في إطار مساعي تركيا للدخول في محاور إقليمية وعسكرية جديدة مجابهة للتحالفات التقليدية، تحدثت تقارير إعلامية مؤخرا عن قرار أنقرة بتشكيل كيان عسكري مشترك مع كل من آذربيجان وقيرغيزستان ومنغوليا.
وبحسب تقرير نشر في صحيفة “الزمان” التركية – معارضة، قد انضمت تركيا إلى كيان عسكري جديد، يتمحور حول “اتحاد الدول التركية”.
القوة الأوراسية
وأشارت صحيفة (مليت التركية) إلى أن الاسم الرسمي لهذه القوة التي ستشارك فيها تركيا وآذربيجان وقيرغيزستان ومنغوليا، خلال المرة الأولى سيصبح “قوات إنفاذ القوانين العسكرية الأوراسية”.
وأضافت الصحيفة أن شعار القوة سيتألف من 4 نجوم، ترمز إلى الدول الأربعة، والحصان الذي يشغل مكانة مهمة في ثقافة الدول الأربع، على أن يتم تفعيل الكيان العسكري الذي ستمثل فيه قيادة قوات الدرك تركيا، خلال العام القادم.
وستقوم كل دولة داخل الكيان العسكري بتعيين أفراد من قوات الدرك الخاصة بها بالقدر المحدد لكل منها، على أن يتولى قادة قوات الدرك التركية تدريب قوات إنفاذ القانون التابعة للدول الأخرى.
ويهدف الكيان العسكري بريادة تركيا إلى العمل مثل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما يُقترح تكليف قوات حفظ السلام الأوراسية في المناطق المضطربة لإقرار الأمن في حالة ما إن تطلب الأمر.
خبر إيراني
في ذات السياق قامت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية بنشر خبر يقول بأن دول تركيا وآذربيجان وقيرغيزستان ومنغوليا ستقوم- في العام القادم- بإنشاء “جيش العالم التركي الموحد- القوات العسكرية الأوراسية”.
ويقول الخبر إن خطة إنشاء قوات مسلحة مشتركة من العالم التركي وضعت في العام 2013، ولكن لم تنفذ بسبب منغوليا، التي هي دولة غير تركية، إنما من المفترض أن تنضم إلى “قوات الأمن الأوراسية”، ولكنها لم تفعل ذلك”.
الدرك التركي
ويستند المقال في دعم مصداقية الخبر إلى حديث سفير أنقرة لدى باكو لصحيفة “ترند” الأذربيجانية في مارس 2015، الذي تحدث فيه عن عدم القيام بخطوات على المستوى الحكومي، حتى ذلك الحين؛ لإنشاء الجيش، موضوع الحديث.
ويضيف المقال أن الجيش الجديد سيدافع عن الأمن في المنطقة، والدور الأكبر فيه للدرك التركي وقوات الأمن التركية، التي تعهدت بتدريب “الجيش الناشئ”.
وينتهي إلى أن المقصود من تسريب المعلومات إما اختبار ردود أفعال الأطراف المهتمة وغير المعنية في إنشاء الجيش الجديد، أو أن دول التحالف العسكري المزعوم لا تريد الإعلان عن إنشائه وجذب الانتباه إليه.
مجابهة الناتو
وأشار إلى المخاوف من ردود فعل يمكن أن تخشاها الكتلة العسكرية الوليدة في حال صحة الحدث، خصوصا حلف الناتو، فنظريا، القوات العسكرية- الأوراسية، بالمعنى الجغرافي- يمكن أن تكون داعمة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي؛ وثانيا، فإن الخلافات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي من المرجح أنه أجبر تركيا للبحث عن حلفاء عسكريين، خشية حدوث تطورات مستقبلية.