عام 2011، ظهرت أزمة سياسية حادة عُرفت بالربيع العربي، فأثرت على الاقتصاد. الازمة بدأت في تونس ووصلت إلى هذا البلد الواقع شمال أفريقيا. اليوم، بعد ثماني سنوات يعمل المستثمرون على هدف مشترك وهو “تحسين حياة العديد من الناس هنا في مصر”.
مرفأ السُخنة الواقع عند الساحل الغربي لخليج السويس المصري هو الجيب الاقتصادي والتبادل التجاري الحر الذي أقامه مشروع مشترك بين عملاقين، وهما هيئة قناة السويس وموانئ دبي العالمية. هذان العملاقان يسعيان لتحفيز الاستثمارات الأجنبية.
يشير المدير التنفيذي لموانئ دبي العالمية السُخنة، آجاي كومار سينج، أن “غالبية الصناعات التي تأتي للاستثمار في السخنة تؤسس خدماتها العامة فيها. مما يسهِّل عملياتها. لهذا السبب تتميز السخنة، بأنها إحدى المراكز الرئيسية مع سبع وثمانين صناعة حاليًا. إنها تنمو لتصبح أحدَ أكبر أبوابِ أفريقيا”.
يقع مرفأ السخنة على مسافة 120 كيلومترًا من القاهرة. شبكة الطرقات الجيدة في البلاد تسهل الوصول إلى 18 مليون مستهلك في العاصمة. ويتمنى الكثيرون أن تسمح لهم تجربة موانئ دبي العالمية بالحصول على متطلباتهم وخدماتهم اليومية.
وفي ذلك يرى المدير التنفيذي سينخ أن “مؤشرات الاقتصاد الكلي لمصر استقرت خلال السنتين الماضيتين، وهذا يتضمن الناتج المحلي الإجمالي ونمو التجارة. مصر هي عضو في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الـ COMESA، مما يعطيها قوة كافية للتجارة في القارة الافريقية. مصر هي أيضًا محور ومركز توزيع لأفريقيا بأكملها. مؤخرًا، أقامت الحكومة المصرية علاقة بين السخنة وشرق أفريقيا نحو مومباسا ودار السلام. فهذا أيضًا، نقطة أساسية لمصر”.
نمو سريع للاقتصاد المصري
وقد شهد الاقتصاد المصري نموًا سريعًا بعد الثورة الأخيرة وصل إلى 5.6% خلال الربع الثالث لهذا العام. وتسعى الحكومة المصرية أن يصل هذا النمو إلى 6% خلال العام المقبل. فمنذ عام 2016، بدأت الحكومة المصرية العمل على إصلاحات حاسمة من أجل استقرار اقتصاد البلاد واستعادة الثقة به.
شركة سافولا للسكر، مثلًا، هي إحدى أهم الشركات التي تستخدم مرفأ دبي العالمي السخنة. لذلك أمّنت الحكومة المصرية لها ولغيرها من الشركات بنى تسمح لها بالوصول إلى الأسواق المحلية والخارجية.
وفي ذلك يشرح المدير العام لهذه الشركة المتخصصة بالأغذية، شريف عابدين قائلًا “نصدر السكر الأبيض. نصدر أربعمئة ألف طن من السكر إلى المنطقة. وجودنا في السُخنة عند البحر الأحمر يسمح لنا بالوصول إلى الأسواق في شرق أفريقيا والقرن الافريقي. مع القدرة اللوجيستية لموانئ دبي، يمكننا أن نطال أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهكذا فإننا نتميز باستيراد السكر الخام وتصدير السكر الأبيض”.
كما تؤمن موانئ دبي السُخنة حوضين من أجل تخزين ونقل البضائع. الحوض الأول قدرة استيعابه تصل إلى 945 ألف مستوعب من عشرين قدمًا كل منه. بينما تصل قدرة استيعاب الحوض الثاني إلى 750 ألف مستوعب من عشرين قدمًا كل منه.
كل ذلك إضافة إلى أن المرفأ شكل مصدرًا هامًا للوظائف. فقد وظفت موانئ دبي العالمية السخنة أكثر من ألف شخص، ويخضعون للتدريب المستمر لتحسين العمل.
وفق علياء الجمال، وهي مديرة التجارة في موانئ دبي السخنة، فإن سياسة التنوع التي اتبعتها المؤسسة “تحفز عمل النساء اللواتي يردن التطور في قطاع يسيطر عليه الرجال بشكل تقليدي”.
ويضيف أحد العمال المسؤولين عن التحميل والشحن محمد رضوان “أُتيحت لي فرصة الحصول على أكثر الدورات التأهيلية فعالية في مجال نقل وتخزين البضائع لجميع أنحاء البلاد”.
مصر ترغب بإدخال الاستثمارات الأجنبية من أجل تحسين الاعمال لما فيها من مصلحة للاقتصاد الوطني. موانئ دبي العالمية تقع في صلب هذه التدابير الحكومية عبر تحسين خدمات الموانئ، وذلك بهدف استفادةِ مختلِف المؤسسات المصرية، على حد تعبير زميلنا في “أفريكا نيوز” ميكائيل أوديور.