التقي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء اليوم الأحد، تفامحيي الدين مونتي، نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي، في إطار زيارته لمصر، لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين لآفاق جديدة في ظل ما تحظى به العلاقات من زخم كبير خاصة في أعقاب الزيارات المتبادلة بين الجانبين وفى مقدمتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إندونيسيا في شهر سبتمبر 2015.
وأكد السفير أشرف سلطان، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء رحب في مستهل اللقاء بنائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي والوفد المرافق له، الحرص على دعم وتعزيز العلاقات المصرية الإندونيسية التاريخية المتميزة في كافة المجالات، واستعرض آخر التطورات السياسية في مصر معربًا عن تقدير الحكومة المصرية للموقف الإندونيسي تجاه التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، ودعمها لخيارات الشعب المصري.
وأشار “سلطان”، إلى الانتهاء من تنفيذ جميع الاستحقاقات الدستورية التي شملتها خارطة الطريق، وآخرها الانتخابات البرلمانية التي أجريت في إطار من الشفافية والحيادية التي شهد بها العالم، نتج عنها برلمان حقيقي منتخب بإرادة الشعب يقوم بمراجعة وإقرار التشريعات كخطوة هامة لإصلاح القوانين التي تهدف لخدمة المواطنين.
وأضاف “سلطان” أن الفترة المقبلة ستشهد عقد انتخابات المحليات عقب إقرار تعديل قانون إدارة المحليات والذي يعد آخر الخطوات الإجرائية لاستكمال المنظومة الديمقراطية في مصر، ومن ثم مرحلة جديدة من التطور الديمقراطي.
ومن ناحية أخرى أشار المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصري والتي تتضمن العديد من المجالات منها المشروعات التنموية بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وإنشاء مدن عمرانية جديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات الطاقة والمتجددة، والبنية التحتية، إلى جانب استكشافات النفط والغاز، ومشروعات معالجة المياه.
كما وجه رئيس الوزراء بالتنسيق بين الجانب الإندونيسي والسيدة وزيرة الاستثمار بهدف ترتيب زيارات لعدد من الوفود ورجال الأعمال الإندونسيين للتعرف عن قرب على فرص الاستثمار المتاحة وخاصة وأنه جار العمل على إصدار قانون استثمار جديد يتضمن حزمة من الحوافز الجديدة التي تمثل إضافة جديدة في إطار تحسين وتطوير مناخ الاستثمار.
وأوضح شريف إسماعيل، في ذات الإطار أن برنامج الحكومة للإصلاح الاقتصادي يهدف لإحراز معدل نمو اقتصادي يصل إلى 6%، مع مراعاة تطبيق منظومة ضمان اجتماعي لحماية محدودي الدخل، فضلًا عن الإجراءات الاقتصادية الحالية لتخفيض عجز الموازنة والدين العام، وزيادة الموارد وتحسين مناخ الأعمال لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتطوير البنية التحتية.
كما تطرق الاجتماع إلى أهمية تعزيز علاقات وأطر التعاون في مجال السياحة حيث شدد رئيس الوزراء على تنشيط التعاون السياحي، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين الجانبين أخذًا في الاعتبار الإمكانات السياحية الهائلة التي تملكها مصر، والتي سيتم دعمها بعدد من المشروعات المهمة منها المتحف المصرى الكبير ومشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة الأثرية، التي تمثل إضافة مميزة، مؤكدًا أن مصر دولة آمنة تمامًا.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن المهندس شريف إسماعيل أعرب عن تطلعه للحصول على دعم الحكومة الإندونيسية لترشح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو في ظل الكفاءة والمهنية المشهودة لها لتولي هذا المنصب الدولي، لافتا إلى تقدير الحكومة المصرية لموقف نظيرتها الإندونيسية الداعم للترشيحات المصرية للمناصب الدولية المختلفة مثل تأييدها لانضمام مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا لتوثيق التعاون مع تجمع الآسيان، واهتمامنا باستمرار التنسيق والتعاون في كافة المحافل الدولية لدعم القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب.
وحول ما أشار إليه المسئول الإندونيسي من تزايد أعداد الطلبة الإندونسيين الدارسين في الأزهر وجامعات مصرية أخرى والذي بلغ عددهم 4000 طالب، أشار رئيس الوزراء إلى أنه يأمل في زيادة عدد هؤلاء دعمًا للمستوى المتميز لعلاقات التعاون الثقافي والديني القائم وحرصًا على نشر تعاليم الدين الإسلامي بالشكل الوسطى الصحيح وإظهار سماحته والعمل على الحد من انتشار الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة لتغيير الصورة الحالية لدى البعض في الخارج.
ومن جانبه أعرب نائب رئيس مجلس الشيوخ الإندونيسي، عن شكره على الاستقبال، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين وكون أن مصر أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا، موضحًا أن زيارته إلى مصر تأتي في إطار التواصل مع زعماء وقيادة الدول الصديقة لبلاده لتعزيز ودعم أطر التعاون في كافة المجالات، مؤكدًا تطلع الشركات الإندونيسية الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة المطروحة في المشروعات الجديدة في السوق المصرى.
وشدد على أن مصر دولة آمنة ولديها العديد من الآثار والمعالم السياحية منوهًا أنه فور عودته سيعمل على الترويج لزيادة السياحة الوافدة إلى مصر مشيرًا إلى أن زيارته وتفقده بنفسه حقيقة الأوضاع في مصر جعلته يتلمس الأمن والاستقرار بشكل مباشر.
وأكد عزمه على نقل هذه الصورة الحقيقية عن مصر إلى إندونيسيا على عكس ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام.