تحقيقات و تقارير

تجاوزات أمناء الشرطة – نظرة اعلامية

مع تزايد حالة الاحتقان الشعبي في الشارع ضد فئة ( أفراد و أمناء الشرطة بوزارة الداخلية ) ، وخاصة مع ارتفاع ظاهرة تجاوزات أمناء الشرطة ، وتصاعد هذه التجاوزات ضد المواطنين في مختلف القطاعات ، مما جعلها تتخطى حاجز ( التجاوزات الفردية ) وأصبحت تمثل ظاهرة يتوجب القضاء عليها ، نظراً لتداعياتها الخطيرة على الدولة ، خاصة وأن انتهاكات وزارة الداخلية فيما سبق كانت سبباً رئيسياً في نشوب ثورة 25يناير ، وهو الأمر الذي يشكل جرس إنذار أمام الدولة ومؤسساتها لضرورة التصدي لمثل هذه الظاهرة والتعامل معها بحسم من خلال الابتعاد عن الحلول التقليدية أو المسكنات ، واتخاذ قرارات حاسمة من أجل تهدئة الرأي العام ، والقضاء على هذه الظاهرة تماماً

في أعقاب تزايد هذه الأخطاء والتجاوزات التي أدت لإثارة غضب الشارع تصاعد مجدداً دعوات مثل ( إعادة هيكلة وعمل أمناء الشرطة / إغلاق معهد أمناء الشرطة ) ، وترديد مصطلحات على غرار ( جمهورية أمناء الشرطة ) ، وعودة ترديد هتافات مثل الداخلية بلطجية ، خاصة بعد ثبوت أنهم من أهم الأدوات التي تسيء لجهاز الشرطة ، وتتسبب في مشكلات عديدة بين ( الوزارة / المواطنين ) .. بالإضافة إلى ذلك تتسبب هذه الظاهرة في التغطية على إيجابيات وزارة الداخلية في إعادة الأمن إلى الشارع مجدداً ، وما يقدمونه من شهداء خلال عمليات مكافحة الإرهاب .. ويتم استغلال هذه التجاوزات من جانب أعداء الوطن في محاولة فاشلة لزعزعة الاستقرار الأمني في الدولة .

جاء رد فعل الدولة بعد التداعيات الخطيرة لهذه الأزمة بأن استجاب الرئيس ” السيسي ” بشكل سريع لنبض الشارع ، وأصدر توجيهاته إلى وزير الداخلية بعدم تكرار الحوادث المأساوية التي شهدتها مصـر  نتيجة تجاوزات أمناء الشرطة، وشـدد علـى أنـه ( يتعين مواجهة تلك التصرفات بالقانون لوقفها بشكل رادع ومحاسبة مرتكبيها ، وهو الأمر الذي قد يقتضي إدخال بعض التعديلات التشريعية أو سن قوانين جديدة تكفل ضبط الأداء الأمني في الشارع ، بما يضمن محاسبة كل من يتجاوز في حق المواطنين دون وجه حق .. مشدداً على أن يتم عرض هذه التعديلات على مجلس النواب خلال 15 يوماً لمناقشتها ) , وفيما يلي نستعرض أبرز تجاوزات أمناء الشرطة في الأونة الأخيرة :-

تجاوزات أمناء الشرطة

شهدت الشهور الأخيرة نحو (11) حالة من تجاوزات أمناء الشرطة  ضد المواطنين في عدد من المحافظات .. وهي كما يلي

أمين شرطة يطلق الرصاص على جاره بالخصوص

أمين شرطة يطلق الرصاص على جاره بالخصوص

( 20 فبراير 2016 )

ضبط أمين شرطة يُدعى ” مهدي أ.م ” من قوة مباحث مديرية أمن السويس ، أطلق رصاصة من سلاحه على جاره في مشاجرة بينهما بمدينة الخصوص بسبب خلافات الجيرة .. وأمرت نيابة الخصوص بحبس أمين الشرطة (4) أيام على ذمة التحقيق ، ووجهت له النيابة تهمة الشروع في القتل والبلطجة ، وقررت التحفظ على سلاحه الميري .

