أخبار فنية و ثقافيةثقافةخاص الحدث الآنمحافظات

كنوز منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية.. بقلم د / فاطمة سالم

بقلم الدكتورة / فاطمة محمد دسوقى سالم

محافظة الشرقية من أكثر محافظات الدلتا أصالة وتاريخًا، والزقازيق هى عاصمتها، وعرف أهل الشرقية بالكرم على أمتدات التاريخ كما أنهم مستمرين بالحافظ على عاداتهم العربيه الأصيلة، وقد شهدت أرضها الكثير من الأحداث التاريخية منها قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع عزيز مصر وغيرها من القصص والأحداث ذات أهمية، وما تتميز به أيضًا محافظة الشرقية أنها تمتلئ بالكثير من الثروات الاثرية والإمكانات السياحية المختلفة والمتعددة والتى تجعلها مختلفة عن غيرها من المحافظات، ومن أشهر المواقع الأثرية بها منطقة صان الحجر.

 حيث تقع منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية شرق الدلتا فهى تبعد تقريبا بحولى 75 كم2 عن مدينة الزقازيق وبحولى 200كم عن مدينة القاهرة، وهى إحدى عواصم مصر القديمة، عرفت قديمًا فى نصوص الكتابه المصرية القديمة بـ”جعنت” وبالغة اليونانية القديمة “تانيس” و في التوراة “صوعن”، وسماها العرب بـ”صان الحجر” وذلك لما تحتوية المنطقة من أحجار كثيرة. فكانت عاصمة للأقليم الـ19 من أقاليم مصر السفلى. يرجع تاريخ تانيس إلى الدولة الحديثة حيث تم تأسيسها فى أواخر الأسرة الـ20 وأصبحت عاصمة فى الأسرة الـ21 ولكن ظهرت أهميتها نهاية الدولة الحديثة  وبداية عصر الإنتقال الثالث و استمرت تانيس عاصمة مصر السياسية فى الأسرة الـ22 وكانت مدينة كبيرة وذات أهمية تجارية واستراتيجية خلال فترات التاريخ واستمرت حتى نهاية العصر الروماني، ولكن بداية من القرن الـ 6 الميلادى بدأ يتم أهمالها، وتعتبر صان الحجر أو “تانيس” من أهم المواقع الأثرية التى تضم أثار لعده عصور مختلفة فهى غنية بالآثار الفرعونية وأيضا آثار من العصر اليوناني والروماني.

وقد ذكر الدكتور متولي صالح، مدير منطقة آثار صان الحجر ان الأكتشافات التى خرجت من هذه المنطقة تصل لـ10% من الأثار الموجوده بها ومازالت الحفائر مستمرة لإكتشاف المزيد من الأثار، وقد قام العالم الأثرى الفرنسى الشهير “بيير مونتيه” بالحفر فى منطقة صان الحجر الأثرية، ونتج عن هذا الحفر اكشاف أقدم البحيرات المقدسة في مصر والتوابيت الحجرية وانقاض عدد من المعابد الحجرية الضخمة كالمعبد الذى خصص لعبادة الإله “آمون وهو من أكبر المعابد بالوجه البحري ويحتوى المعبد على بوابة ضخمة من الجرانيت يتقدمها تماثيل  ضخمة لـ”رمسيس الثاني وزوجتة مرين آمون” وزوجته الحيثية ويوجد  تمثال علي شكل أبو الهول, وداخل المعبد البحيرة المقدسة وهناك أسوار ضخمة من الطوب اللبن والتي ترجع تاريخها تقريبًا لـ 1070 ق.م. ومعبد لكل من “موت وخونسو”، ومن أهم وأشهر الآثار فيها مقبرة الملوك “أوسركون الثاني” ومقبرة الملك “ششنق الثالث” ومقبرة الملك “بسوسنس الأول وقد عثر بها على الكثير من المجوهرات والاحجار الكريمة والذهب وعثر على الاقنعة الجنائزية الخاصة بالملوك كقناع الذهب للملك بسوسنس الأول، وفي عام 2009 صرحت وزارة الثقافة المصرية عن اكتشاف موقع البحيرة المقدسة لمعبد الإلهة “موط” في “تانيس” وهى تعتبر تانى بحيرة مقدسة تم اكتشافها بصان الحجر، وكل هذه الكنوز عند مشاهدتها تجعلنا نعود بالزمان لـ آلاف السنين لنتعرف على تاريخ وأثار مصرية عظيمة.

كما تضم المنطقة الكثير من المسلات لتجعلها من أغني المناطق المصرية التى تحتوى على عدد كبير من المسلات فيوجد20 مسلة حجرية تتميز بالضخامة وقد تم نقش عليها أسماء الملك رمسيس الثانى وألقابة والانتصارات التى حققها  منها المسلة الموجودة بمطار القاهرة الدولي هذا بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة للملك رمسيس. كما تحتوى منطقة صان الحجر على 4 أبار للمياة وقد شيدت هذه الآبار من الحجر الجيري الأبيض واتخذ البعض منها الشكل الدائرى والبعض الأخر الشكل المربع، وكل هذه الآبار كانت تستخدم  لحفظ المياة التى كانت تصل إلى داخل المعبد الكبير للإله آمون وهذه الآبار فريده ومميزه حيث أنه لا توجد تلك الأعداد بمنطقة أخرى في مصر.وقد ضم الجناح الشرقي بالدور العلوي بالمتحف المصري كنوز تانيس المشهورة والتى عثر عليها داخل إحدى المقابر عام 1939، مثل الأقنعة الجنائزية الذهبية والحلى والأوانى والتوابيت المصنوعة من الذهب والفضة على الرغم من أن الفضة في ذلك العصر أغلى وأثمن من الذهب لوجود صعوبات أثناء أستخراجها، وتضم أيضًا أغطية ذهبية لأصابع اليد والقدم، وتماثيل الأوشابتي من الفيانس وأواني كانوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى