قال الدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن مشاعره حول حفل افتتاح طريق الكباش، إحساس لا يوصف، مضيفا: “أنا هنا رجعت لمكاني، الأقصر اشتغلت فيها 25 سنة”.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج “كلمة أخيرة”، على فضائية “ON”، مع الإعلامية لميس الحديدى، في حلقة خاصة من محافظة الأقصر بمناسبة احتفال افتتاح طريق الكباش، أن هناك سعادة غير عادية من أهالى الأقصر.
وأشار إلى أن المرممين المصريين الرائعين اعتلوا السقالات لارتفاع 20 مترا وأزالوا الاتساخات وعوامل التعرية وفضلات الطيور في فترة 4 شهور، وظهرت نقوشا وألوانا كانت غير ظاهرة لمدة ألف عام، بالإضافة إلى الحفائر المستمرة.
وتابع: “في مفاجأة جميلة، بنعمل حفائر عند بوابة بطليموس 3، وبعد عدة أمتار ما بين كبشين، وأثناء عمل الأثريين، ظهرت بداية سلالم من الناحية الشرقية تسير من ناحية الكباش ثم بداية بئر مردوم، وبعد رفع الرديم، نعتقد أنه البئر الذى كان يستخدمه المصرى القديم لسقى الزهور في الأحواض بين الكباش في الطريق كله من معابد الكرنك لمعبد الأقصر”.
وذكر أن هناك مفاجآت، منها معاصر النبيذ موجودة على امتداد الطريق، وبدءا من الغد يستطيع الزائر يتجول بحرية كاملة في الطريق الممتد من معبد الأقصر لمعبد الكرنك ويرى أعمال الترميم والحفائر وهى تعمل، مردفا: “الحمد لله الكشف تم بأيادٍ مصرية خالصة، حتى منذ عام 1949م”.
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى “طريق الكباش”، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد “الأوبت”، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة “الأقصر حاليا” طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز “طريق الكباش” يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.