اعتداء 2 من أمناء شرطة على العاملين بمستشفى إبتاي البارود بالبحيرة

اعتداء 2 من أمناء شرطة على العاملين بمستشفى إبتاي البارود بالبحيرة

( 16 فبراير 2016 )

قيام (2) من أمناء الشرطة بالاعتداء بالضرب على (2) من العاملين بمستشفى إيتاي البارود العام بالبحيرة بالضرب بسبب رفض العاملين صعودهما إلى الأدوار العليا بالمستشفى لزيارة مريض ، إلا بعد دفع قيمة تذكرة الكشف المقررة ، حيث أصر أمينا الشرطة على عدم دفعها .

أمين شرطة يسب طبيب وممرضة داخل مستشفى بولاق الدكرور

أمين شرطة يسب طبيب وممرضة داخل مستشفى بولاق الدكرور

( 14 فبرايـر 2016 )

قيام أمين شرطة بالاعتداء بالسب والقذف على طبيب وممرضة داخل مستشفى بولاق الدكرور العام ، وذلك بسبب رفض الممرضة توقيع الكشف الطبي على أحد أقارب أمين الشرطة إلا بعد دفع قيمة تذكرة الكشف المقررة .

أمين شرطة يتحرش بسيدة بالمترو بغرض اصطحابها لمنزله

أمين شرطة  يتحرش بسيدة بالمترو بغرض اصطحابها لمنزله

 ( 11 فبراير 2016 )

قيام أمين شرطة بالتعدي بالضرب على سيدة والتحرش بها وتهديدها بالسلاح لاصطحابها معه للمنزل بالقرب من محطة مترو أنفاق المرج .. الجدير بالذكر أنه تم إخلاء سبيله بضمان  وظيفته .

أمين شرطة يعتدي بالضرب على ممرضة بمستشفى كوم حمادة بالبحيرة

أمين شرطة  يعتدي بالضرب على ممرضة بمستشفى كوم حمادة بالبحيرة

( 3 فبراير 2016 )

قيام أمين شرطة بالاعتداء بالضرب على ممرضة داخل مستشفى كوم حمادة العام بالبحيرة بعد  مشادات عنيفة بينهما ، وذلك بعد أن ذهب الأمين برفقة طفله المصاب بسخونة وإسهال ، ولم يجد أي أطباء داخل المستشفى وقامت الممرضة بالاتصال بالطبيب المقيم فلم يستجب لها ، ولم ينزل من مسكنه لإسعاف الطفل، مما دفع أمين الشرطة بتصوير المستشفى وهي خالية تماما من الأطباء ، وقام بالاعتداء على الممرضة ، وصفعها على وجهها . 

اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية

اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية

( 28 يناير 2016 )

 من خلال متابعة أحداث المطرية تبين أن هناك عدداً من الروايات بشأنها ، ومنها بيانات ( نقابة الأطباء / وزارة الداخلية ) ، بالإضافة إلى تحريات الأمن العام التي كشفت عن إدانة  (9) أمناء شرطة في الواقعة ، موضحةً أن عدداً من أمناء الشرطة توجهوا إلى مستشفى المطرية مع زميل لهم مصاب إثر  مطاردة أحد المتهمين ، حيث حدثت مشادة كلامية بين ( أمناء الشرطة / الأطباء ) ، تبادل خلالها الطرفان التشابك بالأيدي ، قام على إثرها أمناء الشرطة باستدعاء أفراد من وحدة المباحث إلى مستشفى المطرية ، وأجبروا الأطباء على التوجه معهم إلى قسم شرطة المطرية ، وتم احتجازهم بالقوة داخل غرفة المباحث ، إلا أن نائب مأمور القسم أعادهم مرة أخرى إلى المستشفى .. فيما ذكر بيان لنقابة الاطباء أن عدداً من أفراد شرطة مباحث قسم المطرية قاموا بالاعتداء بالضرب على أحد أطباء مستشفى المطرية التعليمي ، وذلك عندما حضر مواطن يرتدي ملابس مدنية مصاب بجرح في وجهه وطلب من الطبيب المقيم أن يقوم بإثبات إصابات ” غير حقيقية ” ، بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعلياً ، وعندما رفض الطبيب قام المواطن بالإفصاح عن شخصيته بأنه أمين شرطة ، وأن الطبيب عليه أن يكتب التقرير الذي يرغب فيه وإلا سيقوم بتلفيق قضية له .. وبعد رفض الطبيب كتابة التقرير  ، قام أمين الشرطة بمساعدة أحد زملائه بالتعدي بالضرب على الطبيب ، والنائب الإداري ، ثم اقتادوهما لقسم شرطة المطرية ، إلا أن مأمور قسم المطرية أمر بإعادة الأطباء إلى المستشفى مرة أخرى .

