قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، إن نهر النيل ظل دوما شريان الحياة للمصريين الذين تزاحموا على ضفتيه حتى قبل زمن الفراعنة. لكن اليوم، تواجه مصر نقصا فى المياه يتفاقم مع النمو السكانى. وفى ظل معدلات النمو والتنمية السريعة، فإن مصر لديها إمدادات ثابتة من المياه المتاحة من نهر النيل، بسبب المعاهدات الموقعة مع دول المنبع.
وتبلغ حصة مصر 55 مليار متر مكعب سنويا، لكنها تحتاج إلى 80 مليار متر مكعب، وفقا لدراسة أجراها برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة عام 2011.
ولذلك سعى الباحثون لإيجاد وسيلة رخيصة لتحويل لجعل المياه المالحة صالحة للشرب. وبالفعل يطور العلماء فى جامعة الإسكندرية تقنية مبتكرة لتنقية المياه تستخدم نصف الطاقة المستخدمة فى الطرق السابقة.
وأشارت الصحيفة غلى أن الباحثين بجامعة الإسكندرية استطاعوا أن يطوروا غشاء قادرا على تنظيف وتحلية المياه، ويمكن أن يقدم لمصر ولدول نامية أخرى مصدرا جديدا غير مكلف للمياه. وينطوى ذلك على استخدام مواد من شمال أفريقيا ويمكن أن تجعل عملية تحلية المياه أسهل من الناحية المادية. ويخطط الباحثون فى النهاية لإنتاج هذا الغشاء بكميات ضخمة للاستخدام الفردى.
الدراسة المنشورة بمجلة علوم وتكنولوجيا المياه، توضح تلك الطريقة حيث تمر المياه أولا على غشاء قبل أن يتم تسخينها وتبخيرها. وفى الخطوة الثانية، يتم تكثيف البخار الذى يحتوى على المياه النقية وجمعه لأغراض الشرب. أما الإنجاز الذى حققه باحثو جامعة الإسكندرية فيكمن فى نوع الغشاء الجديد المكون من خمس مكونات فقط يمكن أن يصنع فى المختبرات بدون صعوبة كبيرة. وهو فعال أيضا مع المياه شديدة الملوحة فى البحر الأحمر.
وصرح أحمد الشافعى، الأستاذ بجامعة الإسكندرية لموقع “ديجيتال تريند” قائلا، إن تلك الطريقة تلغى الحاجة إلى الكهرباء المستخدمة فى عملية التحلية العادية، ومن ثم يقلل التكاليف بشكل كبير. ويقول الباحثون إن تلك الطريقة تتطلب نصف الطاقة المستخدمة لتكثيف نفس القدر من المياه فى طرق التحلية الأخرى، وتستخدم أيضا حوالى نصف الطاقة المستخدمة فى الطرق المماثلة المستخدمة حاليا فى الولايات المتحدة.
من جانبه، قال أحمد رمضان، أستاذ الكيمياء المتخصص فى تحلية المياه بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، إنه لو أصبحت التحلية أكثر فعالية من حيث التكلفة، فيمكن استخدامها على نطاق أوسع بكثير فى عملية إنتاج المياه العذبة لأغراض الزراعة ولزيادة رأس المال البشرى فى مناطق جديدة”.