآن سبب هذا التحطم علناً، رغم أنهم يشتبهون في أن نظاماً آليا يمكن أن يكون هو السبب في سقوط الطائرة.
فيما، أشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إلى تشابه بعض العوامل حادثة تحطم الطائرة الإثيوبية لما حصل مع طائرة من ذات الطراز التي تحطمت في أكتوبر 2018 فوق بحر جاوة، إذ كلا الطيارين قد طلبا الإذن للعودة للمطار بعد الإقلاع بفترة بسيطة بسبب خلل في نظام التحكم بالطائرة.
وأفاد موقع “ياهو فاينانس” الأمريكي أن معدل الحوادث المميتة للطائرة “بوينغ 737 ماكس” هو الآن ثاني أعلى معدل في العصر الحديث.
وأعلنت أن الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة من الدولة أن الصندوق الأسود الذي يحتوي على البيانات التقنية للرحلة، والآخر الذي يسجل المحادثات في قمرة القيادة “قد عثر عليهما” الاثنين في موقع التحطم في قرية تولو فارا الواقعة على مسافة 60 كلم شرق أديس أبابا، مؤكدةً في بيان “سنعثر على سبب التحطم في بيانات الصندوق الأسود”.
استنفار عالمي
ويلقي هذا التحطم بظلاله على شركة بوينغ الأمريكية المصنعة للطائرة، حيث أوقفت شركات طيران عالمية استخدام هذه الطائرات، بعد يوم واحد فقط من الحادث، في خطوة تثير مخاوف بشأن مستقبل الشركة الأمريكية لسنوات عديدة.
فيما لاتزال الأجواء في الولايات المتحدة وكندا مفتوحة أمام هذا الطراز من طائرات نقل الركاب، حيث أكدت الولايات المتحدة على أن التحليق بهذه الطائرات “آمن”، رغم أنه الثاني من نوعه للطائرة ذاتها في غضون 5 أشهر، ولكن لم يكن التطمين الأمريكي كافياً لدى الجميع، فأعلنت دول عدة قرارات وقف العمل بهذه الطائرة ولو بشكل مؤقت.
وأعلنت وسنغافورة وكوريا الجنوبية ومنغوليا وأستراليا تعليق استخدام هذا الطراز من الطائرات، فيما ذهبت فرنسا وألمانيا والنمسا وإيرلندا وبريطانيا، إلى وقف العمل بهذه الطائرة.
وقررت هولندا حظر تحليق طائرات بوينغ 737 ماكس في أجوائها، كما أعلنت هيئة الطيران المدني في إيطاليا حظر دخول طائرات بوينغ 737 ماكس مجالها الجوي.
وفي وقت لاحق، قررت وكالة أمن الطيران الأوروبي إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام طائرات بوينغ 737 ماكس، كما أعلنت الوكالة على موقعها الالكتروني.
وأعلنت ماليزيا تعليق استخدام هذا النوع من الطائرات، بينما حظرت الهند استخدامها، وانضمت فيتنام وهونغ كونغ ونيوزيلندا وصربيا اليوم إلى تلك الدول.
وعلى صعيد شركات الطيران، سارعت عدد من شركات الطيران وشركات السياحة إلى وقف تسيير رحلات على متن طائرات بوينغ 737 ماكس 8، حيث أوقفت شركات الخطوط الجوية في أثيوبيا والمكسيك والصين والبرازيل والأرجنتين وإندونيسيا تشغيل طائراتها من طراز ماكس 8، بالإضافة إلى شركات طيران مثل كايمان إيرويز، وكوم إير في جنوب أفريقيا وشركة إير شاتل في النرويج للطيران منخفض التكلفة.
وفي تركيا، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية أمس الثلاثاء تعليق رحلاتها التي تستخدم أسطولها المكون من 12 طائرة بوينغ 737 ماكس اعتباراً من اليوم الأربعاء.
الدول العربية
كما ألقت هذه الأزمة بظلالها أيضاً على بعض الدول العربية التي اختارت تعليق العمل بالطائرات المذكورة ومنها المغرب وسلطنة عمان بعد إعلانهما عن تعليق تشغيل طائرات بوينغ 737 ماكس.
وأعلنت أيضاً هيئة الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام هذا النوع من الطائرات اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وأكدت شركة فلاي دبي للطيران تعليق استخدام 13 طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس.
وفي الكويت، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني تعليق تشغيل طائرة بيونغ 737 ماكس من وإلى مطار الكويت الدولي إلى إشعار آخر ابتداءً من الساعة الثالثة فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي.
واليوم، قررت سلطة الطيران المدني في لبنان، منع طائرات بوينغ ماكس 737 من الهبوط في بيروت أو التحليق في الأجواء اللبنانية، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
كما أعلنت مصر منع تحليق بوينغ 737 ماكس في مجالها الجوي، وأصبحت أحدث دولة يخرج عنها هذا الإعلان حتى الآن.
تداعيات الكارثة
وبحسب وسائل الإعلام، يجمع العديد من خبراء الاقتصاد على أن تداعيات هذه الكارثة التي عصفت بإحدى أشهر الشركات الأمريكية المصنعة للطائرات ستنعكس بصفة مباشرة على الاقتصاد الأمريكي برمته بل وسيتم توظيفها بشكل مباشر في الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الدول المنافسة له كالصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وكان قرار وقف استخدام هذا الطراز صداه الشديد، حيث شكلت هذه المأساة الجديدة تحدياً كبيراً للشركة الأمريكية، أثارت قلق المستثمرين، خصوصاً بعد أن خسر سهم بوينغ 5.36% في وول ستريت الاثنين، والتي أكبر خسائر الشركة الأمريكية منذ هجمات الـ 11 من سبتمبر.