رقيب شرطة يطلق النار على شاب يستقل سيارته بمدينة الحامول بكفر الشيخ

رقيب شرطة يطلق النار على شاب يستقل سيارته بمدينة الحامول بكفر الشيخ

( 27 ديسمبر 2015 )

قيام رقيب شرطة بإطلاق النار على شاب يستقل سيارته بمدينة الحامول بكفر الشيخ ، حيث أصيب الشاب بطلق ناري في الرأس ، مما أسفر عن وفاته ، وذلك بعد نشوب مشادة كلامية بينهما بسبب أسبقية السير على الطريق ، حيث اصطدمت سيارة الشاب بسيارة رقيب الشرطة . 

أمين شرطة يطلق الرصاص على (3) أفراد من أسرة واحدة بالغربية

أمين شرطة يطلق الرصاص على (3) أفراد من أسرة واحدة بالغربية

 ( 24 ديسمبر 2015 )

 قيام أمين شرطة بإطلاق الرصاص على (3) أفراد من أسرة واحدة  بقرية ( دماط ) التابعة لمركز قطور بالغربية ، بسبب خلافات الجيرة بينهم ، مما أسفر عن إصابتهم بإصابات بالغة .

وفاة مواطن داخل قسم بندر الأقصر أثر تعرضه للتعزيب على يد 4 ضباط و 5 أمناء شرطة

وفاة مواطن داخل قسم بندر الأقصر أثر تعرضه للتعزيب على يد 4 ضباط و 5 أمناء شرطة

( 25 نوفمبر 2015 )

 وفاة مواطن يدعي ” طلعت شبيب الرشيدي ” داخل قسم شرطة بندر الأقصر إثر تعرضه للتعذيب على يد (4 ضباط / 5 أمناء ) من قوة القسم على خلفية القبض عليه بتهمة حيازة أقراص مخدرة ، حيث أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن المواطن تعرض للضرب والتعذيب ، مما تسبب في قطع الحبل الشوكي والوفاة ، حيث قام أهالي القتيل بتنظيم عدة مظاهرات ومسيرات بمسقط رأسه بقرية العوامية بالأقصر ، وشارك فيها مئات الموطنين .

أمين شرطة يطلق الرصاص على محامي أمام جمرك بورسعيد

أمين شرطة يطلق الرصاص على محامي أمام جمرك بورسعيد

 ( 17 أكتوبر 2015 )

 قيام أمين شرطة بقسم شرطة الشرق ببورسعيد بإطلاق النار على محامي أثناء وقوف المحامي بسيارته الخاصة أمام جمرك بورسعيد ، حيث أصيب المواطن بإصابات بالغة في اليد اليسرى .

بالنظر إلى تجاوزات أمناء الشرطة خلال الفترة الأخيرة ، يمكن استخلاص عدد من التداعيات الخطيرة التي قد تمثل عبئاً على الدولة في هذه الفترة الراهنة التي تواجه فيها الدولة العديد من التحديات المتمثلة في ( مكافحة الإرهاب والمشكلات الاقتصادية ) .. وفيما يلي أبرز هذه التداعيات

