عقد الرئيس العراقى الدكتور برهم صالح اليوم الأحد، فى قصر السلام ببغداد، اجتماعاً موسّعا بمناسبة اليوم العالمى للبيئة، بحضور وزير البيئة العراقى جاسم الفلاحى وممثلين عن الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمات المجتمع المدنى العراقية المُتخصصة فى موضوع حماية البيئة.
وشدد الرئيس العراقى على ضرورة أن يصبح التصدى لتغير المناخ أولوية وطنية فى العراق، لكونه يمثل خطر وجودى لمستقبل البلد باعتباره واحدا من أكثر البلدان عُرضة لمخاطر تأثير تغير المناخ، مشيراً إلى ضرورة إنعاش وادى الرافدين عبر الخطط الاستراتيجية الوطنية الموضوعة فى هذا الصدد إلى جانب الشراكة الضرورية لمنظمات المجتمع المدنى والشباب فى هذا الجانب.
وأضاف الرئيس العراقى أن، عدد سكان العراق اليوم أكثر من 41 مليونا، وسيكون 52 مليونا بعد عشر سنوات، و80 مليونا فى العام 2050 ستترافق مع زيادة الطلب على المياه، فيما يؤثر التصحر على 39% من أراضينا وشحة المياه تؤثر الآن سلبا على كل أنحاء بلدنا وسيؤدى إلى فقدان خصوبة الأراضى الزراعية بسبب التملح، مشيرا إلى ضرورة عدم الاعتماد على الاقتصاد الريعى، بل الانطلاق نحو تحقيق التحول الاقتصادي.
وأشار الرئيس العراقى إلى أنه من المتوقع أن يصل عجزنا المائى إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035 حسب دراسات وزارة الموارد المائية بسبب تراجع مناسيب دجلة والفرات والتبخر فى مياه السدود وعدم تحديث طرق الري.
ولفت الرئيس العراقى برهم صالح إلى أن مشروع إنعاش بلاد الرافدين المُقدم من رئاسة الجمهورية وتبناه مجلس الوزراء، هو مشروع للعراق وكل منطقتنا التى تتقاسم التهديد الخطير للتغير المناخى، ويعتمد على برامج استراتيجية تشمل التشجير وتحديث إدارة مياه دجلة والفرات وتوليد الطاقة النظيفة ودمج الخطط البيئية لبلدان المنطقة مع بعضها عبر التضامن المشترك.
وأشار رئيس الجمهورية العراقى إلى أن العراق بموقعة الجغرافى فى قلب المنطقة، وتنوعه البيئى حيث النخيل والأهوار وجبال كردستان، يُمكّنه أن يكون منطلقاً لجمع دول الشرق الأوسط بيئيا، مشددا على ضرورة دعم الشباب بقوة فى العمل المناخى، مشيرا إلى أن الشباب العراقى مُساهم أساسى فى موضوع حماية البيئة، ولهم مبادرات ممتازة فى هذا الصدد، إلى جانب الدور الكبير لمنظمات المجتمع الدولى المُتخصصة فى قضية البيئة.
وأضاف أن أزمة المناخ لا تُميز أو تستثنى بلداً دون آخر، والتكيّف معها وتحجيم أضرارها لن ينجح عبر خطوات فردية، ولن يسلم بلدٌ يعتقد أن إجراءاته كفيلة لحمايته من مخاطر التغير المناخى من دون إجراءات مماثلة لجيرانه ومنطقته والعالم ككل، منوها إلى أن العواصف الرملية وشحة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر مخاطر عابرة للحدود لن تُعالج إلا بتنسيق وتخطيط دولى مشترك عال المستوى يدمج الخطط الوطنية والإقليمية والدولية مع بعضها البعض.