قد يظن البعض أن الخصوصية عبر الإنترنت هي مسألة خاصة متعلقة بالمستخدم نفسه وطريقة تعامله مع المواقع المختلفة، ويعتقدون أنك إذا كنت لا تريد نشر معلوماتك عبر الإنترنت، فلا تنشرها من البداية، ولكن الأمر ليس بتلك البساطة، لأن الحفاظ على سرية معلوماتك لا يتعلق فقط باختياراتك، إذ يتعلق أيضا باختيارات أصدقائك، والمجموعة التى تتعامل معها عبر تلك المواقع.
ليس هذا فقط بل إن خصوصيتك تتحكم بها أيضًا شركات التكنولوجيا العملاقة التى لديها القدرة على الوصول إلى أدق الأنشطة التى تقوم بها وأنت تستخدم إحدى خدماتهم، ويختلف حجم البيانات التى تعرفها عنك كل شركة بناءً على قدرتها على تتبعك عبر الشبكة الإنترنت، وحديثا نشرت شركة Security Baron تقرير يقارن حجم ونوعية البيانات التي تعترف شركات التكنولوجيا الكبرى بجمعها في سياسات الخصوصية الخاصة بها.
وقبل أن تحدد ما إذا كنت آمن على الإنترنت أم لا عليك معرفة ما تعرفه عنك شركات التكنولوجيا بالتفصيل، وفيما يلى نرصد لك أبرز ما تعرفه كل شركة.
جوجل
شركة جوجل من بين أهم وأكبر الشركات التكنولوجية في العالم، ولديها عدد كبير من الخدمات المتوفرة بلغات مختلفة، والتى يعتمد عليها الملايين من المستخدمين حول العالم، مثل الخرائط والترجمة والصور بجانب محرك البحث العملاق، ولهذا فهى قادرة على معرفة ما تفعله في الوقت الحقيقى بمجرد أن تتحول من شخص عادى إلى “أون لاين”، فالشركة التكنولوجية قادرة على تحديد اسمك وجنسك وتاريخ ميلادك ورقم هاتفك وعنوان الـ IP الخاص بجهازك، وموقعك بالتحديد وسجل بحثك والمواقع التى قمت بزيارتها، والصور التى قمت بتحميلها من خلال محرك البحث الذى تستخدمه، أما إذا كنت تستخدم بريد GMAILفهي أيضا قادرة على معرفة بريدك الإلكترونى وجهات الاتصال الخاصة بك، وعبر خدمة GOOGLE+الشركة يمكنها تحديد مكان عملك ومستواك العلمي، واستخدامك لموقع يوتيوب يتيح للشركة معرفة مقاطع الفيديو التى شاهدتها والتى قمت بنشرها على الموقع، كما أن جوجل قادرة على معرفة ملامح وجهك والإعلانات التى ضغط عليها، والأحدث التى ستحضرها، والوثائق الخاصة بك.
وإذا كنت من ممتلكى هواتف أندرويد فالشركة تعرف بالفعل نوع الجهاز الذى تستخدمه ومعلومات خاصة بالأجهزة التى توجد في محيطك أيضًا.
فيس بوك
ما يعرفه عنك فيس بوك أكبر وأكثر دقة من أى موقع آخر، إذ يتمتع موقع التواصل الأكبر في العالم بقدرات عالية في تتبع نشاطك ورصد أدق التفاصيل التى تقوم بها من أجل الاستفادة منها في الإعلانات، ففيس بوك يعرف أيضا يعرف اسمك وجنسك وتاريخ ميلادك ورقم هاتفك وبريدك الإلكترونى وموقعك وحالتك الاجتماعية وطبيعة عملك ومستواك الاجتماعى وتعليمك وملامح وجهك وانتمائك الدينى والسياسي وعنوانك بالتفصيل، وبيانات بطاقتك الائتمانية إذا قمت بالشراء أو الإعلان عبر الموقع، وعنوان الـ IPالخاص بجهازك، بالإضافة إلى جهات الاتصال بالكامل ومحادثاتك الخاصة ورسائلك، والأحداث التى تنوى حضورها، وسجل البحث وتاريخ التصفح والفيديوهات والصور التى تقوم بنشرها وكل ما ينال إعجابك وما تشعر به عبر ما تنشره على الموقع، والإعلانات التى تفاعلت معها والأشياء التى قمت بإخفائها من حسابك والجهاز الذى تستخدمه.
تويتر
وفقا لأن تويتر لا يتمتع بالشعبية الكبيرة مقارنة بفيس بوك، فحجم البيانات التى يعرفها عنك أقل، فهو يعرف رقم هاتفك وبريدك وموقعك وجهات الاتصال وعنوان الـ IP الخاص بجهازك، ومحادثاتك الخاصة، والفيديوهات التى قمت بمشاهدتها والصور التى حملتها على الموقع، ومنشوراتك وما أعجبت به ونوع جهازك.
أبل
أما بالنسبة إلى شركة أبل فنوعية البيانات التى تجمعها وحجمها يختلف مع المواقع الأخرى، فصانعة هواتف الآيفون يمكنها معرفة اسمك ورقم هاتفك وبريدك الإلكترونى وموقعك، بالإضافة إلى عنوانك وبيانات بطاقتك الائتمانية وعنوان الـ IP الخاص بالجهاز الذى تستخدمه في الدخول لحسابك، ومكالماتك ورسائلك، ومشترياتك والجهاز الذى تستخدمه في بعض الحالات.
مايكروسوفت
شركة مايكروسوفت أيضا من أكبر الشركات التى تعرف عنك الكثير من البيانات، فهي تجمع معلومات عن اسمك وجنسك وتاريخ ميلادك ورقم هاتفك وبريدك الإلكترونى وموقعك، جنبا إلى جنب عنوانك وملامح وجهك، وعنوان الـ IP الخاص بك، وبيانات بطاقة الائتمان وجهات الاتصال، والمكالمات والرسائل والأحداث وسجل البحث، والفيديوهات التى قمت بتحميلها ومشاهدتها والمواقع التى تم زيارتها، والأشياء التى أعجبت بها، والوثائق وتفاصيل التسوق، والألعاب والكتب والموسيقى التى تحبها، وبياناتك الصحية والإعلانات التى تفاعلت معها، والجهاز الذى تستخدمه وبيانات عن الأجهزة المحيطة، بجانب بيانات عن الألعاب التى تتفاعل معها.