مص الإصبع الإبهام هي عادة طبيعية تماماً عند الأطفال الرُضع والصغار، ولكن في حين أن الكثيرين يتخلصون من هذه العادة، إلا أن البعض يعلقون بها لوقت طويل. وربما لم يسبق لك أن شاهدت شخصاً بالغاً يمص إصبعه في الأماكن العامة، خوفاً من التعرض للسخرية، إلا أن الخبراء يقولون إن هذه العادة منتشرة بشكل كبير وبنسبة 1 من كل 10 أشخاص بالغين!
يقول العلماء إن عادة مص الإصبع تبدأ عندما يكون الجنين داخل الرحم، وتعتبر عادة تبعث على الراحة لدى الطفل، وتساعد على الرضاعة الطبيعية بعد الولادة. وبعد الانتهاء من الرضاعة، يبقى مص الإصبع كوسيلة فعالة للتعامل مع القلق أو مجرد الاسترخاء تماماً في وقت النوم.
الكثير من البالغين يُمكن أن يُمارسوا هذه العادة بشكل دائم لو أمكنهم ذلك، ولكن الخوف من أحكام الآخرين وإساءة تقدريهم يمنعهم من ذلك، ويحملهم على محاولة السيطرة على أنفسهم في الأماكن العامة. ولكن بمجرد أن يكونوا في عزلة في المنزل أو السيارة، يلجؤون إلى مص الإصبع، كوسيلة للتعامل مع التوتر وضغوطات الحياة.
يقول هارفي ميلر من نيويورك والبالغ من العمر 65 عاماً، “أعتقد أن مص الإصبع يملأ الفراغ، وبالتأكيد يكمل الدائرة”. ويُذكر بأن ميلر اعتاد على مص إصبعه طوال حياته، عند مشاهدة التلفاز والقراءة والقيادة وقبل الذهاب إلى النوم. وهذه العادة تُمثل الراحة بالنسبة له، ولا يريد التوقف عنها على الإطلاق. وكل ما يُريده ميلر، هو أن يتقبل الناس هذه العادة بدلاً من رؤيتها على أنها مزحة أو مجرد تصرف غريب.
وأضاف ميلر “أود أن أتمكن من مص إبهامي في الأماكن العامة، لكنني لا أستطيع أن أمنع الآخرين من التحديق بي وإساءة الحكم على تصرفي هذا”. ويُعتبر ميلر ليس وحيداً في ممارسة هذه العادة، حيث يُقدّر العلماء أن هناك نحو 10% من البالغين يمصون أصابعهم بشكل منتظم، كما أنها مُنتشر لدى النساء أكثر من الرجال.