قال محمد دحلان، القيادى الفلسطينى وعضو المجلس التشريعى، إن الاحتلال الإسرائيلى سبب اضطراب الأوضاع فى فلسطين، موضحًا أنه لا يجب تعليق كل كوارثنا على الإحتلال، والقيادة عليها صنع فرصة للنصر، والشعب الفلسطينى أعطى لقيادته انتفاضات، وتفويضًا للسلام.
وقال دحلان إن “حركة حماس استمعت لرؤية مصر، وأصبحت مساندة لهم، وقطاع غزة لم يصبح عبئًا على مصر بعد التعاون بين الطرفين، وأن “مصر تقدم أثمانًا سياسية بسبب علاقتها مع حماس، ومصر تقوم بواجبها على أرض غزة، وتحاول إعادة معبر رفح بما يليق بالشعب الفلسطينى، وأن مصر أدرى بمصالحها الاستراتيجية، وهم يعملون كل ما فى جهدهم من أجل الشعب الفلسطينى، ونحن ندرك المخاوف الأمنية لمصر ونقدرها، والرئيس عبد الفتاح السيسى شخص عظيم، واستطاع برفقة الجيش المصرى والشرطة العمل على تطهير سيناء من الإرهاب، ومصر تعود قوية ومنيعة وحاملة لراية العمل الوطنى العربى، وكلما كانت مصر قوية، سيستطيع شعب فلسطين الحصول على حقوقه، والجيش المصرى يقوم بجهد عظيم فى سيناء لمحاربة الإرهاب، وأقول لسكان قطاع غزة، أن معبر رفح كان يهدده داعش، وعلينا تفهم أمر إغلاقه”.
أضاف فى حوار لبرنامج «رأى عام» على قناة «TEN»، مع عمرو عبدالحميد، أن الشعب الفلسطينى قام بواجبه، وجاهز ليعطى قيادته أكثر ليمكنه من ترجمة السلوك الفلسطينى إلى موقف سياسى، موضحًا أن “القيادة الفلسطينية لم تحول تضحيات الشعب الفلسطينى إلى إنجازات”.
وطالب دحلان القيادة والمسؤولين الفلسطينين بأن يعترفوا بإخفاقهم، موضحًا أنه على الجميع أن يكون لديه الجرأة للاعتراف، وأن القيادة الفلسطينية ليست قدر على الشعب، مضيفا أن الشعب الفلسطينى أعطى بلا حدود، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية عبء إضافى على الشعب.
وأكد دحلان أن “الشعب الفلسطينى فى غزة يعاقب من الاحتلال ومن حماس ومن السلطة الفلسطينية”، مؤكدًا أن “الوضع السياسى فى فلسطينى كارثى”، موضحا أن “الولايات المتحدة وإسرائيل يتبنيان أفكار نتنياهو، والوضع الحالى جعل شخص مثل ترامب يعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ولكن الشعب الفلسطينى لديه مقدرات للنهوض من جديد”.
وتابع دحلان “الشعب الفلسطينى احتمل كل الأوضاع الصعبة، ولكن المستقبل سيكون أكثر أملًا وقوة، وحركة حماس أخطأت بالانقلاب على السلطة، ولكن المسؤولية الأخلاقية للرئيس أبو مازن هى ألا يكايد فى الأخطاء الماضية، وعليه العمل لما هو قادم، خاصة أن شعبنا الفلسطينى فى سوريا شرد وهرب، ومخيمات لبنان تعانى من أوضاع كارثية”.
وأوضح أن “أبو مازن مفترض أن يكون كبيرًا، ويفتح مسافات لكل الناس، خاصة فى ظل ما تعانيه القضية الفلسطينية من كوارث”، مؤكدًا أن “من يعطل الوحدة بين غزة والضفة الغربية عليه المحاكمة شعبيًا، مضيفا أن مصر هى رمانة الميزان الآن بين حماس وأبو مازن من أجل المصالحة”، موضحًا أن “حركة فتح هى أكثر من يؤمن بالوحدة الوطنية”.
وأكد دحلان “النار تأكل فى أبنائنا بغزة والقدس، والشرطة الإسرائيلية تعتقل الشعب فى رام الله كأنه لا يوجد أى رئيس أو حكومة، و التنسيق الأمنى لا داعى له، ولا نجنى منه أى أرباح”، مؤكدًا أن الأولوية القصوى لنا هى الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن قطاع غزة هو أبو الوطنية الفلسطينية”.
