منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية حققت مصر نجاحات كبيرة وساحقة فى ملف العلاقات الخارجية، بعد أن عانت مصر لسنوات من صعوبات ومشكلات فى هذا الملف، نتيجة للظروف الصعبة التى شهدتها مصر خلال الفترة التى سبقت تولى السيسى رئاسة الجمهورية واعتلائه كرسى الحكم، حيث استطاع الرئيس السيسى إحياء عدد من العلاقات مع بعض الدول كانت قد توقفت، وأعاد الدفء والاستقرار لعلاقات مع دول أخرى كانت قد شهدت توترًا، فقبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب رئيس الجمهورية شهدت العلاقات المصرية الأوروبية كثيرا من الجمود، لعدم تفهم الجانب الأوروبى حقيقة الموقف المصرى الداخلى بعد ثورة 30 يونيو إلا أن الرئيس – وعبر سلسلة من الجولات والمباحثات دارت مع أهم زعماء الدول الأوروبية – نجح فى إعادة الدفء لهذه العلاقات، كما أعاد بناء العلاقات المصرية الأفريقية المتدهورة، بعدما قرر الاتحاد الأفريقى تعليق عضوية مصر فيه، حيث قرر المندوبون الدائمون بالاتحاد الأفريقى فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبعد موافقة مجلس السلم والأمن الأفريقى وبإجماع أعضائه الـ15 على عودة مصر إلى مكانها الطبيعى داخل الاتحاد الأفريقى، بعد 11 شهرا من تعليق عضويتها، وذلك فى الاجتماع المنعقد فى 17 يونيو لعام 2014.
كما وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق المصالحة الفلسطينية فى 12 أكتوبر لعام 2017، وذلك بعد أن استطاع الرئيس السيسى تحريك ملف المصالحة بينهما والذى تعثر لسنوات طويلة، وقد أشاد بيان المصالحة بالموقف المصرى، وجاء فيه: “إن المصالحة جاءت انطلاقا من حرص مصر على القضية الفلسطينية، وإصرار الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطينى وإنهاء الانقسام”، ولإيمان مصر أن أمنها واستقرارها مرتبط بشكل كبير بأمن جيرانها، وهو ما جعلها تقوم بدور مهم تجاه الملف الليبى، من خلال دعم الجيش الوطنى الليبى فى حربه ضد الإرهاب، وعملت على تدريب كوادره، وسعت لفك الحظر عن تسليحه دوليًا، وتم عقد مجموعة من اللقاءات لبحث آليات تشكيل جيش ليبى قوى وموحد.
كما سعت مصر لدعم المصالحة الوطنية والوقوف على مسافة واحدة من مختلف أطراف الصراع فى ليبيا، فقد أمر الرئيس السيسى بتشكيل لجنة مصرية معنية لمتابعة الشأن الليبى، وليس هناك ما هو أكثر دلالة على حرص القيادة السياسية على الشأن الليبى من خلال حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى الاجتماع الخاص بالملف الليبى فى الأمم المتحدة، وخلال القمة العربية الأمريكية التى عقدت فى الرياض فى مايو 2017 طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى رؤية مصر حول استراتيجية مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وهى الاستراتيجية التى أكدت بشكل أساسى تجفيف منابع الإرهاب وإيقاف تمويله الدولى، وهذه الاستراتيجية وثقها مجلس الأمن الدولى كوثيقة أممية رسمية يتم تداولها بشأن مكافحة الإرهاب.
وخلال سنوات الماضية حرص الرئيس السيسى على إعادة بناء العلاقات السياسية مع دول الخليج والتى أفسدتها جماعة الإخوان خلالهم فترة حكمهم، لصالح ملف تجاذباتهم الإقليمية، وتنفيذ الأجندة القطرية، حيث أعاد الرئيس إحياء العلاقات المصرية السعودية، والتى تجلت بزيارة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة وإعلانه عن حزمة من الاستثمارات السعودية فى مصر، وكذلك إعادة إحياء العلاقات المصرية الإماراتية، والتى توترت فى عام 2012 بعد اكتشاف أبو ظبى مؤامرة إخوانية لقلب نظام الحكم هناك مدعومة من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وتجلى انتعاش هذه العلاقة فى عدد من الاستثمارات التى ضختها الإمارات فى مصر فى عدد من المجالات.
