“حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي قتل ابني وحرمه من شبابه، عايزة القصاص عشان النار اللي في قلبي تهدى شوية”.. بهذه الكلمات بدأت والدة الشاب سمير محمود 30 سنة الذي قتل غدرًا أمام محل الملابس الذي يمتلكه في عزبة النخل، بعد تدخله لفض مشاجرة بالشارع.
وقالت والدة الضحية و الدموع على وجنتيها: “ابني كان في حاله معملش حاجة غلط، ده راح يصلح بين اتنين متخانقين عشان الأمور تمشي، فقتلوه، واحد منهم هو وأخواته وأبوه، ده جزاء الخير اللي عمله!، ربنا ينتقم منهم عشان اللي عملوه فينا، حرمونا من نور عيني وكان بيراعي الأسرة كلها”. وبجانبها والد المجني عليه الذي لم يتوقف عن ترديد “حسبنا الله ونعم الوكيل، ربنا منتقم جبار”، وأرملة الفقيد تبكي وهي تحتضن طفلها وكأن لسان حالها يقول: “كيف أواجه المصير المجهول؟”.
جهاد الراوي صديق المجني عليه، قال إن الضحية مشهود له من جميع الناس بدماثة الخلق ومعاملة الجميع بالحسنى سواء من تربطه بهم علاقة عمل أو من لا تربطه بهم أي مصالح.
وعن يوم الحادث، قال: “سمير كان شغال في محل الملابس، وفجأة حصلت خناقة بين سواق توتوك اسمه كريم أبو هشيمة بعد ما خبط واحد كان بيعدي من قدامه، وعندما تعالت الأصوات بينهما خرج سمير من المحل وتدخل لفض المشاجرة وتهدئة الأمور، وبعدها انصرف كل إلى حاله”.
وأضاف: “رجع كريم بعد حوالي نص ساعة وهو من منطقة الخصوص، وكان معاه أخوه سيد وأبوهم وواحد تاني، كانوا 4 أفراد، وأول ما دخلوا الشارع ضربوا نار كتير عشان يرهبوا الناس”.
وتابع: “الموضوع كان أشبه بحرب شوارع، وعندما دخل المتهمون محل سمير أسرع أحدهم بطعنه في قلبه وفروا هاربين وهم يطلقون الأعيرة النارية في الشارع حتى لا يتمكن أحد من الإمساك بهم، وفي النهاية هربوا”.
لم يتمالك “الراوي” دموعه وهو يصف الحادث: “الجريمة حصلت في لمح البصر، مكملتش 3 دقايق، وقبل ما نوصل عند سمير المحل كانوا ضربوه بالسكين في صدره، وقبل ما نوصل مستشفى الزيتون كان السر الإلهي طلع”.
دقائق قليلة وانتقل فريق من المباحث إلى المنطقة وفرض كردون أمني، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان أسباب الوفاة، وقبل مرور 24 ساعة على الجريمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين وتبين أنهما “عادل، وعلاء أبو هشيمة”، وتواصل المباحث جهودها للقبض علي الباقين.