وخلال التسجيل الذي سربته إحدى الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر قاضي داعش فوزي العياط، الذي سبق أن أعلنت قوات عملية البنيان المرصوص عن اعتقاله إثر غارة أمريكية على سرت أثناء حرب تحريرها في التاسع من ديسمبر العام 2016 وهو يتحدث إلى محقق لعرض تفاصيل العلاقة مع التنظيمات الإرهابية الأخرى ودورها في تأسيس تنظيم أنصار الشريعة الذي تحول فيما بعد إلى تنظيم داعش.
وأشار العياط إلى أن التيار السلفي في البلاد شكل عقبة في مسار التنظيم، بخلاف التيارات الأخرى، مثل الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية المقاتلة”، التي لم تشكل عقبة أمامهم في قتال الجيش والشرطة الليبية.
إلى ذلك، ذكر أن التنظيم في طوره الأول المعروف بأنصار الشريعة حظي بدعم كبير من قبل جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة، حيث صرفت لأعضاء التنظيم مرتبات شهرية بمعرفة رئيس اللجنة الأمنية في بنغازي محمد الغرابي، الذي عمل على ضم مقاتلي التنظيم رسميًا في وزارة الداخلية، كما أن وكيل وزارة الداخلية بحكومة المؤتمر وقتها عمر الخضراوي دعم التنظيم بآليات عسكرية.
ويعتبر الغرابي والخضراوي من أهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
وعن تحولهم إلى سرت، بين أن التنظيم تواجد في سرت باسم أنصار الشريعة، لكنه بايع داعش فيما بعد، كاشفا عن علاقة تربط داعش بما يعرف بـ”اتحاد ثوار مصراتة” التابع لجماعة الإخوان المسلمين، قائلًا “عندما هاجمت قوات الشروق الموانئ النفطية (عملية الشروق مطلع عام 2015)، تم الاتفاق مع اتحاد ثوار مصراتة على أن نفتح لهم الطريق الساحلي الموصل إلى الهلال النفطي، وإخفاء العناصر الأجنبية في سرت، ليخرجوا من القطاعات العامة في المدينة”.
وأكد أن اتحاد ثوار مصراتة الإخواني هو من مكّن التنظيم من السيطرة على سرت، قائلًا إن “كتيبة الدروع بقيادة صلاح بادي (قائد عملية فجر ليبيا)، قدمت لسرت للقضاء على كتيبة شهداء الزاوية التابعة لقوات الصاعقة، ما سهل على التنظيم السيطرة على سرت”.