أخبار السيارات

مصريات في محطات الوقود

دأبت المرأة المصرية منذ مطلع القرن العشرين في البحث عن حقوقها الشخصية، بداية من حقها في التعليم ومرورًا باختيار شريك الحياة وانتهاءًا بحق المشاركة في الحياة السياسية واقتحام مجالات عمل مختلفة دون قيد أو شرط.

 

ولم يكن طريق الحصول على هذه الحقوق بالشأن اليسير طبعًا، فعلى مدار أكثر من مائة عام واجهت المرأة المصرية الكثير من الإخفاقات والفشل، إلا أن ذلك لم يصبها إلا بالإصرار والتحدي حتى وصل الحال بحفيدات المناضلات الأوائل للتمتع بقدر كبير من الحرية والمساواة.

 

ورغم ذلك إلا أن هناك بعض مجالات العمل التي ظلت عصية على المرأة المصرية، ولم تستطع رغم المحاولات المضنية من إقحام نفسها فيها ومزاحمة الرجال في تقلدها، وهذه المجالات على الأغلب التي ترتبط بالقدرة على التحمل والاحتكاك المباشر برجل الشارع العادي.

 

ولكن يبدوا أن هذا الجدار العازل بين هذه المهن والراغبات في الالتحاق بها قد بدأ في التصدق رويدًا رويدًا، والصدع الأول في الجدار أحدثه بعض فتيات قررن العمل كعاملات في إحدى محطات الوقود، وهو مشهد غير معتاد في مصر بشكل خاص والدول العربية بشكل عام باستثناء تجربة لبنانية ذا خلفية سياسية.

 

ففي رصد تلفزيوني ألقت قناة (العربية) الإخبارية الضوء على هذه التجربة التي بدأت في تطبيقها بالفعل إحدى محطات الوقود بمنطقة المعادي بالعاصمة المصرية القاهرة، والتي يبدوا أنها قد آتت أكلها ولاقت استحسان عملاء المحطة والعاملات في آن واحد.

 

وعن مدى جدوى التجربة وصعوبتها قالت أبرار محمد وهي إحدى العاملات بالمحطة إن الفكرة جديدة بالنسبة للمجتمع المصري بعكس المجتمعات الغربية، وهو الأمر الذي سرب المخاوف إلى قلوبنا في بداية الأمر، والقلق من نظرة المجتمع لنا.

 

وأردفت أبرار قائلة إنها وزميلاتها بعد الانتهاء من فترة التدريب على العمل وبدء الاحتكاك المباشر بالجمهور اكتشفن أن الأمر لم يكن بالصعوبة المتوقعة بل على العكس، حيث وجدن الكثير من الدعم والتشجيع.

 

من جانبه قال محمد إبراهيم مدير المحطة إن نظرة المجتمع لعمل المرأة في مثل هذه المجالات دفع الإدارة إلى اتخاذ بعض الاحتياطات والمحاذير، إضافة إلى ضرورة التأكد من موافقة عائلات الموظفات الجدد على عمل بناتهن.

 

وأضاف إبراهيم أن القدرة على التعامل مع العملاء وحب المهمة من الشروط التي يجب توافرها في أي مطالبة بالالتحاق بهذا العمل، حيث أشار أن العشرات من الراغبات في العمل تقدمن للالتحاق بهذه الوظائف إلا أن القليلات هن اللائي انطبقت عليهن الشروط.

زر الذهاب إلى الأعلى