أخبار مصرالركن الإسلامي

حكايات بيت النبوة.. سودة بنت زمعة مات زوجها فى بلاد الحبشة وتزوجها النبى

توفيت السيدة خديجة رضى الله عنها، وكان لهذه المصيبة وقع على رسول الله، وأحدثت حزنا كبيرا فى قلب النبى الكريم، فقد من كانت السند العاطفى والقلبى، ومضت الأيام ثقيلة الخطوة على النبى، حتى جاءت خولة بنت حكيم السليمة وقالت له: يا رسول الله، كأنى أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، ورد عليها النبى: «أجل، فقد كانت أم العيال، وربة البيت».

زواجها من النبى

اقترحت خولة بنت حكيم على رسول الله أن يتزوج، فكان رد الرسول الكريم: ولكن من بعد خديخة؟! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر، فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيرة، فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج، قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن؟، فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها صلى الله عليه وسلم بمكة.
 

السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها، وهى أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس العامرية إحدى السابقات إلى الإسلام، أسلمت رضى الله عنها فى بداية الدعوة مع زوجها السَّكران بن عمرو رضى الله عنه، وهاجرت معه فى الهجرة الثانية إلىٰ بلاد الحبشة، بعدما اشتدَّ عليهما أذى المشركين، وكان عدد المهاجرين حينذاك ثلاثة وثمانين رجلًا وتسع نسوة.
 
وورد فى كتب التراث الإسلامى أنه مات زوجها فى بلاد الحبشة، وقيل إنه مات بعد أن رجعا إلى مكة قبل الهجرة إلى المدينة المنوَّرة، وخطبت السيدةُ سودة لرسول الله، وتزوجها وهى فى السادسة والستين من عمرها، إكرامًا لها، فكانت ثانى زوجاته ولم يتزوج النبى الكريم معها امرأة نحوًا من ثلاث سنين.
كانت سودة بنت زمعة رضى الله عنها كريمة المعشر، تُضفى السعادة والبهجة على قلب رسول الله، أورد ابن سعد فى طبقاته أنها صلت خلف النبى ذات مرة فى تهجده، فثقلت عليها فى الصلاة لطول صلاته، فلما أصبحت قالت له: «صليت خلفك البارحة، فركعت بى حتى أمسكت بأنفى مخافة أن يقطر الدم»، فضحك النبى وكانت تضحكه الأحيان بالشىء، كما كانت سخية معطاءة تحب الصدقة حتى إن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعث إليها بدراهم فى غرارة «وعاء يوضع فيه الأطعمة»، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: فى غرارة مثل التمر؟ ففرقتها بين المساكين.

مربية أبناء النبى

تعد السيدة سودة مُربية أبناء النبى من السيدة خديجة بعد وفاتها، ومن فواضل نساء عصرها كانت سيدة جليلة، نبيلة الخلق، عُرفت بالصلاح والتقوى، وامتازت بالصدقة، شهدت سودة غزوة خيبر مع النبى وأطعمها النبى من الغنائم ثمانين وَسْقًا تمرًا وعشرين وَسْقًا شعيًرا، ويقال قمح.

خافت أن يطلقها الرسول فوهبت يومها لعائشة

تزوج النبى صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضى الله عنها، قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وكانت زيجتها ثالث زيجاته بعد السيدة خديجة، والسيدة سودة بنت زمعة رضى الله تعالى عنهن، وكان ذلك فى حياة السيدة سودة الفطنة وشديد الذكاء، التى كانت حريصة على رضى رسول الله وراحته، حيث عندما كبر سنها وأحسّت أنه من الممكن أن يطلقها رسول الله، وهبت ليلتها مع رسول الله للسيدة عائشة حبّا برسول الله وإيثارا لراحته على راحتها – كما ورد فى كتب التراث الإسلامى.

وفاة السيدة سودة

حجّت السيدة سودة فى حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن توفى لم تحج السيدة سودة بعده ولزمت بيتها حتى حان أجلها، وتوفيت رضى الله عنها فى أواخر عام 54 هجرية، فى المدينة المنورة ودفنت فى البقيع.

زر الذهاب إلى الأعلى