يعتبر أحمد علي عبد الله صالح، أحد أهم أبناء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وهو أكبرهم سنًا، فعلى صعيد الممارسة السياسية برز اسمه بين العديد من الدول العربية؛ نظرًا للمناصب المهمة التي تقلدها في اليمن، وسمحت له بملاقاة قادة دول العالم.
وعاد اسم «أحمد» للظهور من جديد، في أعقاب عملية اغتيال والده، اليوم الإثنين، على اعتباره وريث راية أبيه، والمزمع عقد الآمال عليه لتوحيد أبناء حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان يرأسه والده، في المواجهة الكبرى التي انطلقت منذ أيام مع المليشيات الحوثية.
الخبير الإستراتيجي السعودي اللواء أنور عشقي، أكد أن هناك تواصلا يجري حاليًا من جانب قادة التحالف الدولي لدعم الشرعية اليمنية، وكذلك سيقدم الدعم لقيادات ميدانية في “حزب المؤتمر الشعبي العام”، بينها ابن أخ الرئيس السابق، طارق”.
ولد أحمد علي صالح في صنعاء، وحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الإدارة من إحدى الجامعات الأمريكية، ثم نال شهادة الماجستير من إحدى الجامعات الأردنية، وقد تدرب في عدد من الدول على العلوم العسكرية، وهو متزوج ولديه ولدان، هما علي وكهلان، وأربع بنات، يمتلك مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية للتنمية، وكان رئيسا فخريا لنادي التلال الرياضي في عدن وجمعية المعاقين حركيا.
دأ حياته العسكرية منذ عام 1997، حيث تم رفعه إلى رتبة عميد ركن، وفاز في انتخابات مجلس النواب اليمني عن الدائرة الحادية عشر لمديرية الوحدة، وفي 1998 شغل منصب قائد الحرس الجمهوري اليمني إلى عام 2012، حيث أصدر الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي قرارات تحد من سيطرة أقارب علي صالح على الجيش، فأعاد تشكيل هيكلة الجيش، وقسمه إلى أربعة أقسام، هي؛ القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وقوات حرس الحدود، مما أدى إلى حل قوات الحرس الجمهوري.
وقاد القوات الخاصة اليمنية في الفترة من سنة 2000 إلى 2012، وفي عام 2007 تم انتخابه رئيسا فخريا في منظمة البرلمانيين اليمنيين السابقين.
في عام 2013 تم استبعاده من هيكلة الجيش اليمني، وعينه الرئيس هادي سفيرا لليمن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أقاله الرئيس من هذا المنصب أيضا في شهر مارس 2015، وذلك إثر عملية عاصفة الحزم، حيث إنه وأتباعه الموالين لعلي عبدالله صالح يقاتلون جنبا إلى جنب مع جماعة الحوثيين، الذين يقومون بعمليات تخريب وتدمير واسعة في اليمن، راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
في عام 2004 تعرض أحمد علي صالح لمحاولة اغتيال من قبل ضابط يدعى علي المراني، حيث أطلق عليه ثماني رصاصات، أصيب على إثرها ونقل إلى مستشفى الحسين في الأردن.
وخلال توليه مقاليد الحكم، حاول على عبدالله صالح تحضير ابنه أحمد؛ ليصبح خلفه في الحكم، مما أشعل فتيل ثورة الشباب اليمنية التي عارضت بشدة هذه المحاولات في مطلع عام 2011، وظهرت مبادرات ودعوات كثيرة تطالب بترشيحه ليصبح خليفة لعلي صالح، من أشهرها مبادرة “أحمد من أجل اليمن”، التي أطلقها أحد رجال السلطة البارزين، وكان الهدف من هذه المبادرة هو جس نبض الشارع عن تقبل أحمد على صالح رئيسا لليمن بعد والده.
ومن ضمن القرارات التي أصدرها الرئيس المخلوع لتحضير ولده خوض الرئاسة اليمنية، هي تنحية أخيه غير الشقيق من قيادة الحرس الجمهوري “على صالح الأحمر”؛ ليسند لولده مسئولية قيادة الحرس الجمهوري، تمهيدا لخلافته في الرئاسة، وقد ظهرت وثيقة ويكيليكس التي ذكر فيها بأن معظم المراقبين في المركز الاستخباراتي التابع لسفارة اليمن في الإمارات، كانوا يؤكدون بأن أحمد على يعمل على تهيئته ليصبح رئيس اليمن القادم بعد والده.