واجهت شركة التواصل الاجتماعي الأضخم على مستوى العالم «فيسبوك» عدة فضائح متعلقة بأمن البيانات، عبر ثغرات فاضحة أدت إلى تسريب بيانات المستخدمين، بالإضافة إلى استغلال بياناتهم لأغراض سياسية؛ ما أدى أدى إلى خسارة أسهمها عشرات المليارات، وتعرضها للمساءلة القانونية بعدة بلدان أوروبية خلال العام الجاري.
• بعد مسلسل من الانتهاكات.. أول خطوة في طريق معاقبة «فيسبوك»:
بانتهاء العام وبعد مسلسل من الانتهاكات وبمرور 9 أشهر على أكبر فضيحة متعلقة بأمن البيانات؛ قرر المدعي العام للعاصمة الأمريكية واشنطن، مقاضاة شركة «فيسبوك»، في أول خطوة لمعاقبتها بالولايات المتحدة، بسبب دورها في فضيحة شركة «كمبردج أناليكتيكا» للاستشارات السياسية التي تقوم باستخدام البيانات وتحليلها، والتي تكشف في مارس الماضي تورطها بإهمال «فيسبوك» عبر صغرات متعلقة بأمن البيانات أو بمعاونتها، في توظيف بيانات ما يزيد عن 50 مليونا من مستخدمي «فيسبوك» لأغراض سياسية عبر تطبيق وسيط، بحسب جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية.
• أغراض سياسية بـ«واشنطن وإنجلترا»:
بحسب جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية، وظفت شركة «كمبردج أناليتيكا» لاستخدام البيانات وتحليلها، بيانات مستخدمي «فيسبوك» لمساعدة ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية في العام 2016، وكذلك للتأثير على نتائج استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يونيو 2016.
• لائحة جديدة لحماية مستخدمي الإنترنت:
عقب فضيحة «فيسبوك» التي انتشرت في مارس، جرى العمل بقانون «خصوصية البيانات» الصادر عن الاتحاد الأوروبي بلائحة «جي دي بي آر» 25 مايو 2018؛ لتعزيز قدرة مستخدمي الإنترنت في التحكم في بيناتهم الشخصية، ما أدى إلى خسارة «فيسبوك» نحو 120 مليار دولار.
ويذكر أن القانون عبارة عن مجموعة قواعد تتعلق بالخصوصية سنها الاتحاد الأوروبي، وتمت الموافقة عليها في 14 أبريل 2016 من قبل المفوضية الأوروبية لحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي، ليجري العمل به في مايو 2018.
• أيرلندا تبادر بالتحقيق:
لم تكن القضية التي رفعتها واشنطن، أول اتهام رسمي يوجه لـ«فيسبوك» بشكل رسمي، بل بادرت «هيئة حماية البيانات» بالتحقيق معها في أيرلندا، إذ تعد أيرلندا المسئولة الرائدة عن تنظيم الخصوصية لفيسبوك في أوروبا، لمسارعتها بالتحقيق مع «فيسبوك»، منذ 28 سبتمبر؛ لتعلن في بيان لها مطلع أكتوبر الماضي، أنها تحقق مع «فيسبوك» لقبولها عدة ثغرات متعلقة بأمن البيانات.
وقالت الهيئة إنها ستنظر فيما إذا كان موقع التواصل الاجتماعي العملاق قد امتثل للوائح الأوروبية التي دخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام، ويغطي حماية البيانات، حسبما نقلت «أسوشيتد برس» الأمريكية.
• بريطانيا تفرض أقصى غرامة:
«هيئة حماية البيانات» البريطانية في 24 أكتوبر الماضي فرضت أقصى غرامة يمكن فرضها بموجب «قانون تنظيم البيانات» في المملكة والمقدرة بـ500 ألف إسترليني، أي ما يعادل 645 ألف دولار، إثر فضيحة «كمبردج أناليكتيكا» بعدما ثبت تورطها باستخدام بيانات المستخدمين للتأثير على الاستفتاء على انفصال إنجلترا عن الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي.
وكشف المفوض الإعلامي البريطاني أن التحقيقات مع «فيسبوك» أثبتت أنه في الفترة من 2007 إلى 2014 عالج «فيسبوك» النظام الأساسي للمعلومات الشخصية للمستخدمين بطريقة غير عادلة، من خلال السماح لمطوري بعض التطبيقات الحق في الوصول لهذه البيانات من دون علم المستخدمين ومن دون موافقة مباشرة منهم، بحسب الوكالة الألمانية.
ويذكر أن الغرامة التي وقعتها بريطانيا آنذاك، هي أقصى غرامة مسموح بها وقت وقوع الخرق أي ما بين (2007 إلى 2014) رغم أن الفضيحة حدثت بعد دخول قانون «حماية قواعد البيانات الجديد» في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، والذي بموجبه كان من المفترض أن يكون الغرامة أكثر بكثير.
• بعد جدال.. اعتراف بالأخطاء:
مارك زوكربيرج مؤسس الموقع أقر بالأخطاء التي ارتكبتها الشركة، بموافقته للمثول أمام «الكونجرس» في أبريل الماضي، بعد جدال دام نحو شهر ووعد باتخاذ الخطوات اللازمة والتحقق من التطبيقات التي لديها قدرة كبيرة على الوصول لبيانات المستخدمين، لكنه وخلال جلسة المسائلة، قال إنه لا يعرف إن كان موظفو شركته متورطون مع شركة «كمبردج» أم لا.
• مطورو التطبيقات يبيعون بيانات المستخدمين:
في اتهام جديد قال السيناتور ريتشارد بلومنتال، إن شروط الخدمة الخاصة بالتطبيق الذي طوره ألكسندر جوكان، مؤسس تطبيق التنبؤ بسمات الشخصيات تتيح له بيع بيانات المستخدمين، التي سبق وتم تقديمها لـ«فيسبوك» عند تقديم طلب استخدام التطبيق.
لينتهي الأمر باعتراف «زوكربرج» أن فيسبوك فشلت في الحفاظ على تأمين بيانات المستخدمين، وهو ما سمح لأحد مطوري التطبيقات بالحصول على البيانات التي تم مشاركتها مع شركات من بينها «إس سي إل» الشركة الأم لشركة «كمبرج أناليتيكا».
كما أوضحت التايمز، في تقرير نشرته في يونيو الماضي أيضًا، أن فيسبوك تشارك بيانات مستخدميها مع 60 شركة بما فيها سامسونج وآبل وميكروسوفت وآمزون وبلاك بيري؛ لمساعدتهم للوصول إلى بيانات المستخدمين وأصدقائهم.
• تخصيص شركة للرد على منتقديها:
وعقب فضيحة اختراق البيانات وتوظيفها سياسيا تداول نشطاء عبر مواقع التواصل مطالبات بمقاطعته، وبعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها أسهم «فيسبوك» والتي تقدر بعشرات المليارات، قامت «فيسبوك» بتخصيص وتوظيف شركة للعلاقات العامة للرد على منتقديها، بحسب تحقيق نشرته النيويورك تايمز.
اخبار متعلقة