قال الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، إن الزعيم مصطفى كامل، صاحب المقولة الشهيرة: «لو لم أولد مصريًا لوددت أن أكون مصريًا»، قضى 16 عامًا في باريس من عمره البالغ 32 عامًا، معقبًا: «كنت أفضل يقول لوددت أن أكون مصريًا وهو موجود في مصر فعلًا».
وأضاف خلال تقديمه لبرنامج «له ما له وعليه ما عليه»، المذاع عبر إذاعة «نجوم إف إم»، مساء الاثنين، أن مصطفى كامل زعامة وطنية عظيمة بلا شك، لافتًا إلى أنه لم يكن وطنيًا بالرغم من انتمائه إلى الحزب الوطني.
وأوضح أن «كامل» لم يدعُ لتحرير مصر من الإنجليز لصالح استقلال مصر، وإنما لصالح أن تكون مصر تابعة للدولة العثمانية والخديوي والسلطان العثماني، منوهًا أنه كان من الممكن أن يرجع عن هذا الأمر إذا تقدم به العمر وعاش لعمر أطول.
ولفت الكاتب الصحفي إلى أن الأهم في مشوار نضال مصطفى كامل، هو مواجهة الإنجليز والاحتلال والقوى الغاشمة عبر الخطابة والكتابة، مستطردًا: «لم يقُد مظاهرات كبيرة أو ثورة كأحمد عرابي، أو إخراج المواطنين في الشوارع لمدة ثلاث سنوات كسعد زغلول، ولكنه كان يكتب مقالات في الجرائد وجريدته الخاصة اللواء، ويخطب في المدارس والمؤتمرات الغربية والمحاضرات الفرنسية، باستخدام أداة من أدوات النضال الوطني وهي الكتابة والخطابة».
وذكر أن «كامل» هو من كسر حالة الجمود والسكوت التي عانها المصريون أمام الإنجليز، وأشعل الشعلة الأولى لمواجهتهم، آخذًا عليه أنه كان دعوى عثمانية وشخص شديد الرجعية.
وأشار «عيسى» إلى أن موقف الزعيم الوطني من المرأة المصرية كان شديد الرجعية، بالرغم من أنه كان يبحث عن حرية بلده، فضلًا عن أن سيدة هي من كفلته أثناء تواجده في فرنسا، متابعًا: «لو ظل مصطفى كامل زعيم الحياة الوطنية في مصر، لم تكن السيدات لتخرجن في التظاهرات أو تشاركن فيها؛ لأن رأيه كان يطالب بجلوس المرأة في المنزل وأن عملها ومشاركتها في الحياة به ضرر وخطر».
وتابع أن «كامل» اتخذ موقفًا شديد الشناعة في مواجهة خصومه كعلي يوسف، رئيس حزب إصلاح المبادئ الدستورية، عندما أراد الأخير الزواج من إحدى بنات الشيخ السادات، قائلًا إن «الزعيم الوطني هاجم أحمد عرابي هجومًا لم يرحم فيه شيخوخة الرجل أثناء وجوده في منفاه».