نشر معهد “جيتستون” الأمريكي تقريرًا مطولًا تحدث فيه عن التحالف القطري مع إيران وأضراره على الدول الخليجية والعربية، فقال “إن الدعم الإيراني المستمر للمنظمات الإرهابية التابعة لحزب الله والذي يأتي من خلال المساعدات المالية والسياسية، بالإضافة للأسلحة والتدريب التكتيكي يؤثر على العديد من الدول الخليجية والعربية”.
وجاء في التقرير أن دبلوماسيين غربيين ومحللين لبنانيين أكدوا أن الدعم المالي الإيراني لحزب الله يبلغ في المتوسط نحو 100 مليون دولار كل عام، وفي بعض الأحيان تصل المبالغ ما يقرب من ربع مليار دولار.
وأكد المعهد الأمريكي أن كل هذه الأنشطة تشكل تهديدا مباشرا للمصالح الأمنية الأمريكية، وتسهم في إطالة أمد الصراعات في الشرق الأوسط، وتشكل تهديدا للحلفاء الرئيسيين في المنطقة.
واقترح تيد بود عضو اللجنة الفرعية المعنية بالإرهاب والتمويل غير المشروع بالكونجرس بتوسيع انتشار القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة كبديل للقواعد الجوية التي تستخدمها الولايات المتحدة في قطر وتركيا، إذا قبلت الإمارات بهذه الفكرة.
وتابع أنه إذا استطاعت قطر أن تتحدى سياسة الولايات المتحدة أو تقوضها في حين أنها لا تزال تحظى بفوائد صداقة أمريكا، فإن العديد من الدول الأخرى قد تحذو حذو قطر.
وقال معهد “جيتستون” الأمريكي إن الولايات المتحدة الأمريكية تمر في هذه الأيام، بمشاكل مع حلفائها أكثر من أعدائها، مؤكدا أن هناك حالة غريبة تشهدها العلاقات بين أمريكا وتركيا وقطر، الحليفان الأمريكيان المفترضان حيث تستضيف هاتان الدولتان القواعد الجوية الأمريكية الأساسية وفي الوقت نفسه يدعمان الجماعات الإرهابية، ويتعاونان بشكل متزايد مع إيران، عدو المنطقة وأمريكا.
وأشار المعهد إلى توتر العلاقات الأمريكية مع تركيا قائلا إن القصة بدأت باعتقال أنقرة القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي عاش في تركيا لمدة 23 عامًا دون وقوع حوادث، وفي 7 أكتوبر 2016، تم خطف برونسون وزوجته نورين بزعم تخطيطهما للانقلاب الفاشل وتم الإفراج عن نورين بعد احتجازها لمدة 13 يومًا دون تقديم أي تهم وظل أندرو برونسون رهن الاحتجاز منذ عام 2016.
وكشفت تركيا عن نواياها الحقيقية عندما عرضت تبادل برونسون مع فتح الله جولن، وهو رجل دين إسلامي تركي يعيش في بنسلفانيا وتعتقد الحكومة التركية إن جولن ومنظمته وراء محاولة الانقلاب الفاشل ضد الحكومة التركية في يوليو 2016.
لتقوم أمريكا بتوقيع عقوبات على تركيا لتسجل العملة التركية انخفاضًا بنسبة 40٪ مقابل الدولار الأمريكي هذا العام كما تباطأ الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا بشكل كبير ومع ذلك، بقيت حكومتها على الطريق ورفضت إطلاق سراح برونسون، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أتباعه إلى مقاطعة أجهزة iPhones وغيرها من المنتجات الأمريكية الشهيرة.
يذكر أن تركيا حليف في الناتو للولايات المتحدة وثاني أكبر مساهم في القوات في هذا التحالف الحيوي كما أنها موطن للقواعد الجوية الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك إنجيرليك، وهو مجمع ضخم بالقرب من أضنة يضم حوالي 5000 طيار أمريكي.
وتابع المعهد الأمريكي أنه مع تشديد العقوبات الأمريكية، تدخلت قطر في الأزمة بين أمريكا وتركيا، حيث تعهد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي خلال زيارته الأخيرة وأعلن بوضوح أن الهدف من الاستثمار هو تقويض قوة العقوبات الأمريكية.