محليات
صور| عزبة «عرب أصفون» بلا خدمات.. و«الحمير» وسيلة المواصلات الوحيدة
عدد من أهالي العزبة
رغم دخولنا في الألفية الثالثة، إلا أن هناك أناس ما زالون يعيشون حياة بدائية لم تختلف كثيرًا عن ما عاناه أجدادهم منذ ما يزيد عن قرن من الزمان،.. في عزبة "عرب أصفون" بمركز اسنا جنوب الأقصر، التي نصبت عاصمة للسياحة العالمية العام الماضي، وعاصمة للثقافة العربية العام الحالي، يعيش سكانها دون خدمات تذكر بمعزل عن العالم الخارجي.
وكشفت جولة لـ«التحرير» في شوارع العزبة عن مدى المعاناة التي يمر بها سكان تلك العزبة، التي يبلغ تعدادها ما يزيد عن ألفي نسمة، وتعد ضمن القرى الأكثر فقرًا في محافظة الأقصر، لتهميشها من قبل المسئولين واختفت وسط رقعة كبيرة من الزراعات، حتى أصبحت في طي النسيان.
ويقول السيد محمد أحمد، أحد السكان، إن أجدادهم كانوا من البدو الرحل، وينتقلون من مكان إلى آخر، حتى استوطنوا بتلك المنطقة ومناطق أخرى في عصر الملك فاروق، مشيرا إلى أنها تتبع حاليًا مجلس قروي أصفون.
وتابع:«تطورت الحياة ومر على مصر عدة عصور، فشيدت مدنا جديدة، دون أن ينظر إلينا أحد من المسئولين، حيث أن العزبة تحيط بها الزراعات التي تنتشر فيها الذئاب ليلًا، مما يجعلنا في تخوف دائم على أطفالنا، وكأننا نعيش بين غابات بها وحوش مفترسة».
ويضيف عواد سليمان، أنه في بداية التسعينات تم توصيل الكهرباء للعزبة، دون تركيب إضاءات حتى الآن، والطريق في ظلام دامس ليلًا، ويفصلهم بين الطريق الرئيسي لأقرب القرى أكثر من 3 كيلو مترات، بالإضافة إلى أن الشوارع ضيقة وغير ممهدة تمامًا، ووسيلة المواصلات الوحيدة هي العربة الكارو، والحمير، لعدم استطاعة السيارات الدخول في هذه الطرقات وتخوف السائقين خاصة بعد حلول الظلام.
وأشار سليمان أن «حريقا نشب منذ فترة في أحد أحواش أهالي القرية، واستدعينا المطافي، وللأسف لم تستطع سيارتهم الدخول من الجهة الجنوبية للقرية لأن الطريق غير ممهدة، فما كان عليهم سوى البحث عن طريق أخرى، وبعد مرور أكثر من ساعة، وصلت السيارة ولكن للأسف كانت هناك خسائر كبيرة لنفوق عدد من المواشي والأبقار التي تعد رأس مال أهالي العذبة، بسبب عدم رصف الشوارع».
ويشير سالم عوض، إلى أن التعليم من أهم المشكلات التي تواجه أبناء العزبة، لافتًا إلى تخوف الأهالي من ذهاب أبنائهم إلى القرى التي توجد بها مدارس وتبعد عنهم كثيرًا، في ظل عدم وجود مواصلات ورفض السيارات نقلهم إلا بأسعار مرتفعة الثمن عن مقدرة أولياء الأمور لتعثر الطرقات.
ويتابع، البعض من الأهالي الذين يحرصون على تعليم أبنائهم يلجأون إلى توصيلهم إلى المدارس بالحمير أو عربات الكارو، وانتظارهم في وقت العودة أيضًا، ما يجعل العديد من التلاميذ يتغيبون عن الدراسة وتكون مستوياتهم ضعيفة ولا يستطيعون تكملة تعليم، لافتًا إلى أن أحد الجمعيات الأهلية في الفترة الأخيرة قامت بعمل فصل داخل العزبة ولكنه لم يستوعب جميع الأطفال لكثرة عددهم.
ومضى يقولك«قدمنا العديد من الشكاوى للمسئولين لرصف أو تمهيد طريق لنا حتى تستطيع السيارات الدخول لنا، ولم نر سوى عمل مقايسات فقط في الشوارع، دون تنفيذ مطلبنا بحجة عدم توفير ميزانيات».
وأشار شعيب سلمان، الى أن أقرب وحدة صحية على بعد 4 كيلو مترات من العزبة بقرية الزنيقة، موضحًا أنها تقتصر على تطعيم الأطفال فقط، وعند الحاجة إلى علاج مواطن لا تقل تكلفة المواصلات عن 100 جنيه لنقله بسيارة خاصة بعد إلحاح لما تعاني منه الطرق، للذهاب إلى المستشفى في مدين إسنا.
واختتم:«بطلنا نشتكي للمسئولين وشكوتنا لله وحده، وادينا موجودين اللي عايزين يقدموه لينا يقدموه ولو مش عايزين يسئلوا فينا لنا الله».