في القرن الرابع عشر للميلاد بدأ المحامون في المحاكم البريطانية يرتدون الجلباب الطويل، وكان يتميز بأن له عدة ألوان كالقرمزي والأخضر والأحمر. ولكن في نهاية القرن السابع عشر للميلاد أصبح اللون الأسود هو اللون السائد والرئيسي في المحاكم بعد أن أعلنت بريطانيا الحداد على وفاة الملك تشارلز الثاني، وما زال هذا اللون سائداً في المحاكم إلى اليوم.
أما في القرن الثامن عشر فقد أضيفت الباروكة المجعدة إلى الزي القانوني في المحاكم؛ حيث اعتبرت أنها دلالة على الأناقة الثقافية.
وفي هذا الصدد يقول تشارلز يابلون، أستاذ في كلية كاردوزو للقانون: (إن الشعر المستعار والثوب الأسود الطويل يعتبران زياً رسمياً للقضاة في بريطانيا لسبب صغير وبسيط جداً، فقد بدأ الإنجليز بارتداء الشعر المستعار والجلباب؛ لأن كل من في المجتمع الراقي كانوا يرتدون الشعر المستعار في تلك الأيام. واستمروا محافظين على هذا التقليد؛ لأن أحدًا لم يأمرهم بالتوقف عنه!).
ويعتبر القضاة أن لهذا الزي هيبة كبيرة يفرضها داخل قاعة المحكمة وسلطة على المجرمين والخارجين عن القانون، كما أن له قدرة على تمويه القضاة والمحامين بحيث لا يتعرف عليهم المجرم إن رغب بالانتقام، ولذلك يجب الاستمرار في ارتدائه في قاعة المحكمة.
تصنع الباروكة من شعر الخيل، وهي غير مريحة وتسبب الشعور بالحكة والحر، والثوب الطويل كذلك. وعلى الرغم من ذلك، فإن سعر هذه الباروكات والأثواب مكلفٌ للغاية، وقد يصل إلى آلاف الجنيهات الإنجليزية.