تحقيقات و تقاريرعاجل

محادثــات الســلام بين ممثلي ( الحكومة / المعارضة ) السورية في أستانة 

اليوم الأول للمحادثات (23) يناير :

انطلقت بالعاصمة الكازاخستانية ( أستانة ) محادثات السلام السورية بين ممثلي ( الحكومة / المعارضة ) السورية ، والتي استمرت لمدة يومين ، برعاية ( روسية – تركية – إيرانية ) ، ومشاركة ( الولايات المتحدة / الأمم المتحدة ) ، حيث يترأس ( وفد الحكومة السفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري / وفد المعارضة محمد علوش ) .. بينما يرأس ( وفد روسيا ممثل الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف / وفد تركيا نائب مستشار الخارجية سادات أونال / وفد إيران مساعد الخارجية للشئون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري / وفد الأمم المتحدة المبعوث الأممي لسوريا دي ميستورا ) ، بينما يمثل الولايات المتحدة سفيرها في العاصمة الكازاخية ” جورج كرول ” .. فيما يحضر المبعوث البريطاني لسوريا ” جاريث بايلي ” ممثلاً لبريطانيا بصفة مراقب غير رسمي .

تدور المباحثات حول تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا ، ووضع إطار عمل لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف ، لاستئناف المسار السياسي والتوصل لقواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب .

أفاد ( مصدر مقرب من الوفد الحكومي / المتحدث باسم المعارضة يحيى العريضي ) بانتهاء اليوم الأول من المحادثات ، دون إحراز تقدم واضح .. فيما أفاد مصدر قريب من المحادثات بأن اليوم الأول من المحادثات وفر ما يدعو للتفاؤل الحذر بإمكانية تحقيق تقدم ، وأضاف أنه من المتوقع أن تواصل الدول الراعية المحادثات والعمل على إعداد وثيقة مشتركة محتملة اليوم .

كانت وفود ( روسيا / تركيا / إيران ) قد أنهت – قبل انعقاد الجلسة الافتتاحية للاجتماع – مباحثات استمرت لـ (6) ساعات لوضع وثيقة نهائية تكون أساساً للتفاوض بين وفدي ( الحكومة / المعارضة ) ، وجاء في مسودة البيان الختامي أن ( روسيا / تركيا / إيران ) تخطط لإنشاء آلية ثلاثية للرقابة على وقف إطلاق النار ، ومن أجل الحيلولة دون وقوع أي استفزازات .. وأن الدول الـ (3) ترحب بتنصل فصائل المعارضة المسلحة من الإرهابيين ، وتخطط لمحاربة تنظيمي ( داعش / جبهة النصرة ) ، وتضمنت مسودة أيضاً دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة في محادثات جنيف المقبلة .

الجلسة الافتتاحية :

بدأت وقائع الجلسة الافتتاحية – في حضور الجميـع – بكلمـة لوزيـر الخارجيـة الكازاخستانـي ” خيرت عبد الرحمنوف “ ، حيث أكد أن التفاوض والحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية ، وأن هدف اللقاء هو رفع المعاناة عن السوريين .

أكد رئيس وفد النظام السوري ” بشار الجعفري “ أن الاجتماع يهدف لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة ، يتم خلالها الفصل بين المنظمات الموقعة على اتفاق الهدنة والراغبة بالتوجه لمصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة ، وبين تنظيمي ( داعش / جبهة النصرة ) والتنظيمات المرتبطة بهما من جهة أخرى .

أعلن رئيس وفد المعارضة ” محمد علوش “ أن المعارضة تسعى لوقف إطلاق النار وتجميد العمليات القتالية في كامل أنحاء البلد ، كما أنه اشترط تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254 ) للدفع بالانتقال السياسي .. وشدد ” علوش ” على أن العملية السياسية تبدأ برحيل ” بشار الأسد ” وإخراج القوات الأجنبية التابعة لإيران من عموم الأراضي السورية .. واعتبر ” علوش ” أن ميليشيات أجنبية وعلى رأسها حزب الله وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ، تساهم في استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن تنظيم ” داعش ” الذي اعتبرته إرهابياً  .. واستطرد قائلا إن المعارضة تريد تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن (2254 ) ليشكل ذلك ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسي المنشود في سوريا بحسب بيان جنيف 2012.. وسبق للمعارضة السورية أن أكدت أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق بخصوص هاتين المسألتين ، فإن هذا الأمر سيفسح الطريق لحل سياسي وفق بيان جنيف 2012 ، والذي ينص على انتقال سياسي كامل في سوريا .

أكد المبعوث الأممي لسوريا ” دي ميستورا ” أنه يأمل أن تؤدي تلك المحادثات لمفاوضات مباشرة تقودها الأمم المتحدة ، موضحاً أنه لا يمكن الوصول لحل دائم للصراع في سوريا عبر الوسائل العسكرية فقط ، ولكن من خلال عملية سياسية .