كما أعاد الرئيس السيسى العلاقات مع سوريا، بهدف الحفاظ على الدولة السورية من خطر التفكك والانهيار، حيث استضافت القاهرة فى 2017 عددًا من أطراف النزاع فى سوريا، حيث قاموا بتوقيع اتفاق خفض التوتر فى منطقة الغوطة الشرقية برعاية مصرية، وفى أغسطس من عام 2014 زار الرئيس السيسى روسيا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وفى التاسع من فبراير 2015 رد الرئيس بوتين الزيارة إلى مصر لأول مرة منذ 10 سنوات، وهى الزيارة التى كانت واحدة من أهم الزيارات الخارجية، حيث وجدت حفاوة الترحيب، فلم تقتصر فقط على المباحثات الثنائية والاستقبال الكبير بقصر القبة، فحضر الرئيسان حفلا موسيقيا فى دار الأوبرا، وتناولا العشاء فى برج القاهرة.
كذلك زار الرئيس السيسى الصين للمشاركة فى قمة بريكس، لتكون من ضمن الزيارات المتعددة له للصين منذ توليه الرئاسة، حيث كانت الأولى فى ديسمبر عام 2014، وكانت الثانية فى سبتمبر 2015، وهى الزيارة التى جاءت بمناسبة عيد النصر الوطنى الصينى، كما كانت الزيارة الثالثة فى سبتمبر 2016، حين وجهت الصين دعوة خاصة لمصر للمشاركة كضيف فى قمة مجموعة العشرين، ونظرًا لتوتر العلاقات المصرية الأمريكية بسبب محاولات الولايات المتحدة التدخل فى الشأن الداخلى المصرى بعد ثورة 30 يونيو، إلا أنه وبانتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استطاع الرئيس السيسى كسر الجمود فى هذه العلاقة، والتى وصفها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلا: “كان هناك تفاهم جيد.. إنه شخص رائع ويسيطر بحق على زمام الأمور فى مصر”، فخلال عام واحد فقط التقى الرئيسان عددا من المرات.
كما عادت من جديد مناورات النجم الساطع بين الجيش المصرى والأمريكى، بعد أن توقفت 8 سنوات كاملة، وخلال زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة فى 3 أبريل 2017 قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: “نجدد العلاقات بين جيوشنا إلى أعلى مستوى فى هذه الأوقات أكثر من أى وقت مضى، أريد فقط أن أقول لك سيدى الرئيس إن لديكم صديقا وحليف فى الولايات المتحدة”.
كما استطاع السيسى إعادة العلاقات المصرية الإيطالية، والتى توترت فى أعقاب وفاة الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، والتى وصلت إلى ذروتها عقب قيام إيطاليا بسحب سفيرها من مصر فى 8 أبريل 2016، لكن عاد من جديد جيامباولو كانتينى السفير الإيطالى إلى القاهرة ليستأنف مهام منصبه من جديد، بعد جولات دبلوماسية خاضتها الحكومتان المصرية والإيطالية للتغلب على أسباب التوتر التى شابت العلاقات بين البلدين بعد حادث الباحث ريجينى، وبعد انقطاع دام لخمس سنوات تمكنت مصر من العودة إلى عضوية الاتحاد البرلمانى الدولى بسبب حالة الاضطراب التى شهدتها البلاد فى أعقاب ثورة يناير، والذى أعاد لمصر لمكانتها الدولية، حيث أصدر الاتحاد بيانا أعلن خلاله عن عودة مصر إلى العضوية الكاملة للاتحاد، ومشاركتها فى أعمال الدورة 134 فى لوساكا بزامبيا، ففى كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة، قال صابر تشودرى رئيس اتحاد البرلمانى الدولى إلى أهمية وجود مصر فى الاتحاد، خاصة كونها دولة محورية فى المنطقة، وأنها من أقدم مؤسسيه، حيث تعود عضويتها فيه إلى عام 1924، حيث كانت واحدة من أقدم الدول دائمة العضوية فى الاتحاد.
وختاما نقول إن مصر عادت لمكانتها ووضعها الطبيعى.. ولكن هذه المرة عادت لتحكم وتقود العالم.. وللحديث بقية،،