كشفت تقارير إعلامية أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، اتخذ قرارا بالانسحاب الكامل من الحرب في اليمن، في ضوء التغييرات التي شهدتها الساحة السياسة الإقليمية والعالمية مؤخرا.
وكشفت مصادر موثوقة بشرق أوروبا، لموقع «الوطن العربي»، كل التفاصيل الخاصة بأروقة اتخاذ هذا القرار، داخل صناع السياسة الإيرانية، مؤكدة أن القرار جاء من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، بالاتفاق مع الحرس الثوري، وهذا يعني في مجمله أن تسحب إيران يدها من الحرب في اليمن، وأن تتخلى عن إمداد الحوثيين بأي أسلحة أو تقديم مساعدات عينية أو لوجستية.
وأضاف المصدر: القرار الإيراني بالانسحاب من الحرب في اليمن، جاء بسبب رؤيتها لحقيقة الوضع على أرض الواقع، حيث تلمس بوضوح الإصرار «السعودي- الإماراتي- العربي» على اتخاذ موقف حازم من الحوثيين، وتصميم دول التحالف العربي على ألا تخرج من الحرب إلا وهي منتصرة، مهما طالت مدة الحرب، أو كانت التضحيات من أجلها.
وتابع المصادر: «إن إيران تحاول جاهدة الخروج من دائرة العقوبات، التي يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على لفها حول عنق الإيرانيين».
وأردفت المصادر: إن اتخاذ قرار الانسحاب، يرجع إلى أن تكاليف الحرب على اليمن، قد بدأت تتزايد خلال الفترة الأخيرة، دون تحقيق نتائج ملموسة، تقنع الشعب الإيراني بجدوى تورط إيران في مثل هذه الحرب، لدرجة أنهم وصلوا لقناعة مؤكدة بصعوبة تغيير الوضع في اليمن، مثلما تغير الوضع في العراق وإيران وسوريا».
الجدير بالذكر أن الهجوم على الفرقاطة السعودية، كان له دور أساسي في اتخاذ قرار الانسحاب، وخاصة بعدما كشفت مصادر مطلعة أن المستهدف من هذا الهجوم هو الفرقاطة الأمريكية، ولكن تم إصابة الفرقاطة السعودية بطريق الخطأ، مما زاد من التوتر والضغوط على إيران، تحسبا لوقوع رد أمريكي محتمل.
وأرجعت المصادر الانسحاب إلى أن الحليف الروسي لإيران، يحتاج للدور العربي؛ لوضع حلول لمشكلات المنطقة، كما أن روسيا لها علاقات جيدة مع جنوب اليمن، ولا تريد أن تخسرها؛ لذلك تضغط على إيران لكي تنسحب من الحرب على اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن جزءا أساسيا من قرار الانسحاب الإيراني، هو الحزم السعودي والإماراتي، الذي أجبر القوى الكبرى على أن تدفع إيران لاتخاذ هذا القرار.
وعلمت «الوطن العربي» من مصادر موثوقة أيضا، أن السعودية لن تقصي الحوثيين من المشاركة في الحكم، وأن هذه الخطوة ربما تكون بداية لتسوية بين القوى الإقليمية، مثلما حدث في الملف اللبناني.