تداعيات تجاوزات أمناء الشرطة

  1.  انخفاض الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس ” السيسي ” خاصة مع تكرار هذه التجاوزات ، وعدم اتخاذ الدولة قرار رادع لإيقافها .. خاصة وأن أهالي الضحايـا يلقـون باللـوم علـى الرئيـس ” السيسي ” ، ويحملونه مسئولية القصاص لأبنائهم – وليس فقط وزير الداخلية – ( والد ضحية الدرب الأحمر وجه رسالة للرئيس السيسي قائلاً : لو حق ابني مجاش هنقوم بثورة ثانية .. ذنب ابني في رقبتك يا ريس .. هاتلي حقه ) .. وقد بدأ بالفعل عدد من الإعلاميين ووسائل الإعلام في التحدث بشكل مباشر عن تأثير تلك الحوادث بشكل سلبي علي شعبية الرئيس ” السيسي ” .. وأبرزهم ( الإعلامي وائل الإبراشي / الإعلامي توفيق عكاشة / نشر صحيفة المصري اليوم كاريكاتير يحمل هذا المضمون / وكالة رويترز للأنباء ) ، وبدء التشكيك في مصداقية المؤسسات التي تنقل التقارير للرئيس عن الواقع .
  2.  عودة العلاقة السيئة بين ( المواطن / رجال الشرطة ) مرة أخرى نتيجة التجاوزات التي ظهرت في الفترة الأخيرة .. وهي العلاقة التي تحسنت بشدة في أعقاب ثورة (30) يونيو .. وعودة ترديد هتافات الثورة مرة أخرى مثل الداخلية بلطجية .
  3.  التسبب في عودة التظاهرات الشعبية والنقابية مرة أخرى ، وتصاعد الاحتجاجات في بعض قطاعات الدولة وهو الأمر الذي اتضح في أحداث ( مقتل سائق الدرب الأحمر / التعدي على أطباء مستشفى المطرية / مقتل مواطن داخل قسم شرطة بندر الأقصر ) .
  4.  استغلال جماعة الإخوان وأنصارها بالإضافة إلى بعض الحركات الثورية  لهذه التجاوزات من أجل نشر ادعاءات ومزاعم حول ( عودة الدولة البوليسية مرة أخرى /عودة شرطة مبارك مجدداً / مفيش حاتم بيتحاكم / …. ) ، وهو ما قد ينتج عنه انسياق بعض القطاعات الشعبية والهيئات والنقابات وراء هذه الادعاءات خاصة مع تكرار هذه التجاوزات .
  5. ترسيخ الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن جهاز الشرطة والتي يرددها أعداء الوطن ، وتعمل على نشرها ( وسائل الإعلام الأجنبية / الأدوات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان ) ، وربط هذه التجاوزات بوقائع مثل ( حادث مقتل الطالب الإيطالي / مزاعم الاختفاء القسري / .. ) للادعاء بتورط جهاز الشرطة في هذه الأحداث ( وهو ما حدث بالفعل من خلال رصد توجهات وسائل الإعلام الأجنبية ) .
  6. الإساءة إلى صورة مصر خارجياً من جانب المنظمات الحقوقية الدولية من خلال نشر ادعاءات على غرار ( عودة الدولة البوليسية / وجود قمع أمني / …. ) .
  7. تزامن هذه التجاوزات من جانب أمناء الشرطة ضد المواطنين ، مع ظهور بعض الأزمات الاقتصادية مثل ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار ، وإطلاق تصريحات حكومية غير مسئولة مثل تصريح ” شريف إسماعيل ” بالاستعداد لاتخاذ قرارات مؤلمة ، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع وتزايد معدلات الغضب والاحتجاجات للمواطنين خلال الفترة المقبلة ، وهو ما قد يؤدي بالتبعية إلى التأثير بشكل ملحوظ على الاستقرار الأمني في البلاد .
  8. تغطية تلك الحوادث على العديد من الإنجازات والمجهودات المبذولة من القيادة السياسية لتحسين الأوضاع في شتى المجالات .. حيث تلاحظ تغطية تداعيات حادث مقتل الشاب بالدرب الأحمر على افتتاح الرئيس ” السيسي ” منتدى ( أفريقيا 2016 ) بشرم الشيخ والنجاح الملحوظ في فعالياته ، حيث أعطى العديد من وسائل الإعلام سواء ( المرئية / المقروءة / المسموعة / مواقع التواصل الإجتماعي ) مساحات واسعة لمناقشة أزمة تجاوزات أمناء الشرطة بحق المواطنين ، مما ساهم في تقليل الاهتمام ( الشعبي / الإعلامي ) بمنتدى ( أفريقيا 2016 ) .
  9. بداية ظهور أصوات من جانب ( الإعلاميين / بعض أعضاء مجلس النواب ) للمطالبة بإقالة وزير الداخلية على خلفية تلك الأزمة ، وأبرزهم ( الإعلامي سيد علي / الإعلامي محمد الغيطي / النائب محمد أنور السادات ) .. مما قد يتسبب في ممارسة ضغوط على وزير الداخلية وعلى القيادة السياسية في هذا التوقيت .

