أعلنت قمة إسلامية – مسيحية عقدت أمس فى لبنان، رفضها قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وطالبت القمة، التى عقدت فى مقر البطريركية المارونية بشمال شرق بيروت، الرئيس الأمريكى بالرجوع عن هذا القرار، معتبرة أنه يسىء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس وهو مبنى على حسابات سياسية ويشكل تحدياً لأكثر من 3 مليارات شخص.
ودعت القمة، حسبما نشرت الخليج الإماراتية ، المرجعيات السياسية العربية والدولية للعمل معاً بغية الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الذى يفتقد إلى الحكمة التى يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون.
وأشارت القمة، التى ضمت كبار المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، إلى أن القدس، التى تزخر بمواقع تاريخية مقدسة لدى الديانات التوحيدية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ليست مجرد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم، إن لها موقعاً مميزاً فى ضمائر مؤمنى هذه الديانات.
وأضافت “إدراكاً من المجتمع الدولى لهذه الحقيقة واحتراماً لها، فقد التزمت دول العالم كلها بقرارات الأمم المتحدة التى تعتبر القدس وسائر الضفة الغربية أرضاً محتلة، وإعراباً عن هذا الالتزام القانونى والأخلاقى فقد امتنعت هذه الدول عن إقامة سفارات لها فى القدس المحتلة، وشاركت الولايات المتحدة المجتمع الدولى بهذا الالتزام إلى أن خرقه الرئيس ترامب بالقرار المشؤوم الذى أعلنه يوم السادس من ديسمبر الجارى”.
وأشارت إلى أن “تغيير هذه الصورة النبيلة للقدس، وتشويه رسالتها الروحية من خلال هذا القرار والتعامل معه كأمر واقع، يسيء إلى المؤمنين، ويشكل تحدياً لمشاعرهم الدينية وحقوقهم الوطنية، ويعمق جراحاتهم التى تنزف حزناً ودماً بدلاً من العمل على معالجتها بالعدل والحكمة، تحقيقاً لسلام يستجيب لحقوق الأطراف جميعاً، وخاصة الشعب الفلسطينى المشرد منذ أكثر من سبعة عقود». وتوجه المجتمعون، بحسب البيان «بالتقدير الكبير للشعب الفلسطينى وخاصة أهل القدس لصمودهم وتصديهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس”.
وأعرب المجتمعون عن دعمهم للموقف اللبنانى الرسمى الرافض لقرار الرئيس الأمريكى «الجائر»، كما أعربوا عن تأييدهم للمشروع الذى طرحه رئيس لبنان ميشال عون أمام الأمم المتحدة باعتبار لبنان مركزاً دولياً للحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة.
فى هذه الأثناء، أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى، أن التضامن العربى بات حاجة ملحة لحماية القدس أكثر من أى وقت مضى. وقال الحريري، فى مستهلّ جلسة عادية لمجلس الوزراء «اليوم وأكثر من أى يوم مضى، صار التضامن العربي، حاجة لإنقاذ القدس لتبقى عاصمة لدولة فلسطين، وحاجة لمجتمعاتنا لوضع حد للحروب والنزاعات وفتح صفحة جديدة من التضامن العربي”.
وأضاف “إنها مناسبة لنقول، إن القرار الأمريكى ما كان ليحصل، لو لم تكن دول عربية كبيرة غارقة فى حروب وصراعات، إلى حدّ أن ملايين المواطنين العرب تشردوا على صورة الشتات الفلسطينى”.