محافظات

كارثة.. «الصحة» تعيد استعمال الأجهزة الطبية بعد خروجها من الخدمة (صور)

محليات

كارثة.. «الصحة» تعيد استعمال الأجهزة الطبية بعد خروجها من الخدمة (صور)

كتب – عمرو الشامي

مثلت واقعة تسليم أجهزة طبية لوحدة غسيل كلوي في كفر الشيخ فخا وقعت فيه وزارة الصحة بعدما كشف إعادة تدوير أجهزة مُكهنة وخرجت من العمل منذ سنين إلى المستشفيات على أنها جديدة وصالحة لتقديم الرعاية الطبية السليمة، وهو ما اعتبره عدد من الأطباء كارثة طبية تستحق فتح تحقيق عاجل فيها.

وسيطر الخوف على أهالي مرضى الفشل الكلوي بقرية محلة دياي التابعة لمركز دسوق بكفر الشيخ بعد توريد وزارة الصحة أجهزة غسيل كلى سبق تكهينها عقب خروجها من الخدمة بمستشفى كفر الشيخ العام.

رعب بين المرضى
وأبدى أحمد السيد – أحد مرضى الفشل الكلوي تخوفه من تلقي الرعاية الطبية بالمركز، وأكد أنه سيبحث عن مكان آخر لإتمام الغسيل الكلوي بدلًا من مركز قرية محلة دياي.
وأكمل حديثه صارخا: «أنا عيان فشل كلوي مش ناقص كمان يجيلي مرض تاني»، مشيرا إلى أن عددا من الأطباء حذروه من استخدام هذه الماكينات لما لها من أضرار كبيرة ومنها نقل فيروسات لهم.
وطالبت أمنية فكري، مريضة فشل كلوي بالقرية، مسؤولي مديرية الصحة بتكهين هذه الماكينات الواردة إلى المركز، موجهة رسالة إلى وكيل وزارة الصحة في كفر الدكتورة لميس المعداوي قائلة لها: «اتقي ربنا فينا».
مركز الغسيل الكلوي المقام بالقرية تبرع الأهالي لإنشائه بأكثر من 10 ملايين جنيه ليكون في خدمة القرية التي تعج بمرضى الفشل الكلوي، بحسب هشام دراز الذي التقط طرف الحديث، ويستكمل شهادته لـ"التحرير" بقوله: «سألت مدير المركز عن هذه الأجهزة وأكد أنه لا يعلم عنها شيئا»، وأخبره نصا: «ماعرفش حاجة أنا جالي أمر بالتليفون إنى استلم الأجهزة دي وخلاص».
ولفت دراز أنه سيتقدم بشكوى ضد المتسببين في الواقعة لكي يتم التحقيق معهم في الأمر ومعرفة ملابساته، ملمحا إلى أن ما حدث غير مفهموم، واصفا إياه بـ«الصفقة المشبوهة».

المفاجأة القاتلة
ونفى الدكتور خليفة سعد، مدير مستشفى فيصل لأمراض الكلى بدسوق، والتابع لها مركز الغسيل الكلوي بقرية محلة دياي، مسؤوليته عن الواقعة.

وقال سعد في تصريحات خاصة لـ"التحرير" إنه لا يحتاج لأي ماكينات غسيل كلوي ولم يكتب طلبا بتوريد الأجهزة إلى مديرية الصحة في كفر الشيخ.

وأوضح مدير المستشفى أن مديرية الشئون الصحية أبلغته بإرسال سيارة لاستلام جهازين للغسيل الكلوي، متابعا: «قمت بإرسال سيارة ففوجئت بأنهم أرسلوا 5 أجهزة بدلًا من 2، وأنا ماشوفتش الماكينات أصلا وقلت لمهندس الصيانة وهو رايح يستلم لو الأجهزة 2007 أو 2008 استلمها وفوجئت أنها من 2001».

وأضاف خليفة أن مهندس الصيانة أكد أنه سيحاول في إصلاح جهاز أو اتنين من الخمسة أجهزة إن أمكن وقال له: «خليهم هحاول أظبط ليكم مكنة ولا اتنين لو نفع، وسيتم تكهين باقي الأجهزة».

وأضاف "خليفة" في تصريحات خاصة لـ "التحرير"، أن مهندس الصيانة أكد أنه سيحاول في إصلاح جهاز أو اتنين من الخمس أجهزة إن امكن قائلًا: "خليهم هحاول أظبط ليكم مكنه ولا اتنين لو نفع، وسيتم تكهين باقي الأجهزة"، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولي التي تقوم فيها المديرية بإرسال "مكن بايظ" – علي حد وصفه – مؤكدًا أنهم قاموا قبل ذلك بإرسال جهازين كان مريض إيدز، مشيرًا إلى اأن مهندس الصيانة حذرنى من استخدامهم وعلى الفور وبدون تفكير قمت بتكهينهم وبيعهم كـ"خردة".

وفجر مدير مستشفى فيصل لأمراض الكلى في دسوق مفاجأة صادمة حين قال لـ"التحرير": «إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المديرية بإرسال مكن بايظ»، مؤكدًا أن المديرية أرسلت قبل ذلك جهازين، واستخدم أحدهما مريض بالإيدز، وهو ما دفع مهندس الصيانة حينها لتحذيره من استخدامهما، واستكمل: «وعلى الفور وبدون تفكير قمت بتكهينهم وبيعهم كـخردة».

وأشار سعد أيضا إلى أن المديرية أرسال أجهزة مستعملة وقديمة وطالبته باستلامها كأجهزة جديدة، وأردف: «لما رفضت تم تطبيق ضدى الجزاء في العمل»، مستطردا: «المديرية مش بيجي منها حاجة عدلة، وكيلة الوزارة بترمي لينا أي حاجة، وهما اللي بيبعتوا أنا مش بجيب حاجة من بيتنا».

وفى السياق نفسه، حاولت "التحرير" التواصل مع الإدارة الصحية بدسوق برئاسة الدكتور محمد أغا فكان رده: «أنا ماليش دعوة ومعرفش حاجة أنا مسؤول عن الوحدات الصحية فقط وماليش دعوة بالمستشفيات».

زر الذهاب إلى الأعلى