في مثل هذا اليوم، 30 نوفمبر عام 1965، رحل شاعر الحب كامل الشناوى، وفى الذكرى الأولى عام 1966 كتب الكاتب الصحفى محمود السعدنى مقالًا يرثى فيه الشاعر الصحفى كامل الشناوى يقول فيه:
كان فريدًا بين الرجال، ولقد صادقته وأحببته وتعلمت منه الكثير، لقد علمنى أن أكره أعدائى على طول الخط، وأن أحب أصدقائى على طول الخط، وأن أحب بلا قيد أو شرط، وأن أكون القائد الحاسم إذا هاجمت دمرت هدفى تماما، وإذا انسحبت مضيت لا ألوى على شيء.
علمنى أن عدوى يظل عدوا حتى ألقاه، فإذا التقينا ذاب الثلج وتبدد الضباب، وعلمنى أن احتقر الشئ الوسط وأن أعشق الأذكياء والأغبياء معًا، وأن أكره الذين يتمتعون بنصف غباوة والذين يمتازون بنصف ذكاء.
ومن أحلامى الآن أن أكتب دراسة وافية عنه، الصبى المعمم الصغير الذي خرج من السيدة وهرب من الأزهر ليتربع على رأس المجتمع ويشترك في توجيهه وصياغة مصيره لفترة طويلة من الزمان.
هو المتمرد الذي هجر الدراسة كافرًا بالمناهج العقيمة والعلوم الجامدة، وهرب إلى الحياة ينشد البحث عن شيء يحبه ويحن إليه «فن الشعر، فن الموسيقى، فن الغناء»، باختصار خرج ينشد البحث عن الحياة.
في كل مرة أمسكت القلم لأكتب هذه الدراسة ترددت ثم توقفت، كانت تربطنى به صلة قوية قد تعمينى عن مواطن ضعفه وتشدنى إلى مواطن القوة فيه، ودراسة هذا الرجل ينبغى أن تكون شاملة وكاملة وموضوعية لأنه لم يكن شيئا عاديا لكنه كان شيئا مهما وكبيرا أثر في عصره وتأثر به وترك نتفا من نفسه في العشرات الذين تتلمذوا على يديه والذين اعجبوا به.
رحمة الله عليه عمى وأستاذى وصديقى كامل الشناوى الذي مضى وحيدا بعد أن عاش حياتها وخاتمها على النحو الذي كان يشتهيه، ولذلك ستبقى حياته أعظم إنتاجه لأنه لم يحترف الحياة لكن الحياة عنده كانت أمتع هواية لديه.