لم تكد تمر أيام قليلة على ظهور لعبة «البوكيمون» أو «pokemon go» حتى انتشر الهوس بها، خصوصاً بين جيل الشباب، التطور التكنولوجى الهائل الذى تمثّله اللعبة من حيث إمكانية ممارستها فى الأماكن العامة وفى الشوارع، صاحبته دعاوى من جانب البعض بضرورة توخّى الحذر أمام لعبة تعتمد فى المقام الأول على استخدام الإنترنت ونظام GPS، وهو ما يُشكل خطورة على خصوصية الشخص الذى يمارس اللعبة نفسها، وأيضاً خطورة على الأمن العام، حيث يمكن استخدامها فى أنشطة غير مشروعة، وهو ما حدث بالفعل فى بعض الدول الأوروبية، حيث وقعت حوادث سرقة باستخدام تلك اللعبة.
خبير أمن معلومات: احذروا وانظروا إلى الوجه الآخر للعبة.. ورئيس الجمعية العلمية للاتصالات: علينا توخّى الحذر.. فقد يلجأ البعض لإخفاء مضمون ما داخلها
المهندس طلعت عمر، رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات، حذّر من الاحتفاء باللعبة باعتبارها سبّبت تطوراً تكنولوجياً هائلاً فى مجال الاتصالات. وطالب الجميع بالنظر إلى الوجه الآخر للعبة، شارحاً: «أى لعبة على الإنترنت تتضمن محتوى، وهذا التطور الذى نحتفى به أصبح يتيح إمكانية وضع محتوى مخفٍ داخل المحتوى الأصلى الخاص باللعبة، فشكلاً هى لعبة عادية يمارسها البعض دون خوف، لكن مضموناً هى تتضمن محتوى غير عادى».
وأضاف «طلعت» أن صنّاع تلك البرامج أو أى جهة أخرى ربما تستغل الأمر لصالحها لوضع برامج داخل اللعبة تقوم بأعمال أخرى: «ممكن مثلاً أى شخص بيلعب اللعبة وهو فاكر أنه فى أمان، لكن لو شغّل الكاميرا فكل حاجة فى المكان اللى هو فيه بيتم التقاطها، ويتم إرسالها إلى الطرف الآخر المسئول عن اللعبة، سواء كانت الشركة المصنّعة أو حتى جهة أخرى قد تستغلها لصالحها، وهنا الخطر، ليس فقط على خصوصية الشخص، بل على خصوصية المكان الذى يمارس فيه هذه اللعبة، الذى قد يكون جهة حكومية أو منشأة حيوية أو حتى مجرد مكان خاص». «ماينفعش نتطمن للعبة لأنها قد تحمل لمجتمعنا خطراً كبيراً» تعليق مالك صابر، خبير أمن معلومات ومبرمج، معتبراً أن أى تطبيق على الهاتف المحمول أو على أجهزة الحاسوب، سواء كانت «أندرويد أو غير أندرويد» هى مجرد واجهة «INTERFACE» غير معروف ما تتضمّنه: «إحنا بنتعامل مع شوية زراير وشاشة لو أعطيناها أمراً معيناً هتؤدى دورها المرغوب، لكننا لا نعرف ما الخلفية الخاصة بتلك اللعبة أو ما يطلق عليه BACKGROUND الخاصة باللعبة، وهى عبارة عن مجموعة من الأكواد والأوامر».
واعترف «مالك» أن هناك قصوراً فى معرفة «الأكواد» فى مصر والعالم العربى بصفة عامة: «معرفة مدى خطورة أى لعبة من عدمها تعتمد على معرفة الـSOURCE CODE، وهو غير متوافر، فممكن جداً يقوم التطبيق بجمع المعلومات الخاصة بالجهاز ويرسلها بالإيميل إلى الشركة المصنّعة، وده مش صعب».