في ضوء مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني تعرف على دلالات وسيناريوهات التصعيد بين إيران والولايات المتحدة في ضوء اغتيال ” سليماني ” ، وتداعيات تلك العملية على استقرار المنطقة :-
( دلالات / سيناريوهات ) التصعيد بين ( إيران / الولايات المتحدة ) في ضوء اغتيال ” سليماني ”
- يُشكل اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس ” قاسم سليماني ” ضربة قوية للنظام الإيراني مما قد يؤدي إلى تحول مؤثر مستقبلي في مسار التصعيد بين ( إيران / الولايات المتحدة ) .. حيث إن مقتل أبرز قياديي الحرس الثوري ورمز نفوذها وسطوتها العسكرية في المنطقة خاصة في ( العراق / سوريا / لبنان ) من المرجح أنه لن يمر بدون تغيير في شكل الصراع وقواعد الاشتباك غير المعلنة بين الطرفين والتي استمرت طوال العام الماضي ، وهو الأمر الذي قد ينقل الصراع إلى مرحلة جديدة ، تُغير خلالها واشنطن استراتيجيتها التي اعتمدت على ( الحصار / التضييق / العقوبات ) فقط دون الاتجاه إلى التصعيد العسكري .. كما قد تدفع تلك العملية إيران لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة بشكل مباشر للرد على تلك العملية .
- مقتل ” سليماني ” كشف نوايا واشنطن بالدخول في مرحلة جديدة من الصراع مع إيران ، وهو ما دعمته تصريحات المسئولين الأمريكيين الأخيرة لهذا التصعيد ، وأبرزها تأكيد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران ” براين هوك ” أن الرئيس” ترامب ” أوضح العام الماضي أننا لن نتسامح مع أي هجمات مستقبلية ، مشيراً إلى أن الشهرين الماضيين كان هناك (11) هجومًا على منشآت عراقية تستضيف قوات للتحالف .
- ردود الفعل الإيرانية توضح نية إيرانية قوية للرد الانتقامي على تلك العملية ، وهو ما اتضح بشكل خاص من إصدار مجلس الأمن القومي الإيراني بياناً يتوعد فيه الولايات المتحدة بالانتقام في الوقت والمكان المناسبين ، وأن الولايات المتحدة لن تنجو بسهولة من عواقب هذا الحساب الخاطئ .
- من أبرز نتائج تلك العملية هو عدم الاستقرار في المنطقة بشكل عام ، خاصة في ضوء احتمالية الرد الإيراني على تلك العملية ، مما قد يتسبب في اشتعال المنطقة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة ، مما سيكون له تداعيات سلبية على مختلف الأصعدة ( السياسية / العسكرية / الاقتصادية ) لمختلف دول المنطقة وللولايات المتحدة ، ولو لفترة زمنية معينة .
السياسة الأمريكية الجديدة للتعامل مع إيران
- اعتمدت الولايات المتحدة منذ بداية الصراع مع إيران في عهد ” ترامب ” على ما أسمته ” تعديل السلوك الإيراني ” عن طريق الحصار الاقتصادي وفرض حزم متعاقبة من العقوبات الأمريكية على إيران وهي الاستراتيجية التي كانت تهدف من خلالها إلى إضعاف المشروع الإيراني في المنطقة ، باعتبار أن حصار ” المركز ” ينعكس بطبيعة الحال على ” الأطراف ” المتمثلة في المليشيات الموالية لإيران ووكلائها في المنطقة .
- رغم الاستفزازات الإيرانية خلال المرحلة الماضية فإن الولايات المتحدة لم تنجر إلى أي نوع من الصدام العسكري سواء ضد إيران أو أذرعها في المنطقة ، مكتفية باستراتيجية ” تقليم الأظافر ” وتجفيف المنابع التي قد تصنع إيران نفوذها من خلالها ، وهو الأمر الذي اعترف مسئولون إيرانيون بقسوته على إيران ، مما ساهم في تأجيج الاحتجاجات الشعبية الداخلية ليواجه نظام طهران تحدياً جديداً بسبب الاستراتيجية الأمريكية .
- وفق هذا التطور من الواضح أن الولايات المتحدة مع بداية عام 2020 – عام انتخابات الرئاسة الأمريكية – ستعتمد على سياسة أخرى في إطار حربها التفكيكية للمشروع الإيراني ، والانتقال من مرحلة الإضعاف والحصار إلى توجيه ضربات عسكرية لإيران ، بالإضافة إلى القادة العسكريين الإيرانيين مثل ” سليماني ” لشل الأطراف بشكل تام ، واستثمار حالة الغضب الشعبي في دول المنطقة ضد إيران – خاصة دول الخليج وإسرائيل – ، والمطالب المتزايدة في مناطق النفوذ الإيراني بإنهاء هذا الدور والتحرر من هذه الهيمنة ، خاصة في ظل استفزاز الكيانات الموالية لإيران بالقوات الأمريكية .