ويتلاحظ توجه عدد من ائتلافات ونوادي أمناء الشرطة خلال الـ (24) ساعة لرفض أية قرارات من شأنها إعادة الانضباط فيما يخص أداء أمناء الشرطة ، واحتمالية اتجاههم للتصعيد خلال الفترة المقبلة – وهو ما يستوجب وضع استراتيجية سريعة من الدولة للتعامل معهم – ، حيث تم رصد قيام عدد من الأمناء بالإدلاء بتصريحات حول رفضهم  عودة المحاكمات العسكرية لأفراد الشرطة ، ورفضهم لقرار  عدم تسليح الأمناء في غير أوقات الخدمة والإدعاء بأن هذا القرار يجعلهم مهددين من قبل الجماعات الإرهابية ، وقد بدأ فعلياً أمناء الشرطة في اتخاذ إجراءات تصعيدية تمثلت في تنظيم العشرات من أفراد الشرطة بمختلف الأقسام والمراكز بمحافظة الشرقية وقفة احتجاجية يوم ( 21 / 2 / 2016 ) بمبنى مديرية أمن الشرقية تضامناً مع زملائهم الـ (7) الذين تم القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن قبل ظهورهم في أحد البرامج التليفزيونيــة ( العاشــرة مســـاءً ) للحديث عن أزمة أمناء الشرطة .. وفيما يلي رصد لأبرز تلك التصريحات : 

ردود فعل أمناء الشرطة على تلك الحوادث

  •  أكد المنسق العام لأمناء وأفراد الشرطة والعاملين المدنيين بوزارة الداخلية الأمين ” أحمد مصطفى ” أنه لا أحد يستطيع إعادة المحاكمات العسكرية للأفراد لأن ذلك سيخالف القانون ، مضيفاً – تعليقاً على طلب الرئيس ” السيسي ” من وزير الداخلية بسن تشريعات جديدة لضبط الأداء الأمني في الشارع – أنهم سيتابعون هذه التشريعات وينظرون فيها جيداً حينما يناقشها أو يقرها البرلمان ومن ثم اتخاذ موقف مناسب منها .. وأضاف ” مصطفى ” : (( مبدئياً لابد أن يسري أي تشريع تقره الدولة أو الوزارة على جميع فئات الداخلية بمن فيهم الضباط ، وألا يتم تمرير القوانين لتسرى على
    الأمناء فقط )) ، مشيراً إلى أنه لا يجوز قانوناً عودة المحاكمات العسكرية ، لأنها ألغيت بحكم من
    المحكمة الدستورية .
  •  أوضح المتحدث باسم النادي الفرعي لأمناء شرطة أسيوط الأمين ” محمد مصطفى ” أن عودة المحاكمات العسكرية ( شيء مستحيل ) ، مضيفاً : ( أن كل مهنة فيها الصالح والطالح ، ومن الأمناء من قدم حياته وتيتم أطفاله وترملت زوجته من أجل الوطن ) ، مؤكداً : ( أن عدم تسليح الأمناء في غير أوقات الخدمة يجعلهم مهددين ، وحياتهم في خطر من قبل الجماعات الإرهابية .
  •  أفاد مصدر أمني بالجيزة أن أجهزة الأمن ألقت القبض على (7) أمناء شرطة ينتمون لائتلاف أمناء الشرقية ، قبل ظهورهم في أحد البرامج التليفزيونية ( العاشرة مساءً ) للحديث عن أزمة أمناء الشرطة ، مضيفاً أنه من ضمن المقبوض عليهم المسئول عن اعتصـام أمنـاء الشرطـة بالشرقيـة الأميـن ” منصـور أبو جبل ” ، وأنهم كانوا قادمين لمدينة الإنتاج الإعلامي للحديث عن الأزمات التي تواجه الأمناء ، مؤكداً أنه تم إعداد كمين لهم قبل دخولهم المدينة والقبض عليهم واقتيادهم لنيابة أمن الدولة ، بعد أن شارك في عملية ضبطهم أكثر من (200) ضابط ، بتهمة التحريض ضد وزارة الداخلية .

