أن تتربى كفنان فى كنف المسرح “أبو الفنون”، بالتأكيد سيكون لذلك مردود مختلف على مسيرتك الفنية عن أوليائك الفنانين ممن جذبتهم أضواء السينما بشكل كبير، وهو بالفعل ما يميز مسيرة الفنان مارك رايلانس الحاصل على جائزة البافتا أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم Bridge of Spiesبطولة النجم توم هانكس، وذلك بعد 10 سنوات عن فوزه بجائزة البافتا أفضل ممثل عن دوره فى فيلم The Government Inspector.
ربما تجد اسم مارك ليس لامعًا كغيره من الفنانين ممن جذبتهم السينما منذ البدايات ولكن مما لا شك فيه أنك أمام نجم كبير ومخضرم يتعامل مع التمثيل بروح الهواة ولكن بأداء المحترفين. منذ اللحظة الأولى بفيلم Bridge of Spies ترصد كاميرا المخرج المخضرم ستيفين سبيلبيرج، الفنان مارك رايلانس والذى يجسد دور الجاسوس السوفيتى رودولف آبل وهو يمارس هوايته فى الرسم بالزيت وتبدأ الأحداث سريعًا ليتم القبض عليه واتهامه بالتجسس على الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الاتحاد السوفيتى.
مارك رايلانس صاحب الأداء السهل الممتنع لم يجد صعوبة فى أن يتحول إلى الجاسوس رودولف آبل شكلاً ومضمونًا فمن يعرف شكل الجاسوس آبل من خلال كتب التاريخ سيجد أن مارك استطاع أن يتقمص دوره بكل تفاصيله، إلى جانب أن مارك أضاف للدور نكهة خاصة، تحديدًا عندما قدم دور الجاسوس غير المكترث بمصيره، يموت يعيش يعود لبلاده فهو أمر لا يفرق معه كثيرًا الأهم بالنسبة له هو الاحتفاظ بالمعلومات التى حصل عليها إيمانًا بدوره كجاسوس فى حماية بلده فيظهر بشخصية متزنة مؤمنة بعملها.
يكفى مارك رايلانس مؤخرًا شرف نيله جائزة البافتا فهو الوحيد الذى استطاع أن يقتنص تلك الجائزة من صناع الفيلم فرغم ترشيح العمل إلى 8 ترشيحات هى أفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد نالها مارك وأفضل مخرج ستيفين سبيلبيرج، وأفضل تصوير سينمائى جانيسز كامينسمى، وأفضل سيناريو اصلى ماثيو تشرمان، وأفضل مونتاج مايكل كان، وأفضل إنتاج فنى وأفضل موسيقى، إلا أن القائمين على الجائزة وجدوا أنه الأحق والأجدر بها. الفيلم بشكل عام يحمل العديد من عناصر التميز ويكفى وجود أسماء تشارك بالفيلم بحجم المخرج الكبير ستيفين سبيلبرج، والنجم توم هانكس، وسيناريو وحوار الأخوين إيثان كوين وجويل كوين، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الفيلم بالكامل ملحمة تغرد منفردة فى منطقة مختلفة بعيدًا عن سيل أفلام 2016 الذى لولا فيلمBridge of Spies لكان أفتقد الكثير من رونقه.