اكتشف الباحث البريطاني جون آرثر من دار «سوذبي» للمزادات وجود خطأ في تحديد تواريخ خمس سيمفونيات كتبها موتسارت خلال واحدة من أهم فترات حياته الإبداعية، حين كان في سن السابعة عشرة والثامنة عشرة العامين 1773 و1774.
و يعد هذه الاكتشاف أكبر اكتشاف يتعلق بأعمال موتسارت خلال الأعوام الثلاثين الماضية، وفقًا لموقع «إيلاف».
وتشكل الأعمال جزءًا من مجموعة تضم تسع سيمفونيات مكتوبة بخط اليد جمعها ليوبولد، والد موتسارت في مجلد واحد بينها عدد من أشهر أعماله الموسيقية.
وتتراوح الأخطاء في تحديد تواريخ السيمفونيات الخمس من يومين إلى تسعة أشهر، وقد لا تبدو الاختلافات كبيرة في التواريخ ولكنها مهمة نظرًا إلى أن موتسارت كان في بداية شبابه غزير الإنتاج وأن أسبوعًا كان فترة طويلة جدًّا في حياة هذا العبقري في سن المراهقة.
ونقلت صحيفة «ذا غارديان» عن الباحث آثر أن موتسارت في تلك الفترة تحديدًا أصبح الموسيقار الذي نعرفه، وكان يتعرض إلى تأثيرات جديدة كل شهر «وهذا يغير تمامًا سيرة حياته في تلك الفترة».
و أورد آثر مثالاً على ذلك وجود موتسارت في فيينا صيف 1773 وكان يعتقد أن اثنتين من سيمفونياته كتبتا قبل هذا التاريخ، ومن الواضح الآن أنه كتبهما بعد فيينا.
ويتيح الاكتشاف للباحثين أن يسدوا ثغرات محيرة في ما نعرفه عن موتسارت، فقبل هذا الاكتشاف لم تكن هناك أعمال معروفة لموتسارت كتبها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 1774.
ونشأ اللغز المحيط بتاريخ بعض سيمفونيات موتسارت لأن أحدهم شطب تواريخ مخطوطاتها الأصلية ربما لتمريرها كأعمال كتبها لاحقًا وليست نتاج صبي في سن المراهقة.
وكانت المخطوطات طيلة القرن التاسع عشر والشطر الأعظم من القرن العشرين بحوزة مقتنين أفراد، وبالتالي لم يكن من السهل أن يطلع عليها الباحثون.
وحاول الخبير الموسيقي، السويسري فرانز غيلنغ، قراءتها في أواخر الخمسينات وأواخر الستينيات.
وأُدرجت النتائج الخاطئة التي توصل إليها في طبعة 1964 من فهرست كوكيل الذي يضم كل أعمال موتسارت وتواريخ تأليفها.
واكتشف آثر أن غيلنغ أخطأ في تواريخ خمس سيمفونيات بدراسة التواريخ المشطوبة على امتداد ثلاثة أيام، وقال آرثر: « إن قراءتها كانت صعبة للغاية وتعيَّن عليه أن يستخدم مكبرة، ولكن رؤية التواريخ الحقيقية ممكنة بالمثابرة.»