التناول الاعلامي لموضوع تجاوزات أمناء الشرطة

أثار حادث مقتل سائق الدرب الأحمر استياء عدد من الإعلاميين والشخصيات العامة ، حيث طالبوا بضرورة الإسراع بمحاكمة أمين الشرطة المتهم في الحادث ، كما أكدوا أن هناك حالة غضب واستياء شعبي تجاه التجاوزات المتكررة لأمناء الشرطة ضد المواطنين ، وأضافوا أن تلك التجاوزات أصبحت ظاهرة وليست حالات فردية ، وأن تلك الظاهرة تؤثر بالسلب على شعبية الرئيس ” السيسي ” ، كما أكد البعض ضرورة إقالة وزير الداخلية على خلفية تلك الحوادث ، بينما أكد البعض الآخر أن ذلك الحادث هو حادث فردي ولا يجب تعميمه على بقية أفراد جهاز الشرطة ، وطالبوا بعدم تضخيم تلك الحوادث ، خاصة وأن هناك أطراف معادية للدولة تسعى لاستغلال مثل هذه الأحداث بهدف تشويه صورة مصر خارجياً وإحداث حالة من البلبلة والفتنة داخلياً.. جدير بالذكر أن الإعلامية ” ليليان داود ” قامت بتخصيص حلقة برنامج ( الصورة الكاملة ) الذي تقوم بتقديمه على قناة (ON TV) بشكل كامل للتعليق على الحادث ، حيث كان الحادث هو الموضوع الرئيسي والوحيد الذي تم مناقشته في الحلقة ، حيث استضافت عدداً من النشطاء الحقوقيين للتعليق على الحادث ، حيث قاموا بتوجيه اتهامات وانتقادات حادة لجهاز الشرطة .

الاعلام المحلي

اهتمت معظم  الصحف والمواقع الإخبارية بتسليط الضوء على الحادث ، حيث تلاحظ قيام عدد من الصحفيين والشخصيات العامة بكتابة عدد من المقالات والتي يحذرون خلالها من خطورة تكرار تلك الحوادث ، وفيما يلي أبرز عناوين تلك المقالات :
1 – موقع ( المصري اليوم ) : ( شرطة مسجلة خطر ) .
2 – موقع ( المصري اليوم ) : ( كـــان فرحه بعد شهـــر ) .
3 – موقع (المصري اليوم ) : ( أخرجوهم من وزارتكم ) .
4 – موقع ( المصري اليوم ) ( الدولة .. غياب أم غيبوبة ؟! ) .
5 – موقع ( الشروق ) : ( أرى تحت الرماد وميض نار ) .
6 – صحيفة ( الشروق ) : ( عن التجاوزات الفردية ) .
7 – موقع ( بوابة فيتو ) : ( 4 قرارات تُنقذ السيسي من ثورة الشعب ) .
8 – موقع ( التحرير نيوز ) : ( كيف يمكن للسيسي تفكيك دولة أمناء الشرطة ؟ ) . عن تجاوزات أمناء الشرطة
9 – موقع ( البوابة نيوز ) : ( مفيش حاتم بيتحاكم !! )
10- موقع ( اليوم السابع ) : ( الداخلية تغتال نفسها بنفسها ) .
11- موقع ( اليوم السابع ) : ( أمناء الشرطة .. إيه الحكاية ..! ) . عن تجاوزات أمناء الشرطة
12- صحيفة ( المقال ) : ( سياسة أجهزة الأمن خطر على الأمن ) .
13- صحيفة ( المقال ) .. ( سيادة الرئيس : أنقذ نظامك من شرطتك ) .
14- صحيفة ( المقال ) : ( 6 مهازل في واقعة الدرب الأحمر برعاية وزارة الداخلية ) .
15- صحيفة ( الوطن ) : ( هي البلد بتقع ولا إحنا اللي بنتهز !! ) .
16– صحيفة ( الوطن ) : ( من سار على الدرب الأحمر وصل ) .