( تصريحات / لقاءات ) عقب انتهاء الجلسة :

هاجم رئيس وفد الحكومة السورية ” بشار الجعفري “  وفد فصائل المعارضة إلى الاجتماع عقب انتهاء الجلسة الأولى ، متهما إياه بـ ”  عدم الحرفية ” ، والافتقار لـ ” اللباقة الدبلوماسية ” .. وأشار ” الجعفري ” أن وفد المعارضة الذي وصفه بـ ” وفد الجماعات الإرهابية المسلحة ” خرج عن ” اللباقة الدبلوماسية ” ، واتهمه بالانفصال عن الواقع .. وأضاف لم نبدأ الاجتماع ، فقد أنهينا الاجتماع الصباحي ولم ندخل في صلب الاجتماع ، وننتظر إكمال أجندة الاجتماع غير الجاهزة .. وأشار ” الجعفري ” إلى ما وصفه بـ ” إسفاف في القول ( من جانب المعارضة ) وسوء سلوك في الأداء وتطاول على أهمية هذا الحدث الذي أعدت له روسيا وإيران والدولة المضيفة كازاخستان ، متجاهلا الحديث عن الدور التركي في تنظيم الاجتماع .. وأورد مثالا على ما قال إنه عدم حرفية الوفد المعارض  .. (  وفد الجماعات الإرهابية تطرق إلى الوضع في وادي بردى مدافعا عن جريمة جبهة النصرة في بلدة عين الفيجة ، وأشار إلى أن الجبهة لم تكن جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع نهاية ديسمبر الماضي وتابع” هذا يدل على سوء تفسير للاتفاقات التي وقعوا عليها ” .

هدد وفد المعارضة السورية المسلحة في تصريح صحفي بعد انتهاء الجلسة العامة الافتتاحية بمواصلة القتال في حال فشل التفاوض .. وأشار ممثلون عن الوفد إلى أنه من المستحيل إحراز أي تقدم في التسوية السياسية دون تثبيت وقف إطلاق النار .

أوضح المتحدث باسم وفد المعارضة ” يحيى العريضي “ أنهم ركزوا في المحادثات على ضرورة ( فتح ممرات إنسانية / تنفيذ وقف إطلاق النار / الإفراج عن المعتقلين ) ، وأشار إلى أن مباحثاتهم تجري مع وفد الأمم المتحدة وليس مع وفد النظام السوري ، وأكد أن الشعب السوري لم ينتخب ” الأسد ” ، وأنه لو كان ” الأسد ” قادر على مواجهتهم لما لجأ لروسيا لتعاونه والدفاع عنه .

أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص لسوريا ” ألكسندر لافرينتييف “  أن أطراف المفاوضات السورية في أستانا التزمت بنهج بناء خلال المفاوضات ، وأوضح أنه لم تتوفر إمكانية في استانا لتنظيم لقاءات مباشرة بين دمشق والمعارضة المسلحة ، وأشار إلى أن الحكومة السورية والمعارضة لم تدليا بتصريحات شديدة باتجاه بعضها البعض .. كما أكد أن روسيا عقدت في أستانا اجتماعا خاصا مع وفد الحكومة السورية ، وأن دمشق تبدي تفهمها الكامل بالوضع ، مشيراً إلى أن المبعوث الروسي إلى أن انطلاق المفاوضات في أستانا يعطي فرصة للأمل في سبيل تحقيق مستوى جديد جذري في العملية التفاوضية

فعاليات اليوم الثاني للمحادثات (24) يناير :

أعلن البيان الختامي لمفاوضات أستانة بشأن الأزمة السورية  عن آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار ، المفترض سريانه في سوريا منذ ديسمبر الماضي .. وأكد البيان الذي أصدرته ( تركيا / روسيا / إيران ) ، وتلاه وزير خارجية كازاخستان ” خيرات عبد الرحمنوف “ ، على ضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال الأراضي السورية ، داعيا لإطلاق مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف .. وأشار البيان إلى دعمه لمشاركة الحكومة السورية والمعارضة في المفاوضات ، مقترحا موعد (8) فبراير المقبل لها ، مشددا على أنه لا حل عسكريا للأزمة .. وأضاف عبد الرحمنوف ” ( نؤمن أن منصة جنيف هي الأمثل للمحادثات السورية وأستانة تساهم في نجاحها ) .. وتابع: ( الأطراف كافة تتعهد بمحاربة داعش وجبهة النصرة وفصلهما عن باقي الفصائل الأخرى ، مشيرا إلى مفاوضات سورية سورية انطلاقا من منصة أستانة تتضمن قضايا أمنية في جنيف ) .. وأكد البيان في هذا السياق على ضرورة ضمان فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين في سوريا . 

في المقابل أعلن رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانا ” محمد علوش “ في مؤتمر عقده عقب البيان الختامي للمفاوضات أن روسيا انتقلت من طرف داعم للحكومة السورية إلى طرف ضامن يحاول تذليل العقبات .. وأشار إلى أن موقف روسيا بشأن سوريا تغير فهي أصبحت بلد ضامن للتسوية.. تكلمنا مع الجانب الروسي بشأن إخراج المعتقلات من السجون في سوريا وقالوا سيتم الإفراج عنهن جميعا .

الجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر ومستشار وفد المعارضة المشارك في مفاوضات أستانا  ” أسامة أبو زيد ” أكد قبل صدور البيان الختامي أن أطراف الاجتماع في العاصمة الكازاخستانية لم تبحث المسائل السياسية .. وأشار إلى أن وفد الفصائل السورية المسلحة المشارك في المفاوضات بحث مع الجانبين الروسي والتركي ، وكذلك المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ” دي ميستورا ” الخروقات المستمرة لنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا ، وأكد أن وفد المعارضة لم يتلق رسميا أي مسودة من البيان الختامي للاجتماع ، مشددا على رفضه التعليق عليها .. وأعلن ” أبو زيد ” بهذا الصدد أن وفد المعارضة يعمل حاليا على صياغة بيان منفصل ، مشيرا إلى أن البيان الختامي لاجتماع أستانا الذي تعده روسيا وتركيا وإيران يتعلق فقط بهذه الدول .. وشدد أبو زيد على أن وفد المعارضة لن يوقع على البيان الختامي ، لافتا إلى أنها أعد مسودة بيانه .. وأعرب عن استعداد وفد الفصائل السورية المسلحة للاستمرار بالمشاركة في المفاوضات حال تمديدها من قبل الدول الضامنة .. موضحاً أن مشاركة المعارضة المسلحة في مفاوضات جنيف تعتمد على نتائج الاجتماع في أستانا .. واعتبر “أسامة أبو زيد ” أن العقبة الرئيسية أمام نجاح مفاوضات أستانا هي استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار في سوريا، متهما الحكومة بأنها تهدد السكان بالتهجير القصري .

 تصريحات على هامش فعاليات اليوم الثاني  :

 صرح عضو وفد الفصائل المسلحة السورية إلى مفاوضات أستانا ” نصر الحريري “ أن المعارضة تلمس موقفا إيجابيا من قبل روسيا ، مشيرا إلى أن المعارضة تسعى إلى استثمار ذلك الجو الإيجابي .. وأضاف ” الحريري ” أن العلاقة بين روسيا وسوريا ليست جديدة ، مشيرا إلى أن وفد المعارضة يحاول أن يستثمر ويعيد هذه العلاقة إلى طبيعتها .. وأضاف قائلاً ( قبل أشهر لم يكن أحد من المعارضة السورية يقبل أن يجلس مع الروس ، لأن الروس ساعدوا النظام ، لكن الآن روسيا تحاول أن تضغط على النظام لوقف العمليات العسكرية ) .

رد رئيس وفد المعارضة المسلحة ” محمد علوش “ على هجوم شنه رئيس وفد الحكومة إلى مفاوضات أستانا ” بشار الجعفري ”  قائلاً إن المعارضة من أبناء الشعب السوري الذي هو أبقى من النظام ورئيسه .

أبرز ردود الفعل حول المحادثات :

 أعلن وزير الخارجية الروسي ” سيرجي لافروف “ خلال مؤتمر صحفي في موسكو يوم (23) يناير أنه كانت هناك محاولات لاستبدال وفد المعارضة السورية المسلحة في أستانا بوفد للمعارضة السياسية السورية من المغتربين .. وأكد ” لافروف” قائلاُ  ( نحن لا نحاول طرد واستبعاد المعارضة السياسية من العملية ، وكنا ننطلق من أن أستانا مخصصة بالذات لتنظيم وصياغة الاتفاقات حول المشاركة الكاملة في هذه العملية من جانب المعارضة المسلحة أيضا .. هذا هو الأهم حاليا .. والجولات اللاحقة في المفاوضات السورية المشتركة بما في ذلك تلك التي ستعقد في جنيف ، ستخصص للمفاوضات بين الحكومة مع كل المجموعات المعارضة بدون استثناء بما في ذلك مجموعة الرياض ، ومجموعة موسكو ، ومجموعة القاهرة ، وغيرها .. ولكن خلال ذلك ستنضم إلى هذه المجموعات وفود الجماعات المعارضة المسلحة وهو ما سيجعل الحديث موضوعيا وواعدا أكثر ويشمل كل السوريين ) .

أكدت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أنها لن تكون ملزمة بأي قرار يخرج عن المحادثات نظراً لعدم مشاركتها .

بحث وزير الخارجية الروسي ” سيرجي لافروف “ يوم (24) يناير هاتفياً مع نظيره التركي ” مولود جاويش أوغلو ”  سير المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانا .. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية  أن كلا الجانبين شددا على ضرورة إقامة اتصالات مباشرة بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة المسلحة لتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية وترتيب الحوار السوري السوري كوسيلة وحيدة للتوصل إلى السلام في الجمهورية العربية السورية .

 

زر الذهاب إلى الأعلى