ما علاقة «حرب العراق» بالعمليات الإرهابية في إسبانيا؟.. إندبندنت تجيب
قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في مقال تحليلي، نشرته بعد أحداث العنف التي شهدتها مدينة برشلونة، إن السريةوالخداع وراء حرب العراق مرتبط بالإرهاب الإسلامي الذي يضرب إسبانيا. إذ أشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء إسبانيا في ذلك الوقت، خوسيه ماريا أزنار، قد ضلل بلاده بالقول إن مذبحة مدريد، التي راح ضحيتها 192 شخصا، كانتمن تنفيذ الجماعات الانفصالية في إقليم "الباسك"، وذلك بدلا من توجيه الاتهام لتنظيم "القاعدة".
ولفتت الصحيفة إلى أن أزنار قد أيد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الصراع الذي أصبح معترفا به الآن كحافز لتصاعد العمليات الإرهابية المستمرة حتى الآن.
واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الإرهابي على قطار الركاب في مدريد عام 2004، والذي أسفر عن مقتل 192 وإصابة1800، هو الأعنف في أوروبا في القرن الحالي.
كما ذكرت أن إسبانيا قد تجنبت عدد من الهجمات الإهابية المخطط لها، الأمر الذي أرجعه الكثيرين إلى خبرتها في مواجهة حركة "إيتا" الانفصالية في إقليم "الباسك".
الإحصائيات الأوروبية توضح أن إسبانيا تسجل ثاني أعلى نسبة اعتقالات للإرهابيين، بـ187 معتقلا، في حين تأتي فرنسا على رأس القائمة بـ424 معتقلا.
"الإندبندنت" ذكرت أنه كما هو الحال في بلدان أخرى، هناك أدلة متزايدة في إسبانيا على أن السجون أصبحت أرضا لتجنيد الجهاديين. ووفقا للتقارير الواردة من إسبانيا، فإن بعض الذين قاموا بتخطيط هجمات برشلونة لهم سجلات جنائية سابقة.
وفي دراسة قدمها باحثون في جامعة غرناطة، قال المسئولون في اتحاد السجون إن "العناصر التي تقوم بتجنيد الآخرين لا تتوقف عند اعتقالهم".
وكانت إسبانيا قد استقبلت، في خلال الـ8 أشهر الماضية، حوالي 9 آلاف لاجئ، أي ثلاثة أضعاف العدد في العام السابق، وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى تسعى حقا للحصول على حق اللجوء، إلا أن هناك إشارات، بأن داعش، عندما فقد قواعده في ليبيا، حاول تهريب المقاتلين لأوروبا، وذلك حسب مسؤولين نقلت عنهم "الاندبندنت".
وفى عام 2003 أرسلت حكومة أزنار قوة صغيرة للانضمام إلى الغزو الأمريكي البريطاني للعراقى. وبعد 12 عاما ادعي رئيس الحكومة الإسبانية أنه "من حيث الدعم الدولي لأهدافنا، فقد انتصرت إسبانيا".
"الإندبندنت" ذكرت أنه في عام 2005 خلصت لجنة تحقق برلمانية إسبانية في تفجيرات مدريد إلى أن حكومة أزنار قد "تلاعبت واستخدمت طرقا ملتوية لإلقاء اللوم على جماعات الباسك الانفصالية بدلا من تنظيم القاعدة".