السياسة والشارع المصريعاجل

مفتى جبل لبنان: مصر قدمت خيرة شبابها شهداء فى حربها ضد الإرهاب

أكد مفتى “جبل لبنان” الشيخ محمد على الجوزو أن مصر قدمت خيرة شبابها من الجيش والشرطة شهداء فى حربها ضد الإرهاب واصفا دور مصر فى العالم العربى بالتاريخى الرائد، وداعيا إلى ضرورة الاستفادة من الطاقات العلمية والثقافية فى مصر لكى تستطيع القيام بهذا الدور.

وقال الجوزو- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط ببيروت اليوم الأربعاء، أن “مصر قدمت ومازالت تقدم الشهداء كل يوم من خيرة شبابها من الجيش والشرطة فى مواجهتهم لتلك المجموعات الإرهابية من “داعش” و”أنصار بيت المقدس”.

مؤكدا أن الإرهاب حرب تعم العالم العربى وتهدد وجوده وكيانه وخطر يهدد حضارة الأمة الاسلامية قاطبة ويجب مواجهته مواجهة شديدة.

وأضاف “الشعب المصرى، الذى يواجه هذه الحرب، يحب الحياة والناس وتقوم علاقاته مع أشقائه العرب على المودة والاخاء ويعالج مشكلاته بالنكتة اللطيفة الساخرة التى تعبر عن فلسفة عميقة فى مواجهة الشدائد”. مشيرا إلى أن هذا الشعب العريق الذى تمتد حضارته إلى ما قبل التاريخ كان ولا يزال يضع بصماته العلمية والابداعية حتى اليوم.

وفيما يتعلق بدور الأزهر فى مواجهة الحرب على الارهاب، قال الجوزو أن الأزهر الشريف يعد منبرا للوسطية من أجل التصدى لما يحدث فى العالم العربى من ارهاب وجريمة منظمة وغيرها من أمور سلبية فى اطار توجيه دينى يتسم بالتسامح والوسطية شعارا وممارسة . واصفا الأزهر الشريف بانه قلعة من قلاع العلم والمعرفة وتاريخه مليء بالمواقف المشرفة فى الدفاع عن الدين الاسلامى ونشر الدعوة الاسلامية فى شتى أنحاء العالم.

وأوضح أن الشعب المصرى يتميز بما يتميز الأزهر من اعتدال ووسطية. لافتا إلى أن الأزهر يؤثر تأثيرا كبيرا فى صناعة الفكر الاسلامى وتربية النشء على محبة الدين والالتزام بمناهجه وأن دوره ليس قاصرا على مصر وحدها وبات عالميا.

وأضاف :”الأزهر الشريف، هذه المؤسسة العلمية الاسلامية العريقة، وحدها هى التى تكشف وتعرى ما يروجه البعض من الضلال والفساد فى العقيدة الإسلامية .. الأزهر وعلماؤه يتصدون للرد على “الأباطيل والأضاليل”، مشددا على أن الأزهر الشريف هو المؤتمن على رسالة الاسلام والدفاع عنها.

وفيما يتعلق بامكانية التعاون بين الافتاء فى لبنان ومؤسسة الأزهر، قال مفتى “جبل لبنان” الشيخ محمد على الجوزو :” أنا أبن الأزهر وولائى له وكل ما أتمناه أن تظل هذه المؤسسة نبراسا للعلم وللدين والمعرفة وأن يبتعد عن السياسة لان السياسة ما دخلت فى شيء إلا أفسدته”.

وأضاف :”الأزهر هبة الله للانسانية كلها، لأنه قلعة الايمان الحصينة، وهو الطريق إلى الله، وعلماؤه جنود الله فى هذه الارض يحملون نور الهداية فى أيديهم، وينشرون قيم الدين بين الناس، وهذا شرف كبير لا يعرفه إلا العلماء لان العلماء ورثة الانبياء وعليهم أن يؤدوا هذه الرسالة باخلاص وصدق حتى ينتفع الناس بعلمهم ويسيروا على هديهم “.

وتابع:”أنا أبن الأزهر .. كنا نتلقى العلم داخل الجامع الازهر وكنا نحيط بشيخ العامود ونعيش معه ويعيش معنا كوالد مع ابنائه، والدراسة داخل الأزهر تجمع بين العلم والعبادة فكان العلم عبادة، وكانت العبادة تفتح أمامنا أبواب السماء لنربط بين العلم والايمان فى أن واحد”.

وأردف:”ظللت فى الأزهر حتى نلت الشهادة العالمية وكنت الثالث على زملائى وتلقيت أول جائزة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم ..وكنت على صلة دائمة بأساتذتى ومشايخى أتردد عليهم بعد التخرج وعندما انتخبت مفتيا لجبل لبنان توطدت العلاقة أكثر فاكثر وكنت أشارك فى جميع المؤتمرات الدولية التى يعقدها الأزهر .. وما زلت أردد أن استاذى الكبير فى الفلسفة الاسلامية كان الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود والذى كنت مريدا من مريديه اتردد على منزله أثناء الدراسة وبعد التخرج وأثناء عملى على تحضير رسالة الدكتوراه فى فرنسا، وقد كان الرجل عالما ومربيا وداعية ومثالا يحتذى فى أخلاقه وعلمه وسلوكه”.

وفيما يتعلق بتعدد مراكز ومنابر الفتوى فى العالم الاسلامى، قال الجوزو :”هذا أمر طبيعى أن تتعدد مراكز ومنابر الفتوى لان الأحكام الشرعية تختلف من عصر إلى عصر باختلاف الواقع الذى يعيشه كل بلد على حده، ولا بد أن تعالج الأمور حسب الاوضاع التى تستجد وتتغير فى هذا المجتمع أو ذاك”.

زر الذهاب إلى الأعلى