مباحثات «أستانا 5» تنتهي دون توقيع أي وثائق.. والمعارضة ترفض دور إيران
انتهت مباحثات "أستانا 5"، دون توقيع أي وثائق أو اتفاق على أي شىء، وذلك بعد أن أُجلت مرتين قبل انعقادها يوم 3 يوليو الحالي.
وفي الوقت الذي أعلن فيه منظمو هذه المباحثات أن هذه الجولة لن تخرج بوثائق، لأن تركيا تريد توقيع سلة كاملة من الاتفاقيات، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الوسط ستيوارت جونز إنه لم يتم التطرق إلى دور الولايات المتحدة في مناطق خفض التوتر، خلال مفاوضات "أستانا-5"، مشيرا إلى أن واشنطن تلعب دور المراقب فقط.
وكانت موسكو قد أعطت انطباعا بأنها نجحت في توسيع صيغة "أستانا" بإشراك الولايات المتحدة والأردن.
وأعلنت وسائل الإعلام الروسية أن الأردن سيشارك بقوات في مناطق ما يسمى بـ "تخفيف التوتر"، إلا أن الحكومة الأردنية نفت ذلك نفيا قاطعا، وشددت على أنها مجرد مراقب فقط على سير مباحثات أستانا.
في نفس السياق، لم يتم التوافق على أي شيء في هذه الجولة التي كانت مخصصة لبحث آليات تحديد مناطق "تخفيف التوتر"، بينما روَّجت وسائل الإعلام الروسية أن هناك توافقات غير مكتملة على ترسيم خرائط منطقتين فقط وخلافات حول إدلب فيما تم سحب المنطقة الجنوبية من التداول.
وكان رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات أستانا ألكسندر لافرينتييف قد أعلن في وقت سابق، عن قرب الانتهاء من تعيين حدود عدد من مناطق تخفيف التوتر في سوريا رغم بعض الصعوبات. بل وذهب إلى أن روسيا ستنشر قوات شرطة عسكرية تابعة لها في المناطق الفاصلة.
وفي سياق متصل، أعلن أحمد بري رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة، المشاركة في مفاوضات "أستانا-5"، وأن المعارضة لن توقع على اتفاق "إذا كان الضامن الإيراني موجودا"، أو على "اتفاق لا يخدم مصلحة الثورة".
وقال "نحن أتينا إلى أستانا من أجل أهداف أساسية، أولا تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على استمراريته، وليس فقط تثبيته بشكل مؤقت، وثانيا هو بحث ملف المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم".
وكانت روسيا قد رفعت سقف التوقعات من هذه الجولة التي تنعقد قبيل انعقاد مباحثات جنيف حول سوريا بعدة أيام. وذهبت إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في ترسيم حدود مناطق ما يسمى بـ"تخفيف التوتر"، وبالذات المنطقة الجنوبية، وأن قوات تركية وروسية ستشارك أيضا في حفظ الأمن في بعض المناطق الشمالية في سوريا، إلا أن المباحثات لم تتطرق إلى أي من هذه البنود.
وطالبت إيران بعدم بحث المنطقة الجنوبية، بينما رفض ممثل نظام الأسد في مباحثات أستانا كافة المقترحات التي أعلنتها موسكو، مشددا ْعلى أن جولة أستانا الحالية ستبحث مناطق تخفيف التوتر حصرا ولا بنود أخرى على أجندة المباحثات.
ورأي مراقبون أن كثرة اللقاءات الثنائية في مباحثات أستانا تعكس عدم وجود اتصالات بين الوفود عموما، وبين وفود الدول التي تسمى بالدول الضامنة وهي روسيا وتركيا وإيران.
غير أنهم اعتبروا أن روسيا نجحت في شق صفوف المعارضة المسلحة، وإحكام قبضتها على الخلافات التركية – الإيرانية من جهة، والعداء بين نظام دمشق وتركيا من جهة أخرى، وتمكنت من الحفاظ على حالة من التوازن بين هذه الأطراف الثلاثة، تفاديا لانهيار صيغة أستانا التي لم تحقق أي تقدم خلال الجولات الثلاث الأخيرة.
وذهبت تقارير إلى أن تركيا تبحث عن وسائل للابتعاد عن صيغة أستانا أو المشاركة فيها كطرف ليس فاعلا، وذلك بنتيجة الضغوط الأمريكية – الأوروبية من جهة، وتردي علاقاتها بدول منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها دول الخليج ومصر من جهة أخرى، ومخاوف الرئيس رجب طيب أردوغان من إمكانية تكرار السيناريو القطري مع أنقرة ولكن على نطاق أوسع.