عالج زعماء العرب وأفشى أسرارهم للموساد.. من هو موشيه ماني؟
رغم مرور عامين على وفاته فإنه لا يزال موشيه ماني الطبيب الإسرائيلي وخبير المسالك البولية الذي كانت تربطه علاقات مع قيادات في العالم العربي، تستحوذ على تقارير وسائل الإعلام العبرية التي تورد ما تسميه أسرارا جديدة عن هذه العلاقات بين ماني وشخصيات مثل الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز ومحمد بهلوي الشاه الإيراني والرئيس السوداني السابق جعفر النميري، ودور جهاز الموساد الاستخباراتي الإسرائيلي في منظومة العلاقات تلك.
وبعنوان "الطبيب الإسرائيلي الذي عالج ملك السعودية" قال موقع المصدر الإخباري الإسرائيلي إن "ماني كان طبيبا خاصا لزعماء بارزين في العالم العربي، أبرزهم الملك السعودي فهد والشاه الإيراني، ولا يعرف الكثيرون قصة الخبير بعلم المسالك البولية الذي كانت تربطه علاقة وطيدة مع نبلاء العالم الإسلامي".
وأضاف "تُوفي ماني قبل عامين تقريبا عن عمر يناهز 87 عاما، وما زال الغموض يكتنف الكثير من أعماله. وكُشف القليل عن تجاربه التي خاضها بالتنسيق مع جهاز المخابرات الإسرائيلي السري (الموساد) فقط، ومن بينها علاقته بالشاه الإيراني، محمد رضا بهلوي، وبملك السعودية سابقا، فهد بن عبد العزيز آل سعود، وبرئيس السودان سابقا، جعفر النميري، وبزعماء آخرين في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "البروفيسور ماني ولد في منطقة الخليل لعائلة يهودية من أصل عراقي، وكان من نصيبه أن يعمل طبيبا لزعماء الدول العربية"؛ موضحة أنه حظي بذلك العمل بمحض الصدفة؛ حيث بدأ تعليمه في المسار الجامعي العادي دارسا للطب، وأصبح رئيسا لقسم المسالك البولية في مستشفى (تل هشومير) وفي أحد الأيام وصل إليه ملف طبي سري، يعود إلى ابن عم الشاه، العقيد في الجيش الإيراني".
وقال "كان العقيد يعاني فشلا كلويا ورأى أطباؤه استحالة علاجه. ولكن البروفيسور ماني اعتقد أن في وسعه إنقاذ حياته بعد إجراء عملية جراحية له. فنُقِل العقيد جوا إلى إسرائيل، وأجرى له البروفيسور عملية جراحية منقذة للحياة"؛ لافتا إلى أن "هذه العملية غيرت حياة ماني؛ حيث دعاه العقيد لزيارة إيران، وفي نهاية الزيارة دعاه إلى قصره لتتطور العلاقة بينهما".
وأضاف "كان الشاه يعاني من السرطان وكانت إصابته بمثابة سر دفين، وكان يرسل طائرة لنقل ماني كي يفحصه"، مشيرا إلى أن "اسم ماني بدأ يسطع كطبيب ناجح لدى مسؤولين كبار آخرين بدول الخليج، بناء على هذا استدعته شخصيات مهمة أخرى لتقديم العلاج ألا وهو العاهل السعودي، فهد بن عبد العزيز".
واستكمل الموقع "كان العاهل السعودي يعاني من داء السكري ولكنه تناول كل ما كان يُحظر عليه تناوله، وقد اعترف ماني بأنه عالج الأعراض الصحية التي عانى منها الملك فهد إزاء داء السكري وفق مجال اختصاصه، وكان السعوديون يرسلون للطبيب الإسرائيلي طائرة إلى قبرص، وكان يسافر من قبرص للرياض بطائرة خاصة، وذلك في الفترة بين عامي 1968 و1970".
وقال "هناك حاكم آخر اعترف ماني بأنه كانت لديه علاقة معه، وهو حاكم السودان، جعفر النميريح، ففي الثمانينيات، التقى ماني النميري بواسطة زميله عدنان خاشقجي التاجر السعودي، وجرى اللقاء في أوروبا ودام لبضعة أيام، ونجح ماني في تحقيق هدفه بعد أن اقتنع النميري بأن يخصص جزءا من مطار الخرطوم الدولي من أجل الموساد مقابل دفع 40 مليون دولار".
وأضاف المصدر: "كانت هناك طائرات إسرائيلية تهبط بعد ساعات المساء في جزء من المطار الذي كان يعمل فيه جنود سودانيون لم يعرفوا ما كان يجري فيه حقا، وبعد هبوط الطائرات، كانت تجمع يهود إثيوبيا الذين اجتازوا الحدود مشيا على الأقدام ووصلوا مباشرة إلى المطار، ونقلتهم إلى إسرائيل جوا وبعدها نجحت تل أبيب في نقل 15 ألف إثيوبي".
وختم الموقع "هناك تجارب أخرى مر بها البروفيسور ماني ولم يتحدث عنها؛ لقد كان الأخير معروفا في إسرائيل بصفته طبيبا مشهورا، ولم يفكر أحد في أنه يُنجز عمليات سرية أيضًا، حتى كُشف عنها في السنوات الأخيرة من حياته، وفي مقابلة أجراها قبل وفاته بعامين قال إنه (نجح في إقامة علاقات كثيرة مع شخصيات مهمة في العالم العربي، وقدم المساعدة في كل مرة وفقا للحاجة".