وتابع دحلان “أبو مازن والإحتلال الإسرائيلى منعا إيصال المساعدات للضفة الغربية وقطاع غزة، والخلاف بين فتح وحماس سبب فى ضياع الشعب الفلسطينى بينهم”، مؤكدًا أنه “يجب أن تكون لفلسطين قيادة موحدة، والواقع المأساوى الراهن للشعب الفلسطينى، وخاصة فى القدس وغزة ليس بمستطاع فرد واحد، أو حتى تنظيم واحد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلقد تعمقت الأزمة وتخطت حدود الأفراد والتنظيمات، وتخطت حدود كل الصفقات الافتراضية، الثنائية منها أو الثلاثية والرباعية، وليس هناك من سبيل لدحر التجويع والتسليم إلا من خلال برنامج وقيادة إنقاذ وطنى يشارك فيه الجميع دون إقصاء أو استثناء”.
وأوضح دحلان “مصر لها جزيل الشكر لتحملها القيادات الفلسطينية”، مؤكدًا أن “مصر تريد وحدة الشعب الفلسطينى تحت قيادة واحدة، وأبو مازن يريد من حماس تسليم سلاحها، فمن الأولى لها تسليمه لإسرائيل، وتعقد حماس صفقة مع الاحتلال ويكون أبو مازن ليس لها أى سلطة على الواقع”، مؤكدًا أن أبو مازن عليه الامتناع عن هذا الطلب ، والسلطة الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات كان تتفهم مع كل الحركات المسلحة، وكان هناك اجتماع بين القيادات ومنهم حماس من أجل تشكيل جيش وطنى موحد، ولكن مات قائد حماس بعدها بأسبوع الشهيد عبد العزيز الرنتيسي”.
وتابع دحلان “الشعب الفلسطينى مع إعادة بناء النظام السياسى للسلطة، وأبو مازن وسلطته يحاصرون غزة وأهلها، وحركة حماس أبدت مرونة للمصالحة، والنظام السياسى فى فلسطين يجب أن يقوم على الشراكة الواحدة”، مؤكدًا أن “الخلافات بين الحركات يدفعها المواطن الفلسطينى البسيط، وعار علينا أن يموت شعبنا جوعًا بسبب أفعال سلطة أبو مازن”، وشدد على أنه “ليس أمامنا سوى الضغط والحراك المكثف لإجبار سلطة رام الله عن التوقف فورا عن سرقة غزة وأهلها باسم الشرعية الزائفة والمتهالكة، فمن يطالب إسرائيل وأمريكا بإنصاف غزة، عليه هو أن يرفع ظلمه الفادح عنها أولا، وليس أدل على الظلم أكثر وضوحا وعدوانية من أرقام ومعطيات الموازنة العامة للسنة المالية القادمة لحكومة العار فى رام الله، وتلك فضيحة كبرى تستوجب وقفة جدية من المتخصصين، وخاصة من الأخوة أعضاء المجلس التشريعى صاحب السلطة الحصرى فى إقرار أو رفض الموازنة ودحر ألاعيب اللصوص والمرتزقة.
وأضاف دحلان أنه لم يستطع أحد أن يملأ مكان الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأن غزة تقدم التضحيات، ولن ينطفئ نورها حتى تسترجع حقوقها”، مؤكدًا أنه يجب تشكيل نظام سياسى برئاسة أبو مازن، وأعلن مرارًا وتكرارًا عن مواقفه من كل القضايا والملفات الوطنية والحياتية، بما فى ذلك شؤون الحكم والإدارة، ووضع جميع إمكانياته وعلاقاته كجندى فلسطينى بتصرف من يملك الإرادة والرؤية للخروج بالشعب من هذا المأزق والمنزلق الخطير الذى أوصلتنا إليه مجموعة التنسيق الأمنى والفساد المتسلطة”، بحسب وصفه.
وطالب بتشكيل قيادة إنقاذ وطنى يشارك فيه الجميع دون إقصاء أو استثناء”، مؤكدًا أن تحقق مثل ذلك الرجاء المنشود فسيجدنى الجميع جنديا لا يأبه بموقع، ولا يبحث عن منصب، بل عن دور يؤدى فيه قسطه أو أكثر من معركة الإنقاذ الوطني، وأن أبو مازن هو المستفيد من الانقسام الفلسطينى الحالي، ولا أسعى لرئاسة السلطة الفلسطينية، وأنا لا أمثل تهديدًا لأبو مازن، والوضع الفلسطينى الحالى غير مناسب للانتخابات، وأن أبو مازن عليه جمع القيادة الفلسطينية على مشروع وطنى موحد”.
وأشار دحلان إلى أن “إذا أراد أبو مازن حل الأزمة الفلسطينية عليه الذهاب إلى غزة، الشعب الفلسطينى سيأكل أى أحد يحاول تفتيته، وأبو مازن عليه التقدم فى خطوة التوحيد وسيجد الشعب ورائه، وسيحترم ترامب ونتنياهو، ولا يجب أن تستمر المناكفة بين أبو مازن وحماس، وغيرهم من الحركات”، مؤكدًا أنه “لا يوجد أحد يجب بجانب سكان قطاع غزة فالسلطة قطعت الرواتب، وحماس تجمع الرسوم”.