الاعلام الأجنبي

تلاحظ اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية بالحادث بشكل كبير ، حيث ظهرت عدة مقالات جميعها تنتقد الواقعة ، كما تناولت (4) من تلك المقالات تصريحات الرئيس ” السيسي ” عقب لقائه بوزير الداخلية لبحث تداعيات الحادث وإصداره تعليمات بسن تشريعات لردع تجاوزات الشرطة .. حيث قامت وسائل الإعلام الأجنبية باستغلال الواقعة على النحو التالي :
1 – التأكيد على أن تجاوزات الشرطة كانت أحد العوامل التي ساعدت على اندلاع ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق ” مبارك ” ، لذلك فالرئيس ” السيسي ” لديه كل الحق للشعور بالقلق حول انتهاكات الشرطة .
2 – استغلال الحادث للإشارة إلى قضية مقتل الطالب الإيطالي في مصر وكذلك تظاهرات الأطباء على خلفية انتهاكات الشرطة ، والاستشهاد بتقارير منظمات حقوق الإنسان التي تزعم أن ثقافة الإفلات من العقاب بين قوات الأمن المصرية هي ما أدت إلى وحشية الشرطة على نطاق واسع .
3 – استغلال الواقعة لمواصلة الهجوم على النظام الحالي ، حيث ادعت صحيفة ( فايننشيال تايمز ) البريطانية أن حكومة ” السيسي ” تقمع المعارضين ، لأنها تعلم أنه كما أتى الشارع بالجيش إلى السلطة يمكنه أن يقصيه مرة أخرى ، مضيفةً أن ” السيسي ” بقمعه للمعارضين يخاطر بحدوث ثورة جديدة في مصر .
4 – الادعاء بأن شعبية الرئيس ” السيسي ” تتراجع ، خاصةً مع تزايد انتهاكات الأجهزة الأمنية ، حيث أكدت وكالة أسوشيتدبرس أن المصريين أصابهم الاحباط نتيجة لعدد من القضايا فشل الحكام المتعاقبون في مواجهتها مثل ( انتهاكات الشرطة / البطالة / البنية التحتية القديمة / الفساد ) .

للقضاء على ظاهرة تكرار تجاوزات أمناء الشرطة ، ومن أجل السيطرة على تصرفات وممارسات أفراد الشرطة والتصدي لانتهاكاتهم المتكررة ، يتطلب الأمر التعامل بحسم مع هذه الظاهرة ، واتخاذ بعض القرارات الحاسمة وفيما يلي بعض المقترحات لحل تلك الأزمة وضمان عدم تكرارها :-

