أخبار عالمية

غزوة إيرانية جديدة في العراق.. ومساع للسيطرة على البحر المتوسط

غزوة إيرانية جديدة في العراق.. ومساع للسيطرة على البحر المتوسط

رغم تدهور العلاقات بين العراق وإيران منذ غزوة صدام حسين عام 1980، إلا أن الجليد أخذ يذوب بعد 14 عامًا من سقوط النظام الحاكم، وبدأ يتجه إلى توقيع اتفاقية معاهدة سلام لإعادة الاستقرار بين بلدين شهدا حربًا دامت 37 عامًا، دفعت خلالها العراق إلى احتلال جارتها خوفًا من تصدير ثورتها الإسلامية، وكسب المزيد من السلطة والقوة.

اليوم وبعد سنوات عُجاف، نجحت إيران في مد نفوذها داخل العراق التي تشهد انقسامًا منذ عام 2003، بداية من حرب بغداد ضد الإرهاب بمساعدة طهران، وصولًا إلى المنتجات الغذائية وحتى مواد البناء.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت عن توغل ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران، وعلى رأسها "الحشد الشعبي"، من أجل فرض نفوذها وتمويل الجماعات الموالية في سوريا ولبنان بالمقاتلين والسلاح.

وهو ما ظهر جليًا خلال الأعوام السابقة، حيث نجح "الحشد الشعبي" بالمشاركة في الصفوف الأولى لعمليات القوات العراقية العسكرية، رغم الاتهامات الموجهة بحق المدنيين في عدد من المدن التي ساهم في تحريرها من قبضة "داعش".

ليس هذا فحسب، بل هناك تقارير تؤكد تدخل إيران في اختيار المسؤولين داخل الحكومة العراقية.

لم تكتف طهران بخطواتها تجاه الدولة المفككة، بل نجحت في تقوية شوكتها لكي تضمن نفوذا قويًا في المنطقة، لكن تلك المرة عبر البحر المتوسط وصولًا لسوريا مرورًا بلبنان.

وزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري، أكد في تصريحات سابقة، أن "التأثير الإيراني مسيطر ومهم"، مؤكدًا أن ذلك الانتشار هو جزء من مشروع إقليمي كبير، يهدف إلى إحكام السيطرة على سوريا ولبنان واليمن وأفغانستان.

تصريحات الوزير السابق، تؤكد حقيقة تحركات طهران العسكرية والسياسة والاقتصادية والثقافة، وذلك بعد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تولي شركات إيرانية مشروعات مدنية في عدد من بلدات عراقية، إضافة إلى رفع وفرز النفايات في النجف، بقرار من مجلس المدينة.

المثير في الأمر هو الانتشار السياسي لإيران، حيث نجحت في تكوين حلفاء داخل البرلمان العراقي للمساهمة في تمرير مصالحها، كما أن لها تأثير في اختيار وزير الداخلية الذي يمكنها من السيطرة على مفاصل الدولة.

وتأكيدًا على مساع طهران في التواجد داخل المنطقة العربية، أعلن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني محمد رضا نعمت زاده، استعداد بلاده لإعادة إعمار مدينة الموصل العراقية.

وأوضح أن إيران تمتلك خبرات جيدة في مجال إنشاء الأحياء الصناعية ومستعدة لوضع هذه الخبرات بتصرف الجانب العراقي، منوهًا إلى أن العراق بحاجة إلى التطوير لا سيما في القطاعات الهندسية والبناء وإنشاء البنية التحتية خاصة مد شبكات الماء والكهرباء وبناء الأرصفة البحرية والمنشآت العامة والترفيهية وغيرها.

تلك الخطوة تثير تساؤلًا هامًا حول دوافع إيران في منطقة الخليج؟ ومدى إمكانياتها في تحقيق أهدافها؟

خبير الشؤون الإيرانية في جامعة هارفارد، بايام محسني، أكد أن إيران تمتلك من الخبرات والقدرات العسكرية ما يؤهلها لفرض سيطرتها على المنطقة.

وأشار إلى أن إيران قادرة بفضل عناصر حرس الثورة الإسلامية، على استغلال نقاط ضعف الدول العربية لتحقيق أهدافها.

ومن هذا المنطلق، يجب التنويه إلى أن ما شهدته الساحة العربية في الآونة الأخيرة، تشير إلى طبيعة السياسة التي تنتهجا إيران مع دول الخليج، أهمها الإصرار على تسمية الخليج بالفارسي، واحتلال الأحواز، والجزر العربية الثلاث، وترديد مزاعم تبعية البحرين لها بين الحين والآخر، إضافة إلى مناطحة المملكة العربية السعودية التي ترى نفسها حاكمة للعالم الإسلامي، والتي تسعى طهران إلى إزاحتها لتصبح هي رائدة للعالم الإسلامي.

زر الذهاب إلى الأعلى