مفارقه : المقاومة / الجهاد / الصهيونية
بقلم استاذ : محسن يوسف
مفارقه أثارت إنتباهى مؤخرآ جعلتنى أفكر تحديدآ فى الفارق بين المقاومة والجهاد .. واستلفت نظرى نقطتان .
أسقطتهما على الحالة الفلسطينية تحديدآ لتكون مدخل إيضاح المفارقه التى بين فكر المقاومة وفكر الجهاد الذى برز مع ظهور تيار الإسلام السياسى والفكر الصهيونى .
فأول تلك النقاط كان النشاط الملحوظ والتقدير الدولى الذى كان لدور المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد المحتل الإسرائيلى فى الداخل والخارج والقيام بأعمال فدائية ردآ على الأعمال العدائية التى تمارسها إسرائيل مع الوضع فى الأعتبار أن الفدائيين الفلسطينين متعددى التوجهات والإيدلوجيات السياسية فمنهم التقدميين والأشتراكيين بل والشيوعييين بل وإسلاميين أيضآ .
ولكن شيطنة العمل الفدائى الفلسطينى أدخله فى دائرة الأتهام بالإرهاب وساهمت فى هذا أصوات دولية وإقليمية إلى جانب عامل مساعد خطير تمثل فى موجه من الإشارات الفنية فى أفلام السينما الأمريكية وكان العامل المساعد الأخطر هو ظهور مايسمى بالجهاد الإسلامى والذى تمخض عن كيان حماس وهذا الظهور أفقد العمل الفدائى للمقاومة الفلسطينية تعددها الفكرى وأصبح الأتجاه الفكرى إحادى فقط يستقى آدبيات تيار الإسلام السياسى .
ولكن الملاحظ أن المقاومة تراجع دورها وتم محو وصف العمل الفدائى بالعمل الجهادى ثم شرعنة الأنتحار بوصفه إستشهادآ وبهذا كان المبرر للعالم لإتهام الإسلام بالإرهاب قد قدمته له حماس على طبق من ذهب ليبرز دور السينما الإمريكية مرة أخرى فى تأكيد الصورة الذهنية وخلق وعى جمعى من خلال صورة الإرهابى الملتحى المسلم .
ومع الوقت تراجع أيضآ العمل الجهادى حتى توقف ضد إسرائيل وتوجه لمجتمعات مثلت بؤر صراعات داخلية ملتهبة وأفسحت المجال للاعبين دوليين كبار لتنفيذ مخططاتهم بشأن مستقبل المنطقة العربية والشرق الأوسط .
وهنا أترككم مع المفارقه التى شغلت تفكيرى وأدعكم تقيمون حجمها ومدلولها دون إبدأ رأى شخصى منى .
( تفضل إسرائيل الإسقاطات التاريخية دوماً وتوظيف المعتقدات اليهودية فتطلق أسماء توراتية على عملياتها الحربية وكبرى مشاريعها العسكرية وهكذا يفعل تيار الإسلام السياسى بدءآ من الإخوان وإنتهاء بالقاعدة وداعش ) فترى هل مفارقة ربط إستخدامهم لنفس النهج الصهيونى فى مسميات الأعمال العدائية مفارقة تستحق أن نتوقف عندها .
مبادرة من الحدث الآن للتفاعل مع قرائها وحرصا على تسليط الضوء على رأي وشكوى المواطن المصري بأقصى قدر ممكن وإيمانا منا بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ بالاعتراف بوجود المشكلة . إذا كانت لديك أي مواد صحفية تود نشرها سواء كانت (شكاوى / اقتراحات / آراء / تغطية حدث) موثقة بالصور والفيديو ( والمستندات إذا تطلب الأمر ) لنشرها بالموقع الرسمي والحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تنشر باسماء القراء , وذلك عبر الرسائل الخاصة على الفيسبوك .