  1. تنفيذ توجيهات وتكليفات الرئيس ” السيسي ” بإجراء تعديلات تشريعية للحد من تجاوزات أمناء الشرطة ، وقيام البرلمان بمناقشتها والتصديق على هذه التشريعات .
  2. إمكانية البدء في سحب السلاح تدريجياً من أفراد الشرطة عقب انتهاء مواعيد العمل الرسمية ، خاصة وأنه تكرر استخدامه في الكثير من التجاوزات الأخيرة .
  3. ضرورة قيام الجهات الأمنية بمراجعة ملفات أمناء الشرطة ، خاصة الذين عادوا للعمل في عهد وزراء سابقين برغم تحفظات التقارير الأمنية على أدائهم ، والتي كانت تتضمن اتهامات لبعض الأمناء في قضايا سرقة وقضايا اعتداء على المواطنين .. ورفض عودة أمناء الشرطة المفصولين خاصة من سبق اتهامهم في قضايا .
  4. ضرورة توعية أفراد الشرطة بحقوق الإنسان وطريقة التعامل مع المواطن من خلال تنظيم دورات تدريبية للأفراد في مجال حقوق الإنسان وعلم النفس والاستعانة بمتخصصين لذلك .. مع ضرورة إصدار توجيهات لأمناء الشرطة بضرورة ضبط النفس خلال الفترة المقبلة في التعامل مع المواطنين في مختلف القطاعات لعدم تصاعد الخلافات والاحتجاجات بين ( الأمناء / مختلف النقابات والهيئات ) ، واستخلاص الدروس المستفادة من أزمة نقابة الأطباء .
  5. إمكانية دراسة عودة المحاكمات العسكرية لردع أفراد الشرطة عن هذه التجاوزات ، وضمان محاكمة المتورطين تطبيقاً لمبدأ القصاص السريع والحاسم .. مع تطبيق قانون التظاهر على الاحتجاجات الخاصة بأمناء الشرطة وإلزامهم بالحصول على تراخيص من الجهات المعنية قبل تنظيم أي احتجاجات ، لأنه من المتوقع أن تقوم هذه الفئة بالعديد من الاحتجاجات نتيجة اتخاذ قرارات حاسمة ضدهم .. جدير بالذكر أنه كان هناك إضراب لأمناء الشرطة بمحافظة الشرقية في شهر أغسطس الماضي .
  6. وضع بديل للأمناء والأفراد لعدم عرقلة مسيرة العمل الشرطي في حالة ما أعلن الأمناء عن إضرابهم عن العمل وافتعالهم للأزمات .
  7. دراسة تغيير معايير الانتقاء واختيار الأفراد بمعهد أمناء الشرطة للارتقاء بمستوى ( فكر / تعليم ) أمناء الشرطة .
  8. تحجيم دور أمناء الشرطة داخل الأقسام والقطاعات في وزارة الداخلية ، حيث إن تضخيم دورهم في المواقع الشرطية يدفعهم مستقبلاً إلى التمرد على الوزارة وتنظيم الاعتصامات .
  9. دراسة تعديل قانون هيئة الشرطة ، بحيث تتبع الشرطة ذات الإجراءات التي تتبعها الهيئات القضائية في أعمال التفتيش على أعضائها ، ويتم إنشاء مكتب فني بوزارة الداخلية ، يكون من سلطته التحقيق في المخالفات والجرائم التي تقع من أفراد الشرطة ، ويمتلك التوصية بإيقاف المخالف أو حرمانه من الترقية أو فصله من العمل إذا ثبتت المخالفة .
  10. ضرورة تطبيق نظام التنقلات السنوية لأفراد الشرطة وعدم تركهم في مكان واحدة لمدة طويلة ، لأن ذلك يساعدهم على هذه الممارسات والتجاوزات .
  11. ضرورة التعامل الإعلامي بشكل حيادي ، وعدم تضخيم هذه التجاوزات ، ووضع الأمور في نصابها الصحيح .. مع ضرورة عرض إيجابيات أمناء الشرطة ، وتسليط الضوء على البراءات التي يحصل عليها الأمناء في مختلف القضايا ، وعدم تسليط الضوء فقط على السلبيات .
  12. ضرورة التشديد على التزام الأجهزة الأمنية ( خاصة الشرطية ) بالتعامل الجيد مع المواطنين ، والإعلان عن معاقبة المتجاوزين منهم ، للتأكيد على عدم عودة أي ممارسات قمعية اتسم بها النظام القديم .. خاصة أن عدداً من وسائل الإعلام ( تقف بالمرصاد ) لمثل هذه الحالات ، مستغلةً ذلك لانتقاد الدولة .
  13. تفعيل دور ( الأجهزة الرقابية / منظمات المجتمع المدني / المجلس القومي لحقوق الإنسان ) ، بالإضافة إلى تفعيل آليات المحاسبة الجنائية والإدارية للأفراد ، ومحاكمة المسئولين عن استخدام العنف ، وإقرار قانون لمكافحة التعذيب .

جدير بالذكر أن طريقة مجابهة تجاوزات أمناء الشرطة ومعاقبة أمناء الشرطة المخالفين وفقاً للقانون الحالي ، تتمثل فيما يلي :
( تنص المادة 81 من المواد المنظمة لأمناء الشرطة على أن الجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها على أمين الشرطة هي : الإنذار ، والخدمات الزيادة ، والحجز بالثكنة مع استحقاق المرتب كاملاً ، والخصم من المرتب ، وتأجيل موعد استحقاق العلاوة لمدة لا تجاوز 3 أشهر ، والحرمان من العلاوة ، والوقف عن العمل مع صرف نصف المرتب لمدة لا تجاوز 6 أشهر ، وخفض المرتب بما لا يجاوز الربع ، وخفض الدرجة بما لا يجاوز درجة واحدة ، والفصل من الخدمة مع جواز الحرمان من بعض المعاش أو المكافأة في حدود الربع) .. بالنظر إلى ذلك يتضح أن هذه الجزاءات لا تشكل رادعاً أمام تجاوزات أمناء الشرطة ، خاصة مع شعور الأمناء أنهم لن يتعرضوا لحساب شديد أمام تجاوزاتهم .

 

زر الذهاب إلى الأعلى