للاضحية فوائد جمة وآداب يجب أن يتبعها المسلم فهي توسعة على الأهل والمعارف والجيران، وتدخل على قلوبهم السرور، سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «أن تدخل على أخيك المسلم سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا» رواه الطبراني في مكارم الأخلاق.
أفضل الأعمال في يوم عيد الأضحى، هو ذبح الأضحية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ما عمل آدمى من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها-أي: فتوضع في ميزانه -، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا” رواه الترمذي؛ لأن الدم وإن شاهده الحاضرون يقع على الأرض، فيذهب ولا ينتفع به لكنه محفوظ عند الله لا يضيع.
الرحمة خلق إسلامي عظيم، ودليل نقاء الفطرة الإنسانية، حتى مع الحيوان، فلابد عند ذبح الأضحية من الرفق بها بألا يذبحها بغتة، ولا يجرها من موضع إلى موضع، ولا يحد شفرته بحضرة الذبيحة، ولا يذبح واحدة بحضرة الأخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته” رواه الترمذي.
من أخلاق الإسلام إماطة الأذى عن طريق الناس, قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم-: «يميط الأذى عن الطريق صدقة» رواه مسلم، فالذي يلقي مخلفات الأضاحي في الطرقات بعيد عن أخلاق المسلمين، فهو يؤذيهم بدمائها المسفوحة, ويعرضهم لنجاسة الثياب وغير ذلك، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية.
الالتزام بالذبح في الأماكن المخصصة لذلك، عمل إنساني وأخلاقي؛ لأنه يراعي شعور الناس وما ينفعهم، وينأى بالنفس عن أن تكون سببًا في تكدير عيش الناس أو إيذاء أحاسيسهم وأبدانهم.
النظافة والطهارة تمثلان سلوكا دينيا وحضاريا، لذا اهتم الإسلام بهذا الأمر حتى جعل الطهارة شرطا في قبول العبادة، فلا يصح ما نراه الآن من تلويث البدن والثياب بدماء الأضاحي.