سيناريو صادم ينتظر أمير قطر.. و10 أيام تحسم مصيره
تواصلت ردود الفعل الدولية المطالبة بتخفيف الحصار الذي تفرضه الدول العربية على قطر، نظرًا لأنه سيتسبب في تداعيات إنسانية وسيضر بالمصالح الأمريكية على أراضيها، إلا أن دول الخليج تمسكت بموقفها، ووضعت آلية لخروج الدوحة من كبوتها والعودة إلى الحضن العربي.
لكن يبدو أن تلك البنود ستكون عقبة أمام الشيخ تميم، نظرًا لصعوبتها وتحدياتها، فأسوأ المطالب العربية بالنسبة للدوحة – هو قطع علاقتها بإيران على كافة الأصعدة، والاكتفاء بالتعامل معها تجاريًا نظرًا للعقوبات الدولية المفروضة عليها.
التحالفات
هذا الأمر سيظل هو الأصعب على الإطلاق لعائلة "بن جاسم"، لأن الدولة الصغيرة لديها اتفاقات عسكرية وتجارية مع الخصم الأكبر للعرب، وإحلالها تعد بـ"مثابة حرب"، بل ستتخذها طهران ذريعة لتوسيع نفوذها في المنطقة، نظرًا لوجود اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين منذ 2010 وتم التصديق عليها 2013، بحضور قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي، ومدير أمن السواحل والحدود القطري علي أحمد سيف البديد، حيث تضمنت الاتفاقية "اتخاذ التدابير اللازمة لمنع أية أعمال أو أنشطة لجماعات ومنظمات إرهابية تتم على أراضيه تستهدف الطرف المتعاقد الآخر".
أما البند الثاني فيتضمن "إغلاق القاعدة العسكرية التركية، الحليف الثاني لها، ومطالبتها بتعويضات عن الخسائر التي تعرضت لها خلال الأعوام السابقة".
ليس هذا فقط، بل يتوجب على الدوحة رفض تجنيس المواطنين من الدول المقاطعة الأربع، وطرد الموجودين لديها، فضلًا عن تسليم جميع الأفراد المطلوبين من قبل الدول الأربع بتهمة الإرهاب، ووقف تمويل أي كيانات متطرفة تصنفها الولايات المتحدة كمجموعات إرهابية، مع تقديم معلومات مفصلة عن شخصيات المعارضة التي مولتها قطر في الدول الأربع.
وتطالب القائمة "قطر" بقطع جميع علاقاتها وروابطها مع جماعة الإخوان المسلمين ومع الجماعات الأخرى بما في ذلك "حزب الله" و"تنظيم القاعدة" و"داعش"، إضافة إلى إغلاق قناة الجزيرة.
وأيضًا التزام قطر بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي والعربي على كل الأصعدة (عسكريا – سياسيا – اقتصاديا – اجتماعيا – أمنيا) بما يضمن الأمن القومي والخليجي والعربي، مع تفعيل اتفاق الرياض لعام 2013 واتفاق الرياض التكميلي 2014، وغيرها.
مهلة زمنية
وفي هذا الصدد، اشترطت الدول الخليجية ألا يمر 10 أيام على قطر لتبدي موقفها بالموافقة أو الرفض، وأنه في حال عدم الاستجابة ستعتبر لاغية.
أما إذا وافقت على المطالب، فسيتم تدقيق الإجراءات مرة واحدة شهريا على مدى السنة الأولى، ثم مرة كل ثلاثة أشهر على مدى السنة الثانية بعد أن تصبح نافذة المفعول ومرة في السنة على مدى عشر سنوات.
ومن هذا المنطلق، عكفت دولة الكويت على تسليم مطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر للبت، إما بالموافقة وإما العزلة.
تعنت ومقاطعة
يُذكر أن الدوحة اشترطت رفع المقاطعة، التي تفرضها عليها السعودية والإمارات والبحرين قبل البدء في أي مفاوضات لحل الأزمة الدبلوماسية بالخليج، في الوقت الذي سعت فيه دولة الكويت إلى رأب الصدع، لكن إصرار الدوحة على نفي تلك الاتهامات وضعها في مأزق.
الجدير بالذكر أن مصر والسعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى اليمن وليبيا وموريشيوس وجزر المالديف وموريتانيا قررت قطع العلاقات الدبلوماسية وطرق المواصلات مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
وعلى أثر ذلك، اتخذ اليمن وموريتانيا وجزر القمر والمالديف خطوات مماثلة ضد قطر، بينما أعلن الأردن وجيبوتي خفض تمثيلهما الدبلوماسي مع الدوحة، وقررت السنغال وتشاد استدعاء سفيريهما لدى قطر للتشاور.