معرض الكتاب فى موقعه الجديد أفضل من المعرض السابق بكثير من حيث المساحة والنظافة والتنظيم والعدالة فى توزيع الأماكن على الناشرين، فضلاً عن دورات المياه الآدمية التى لم يكن لها وجود فى المكان السابق. ما ساءنى هو مكان انتظار السيارات الذى هو عبارة عن أرض خام تحتاج إلى رصف وتخطيط وتحديد مواقع للسيارات، فضلاً عن الإنارة، لأننى خرجت فى المساء أتخبط فى الصحراء بحثاً عن سيارتى!. أخذت جولة جيدة تعرفت فيها على الجديد من الكتب لهذا العام، لكنى كالعادة كنت مشغولاً بملاحظة ورصد نوعية الكتب التى يقبل عليها الناس أكثر من غيرها. لم تكن مفاجأة أن أكثر ما وجدت الناس مهتمة به هو كتب عناوينها شديدة الدلالة مثل كتاب عنوانه «خير الزاد فى مخاطبة الأسياد»، وهو يهدف لإنارة طريق الإنسان عندما يتوجه إلى الجن والعفاريت بالأسئلة وطلبات الإحاطة والأمنيات التى يأمل فى أن يساعده الجان فى تحقيقها، ويأتى هذا الكتاب فى سياق تعويد القارئ على الأدب عندما يتحدث مع العفريت حتى لا يغضب الأخير وينصرف دون قضاء الحاجات. ولعل هذا النوع من الكتب قد جاء ليسد حاجة لدى الجمهور،
بعد أن افتقد الناس الشيخ الكتاتنى والست خديجة المغربية بعد القبض عليهما فى قضية دعارة. فى نفس الجولة صادفت كتباً تشرح للقارئ الأصول الواجب مراعاتها عند شرب بول الإبل حتى يتحقق الشفاء ولا تضيع جرعة البول على الفاضى!.. كنت فى السابق أتصور أن شرب بول البعير لا يحتاج لمرشد أو هادِ، فاتضح أن ضبط الجرعة مطلوب، وأوقات التعاطى يجب تفصيلها، والأهم هو النيّة التى يُستحب أن تكون لدى المريض، فلو أنه آمن بأن البول سيشفيه وارتشفه على هذا الأساس لتحقق الشفاء، أما أن يأخذه وهو متشكك أو قرفان فإن هذا من شأنه أن يضعف التأثير ويؤخر الشفاء. باقى الجولة فى هذا الركن المهم بالمعرض أخذتنى إلى كتب عن إرضاع الكبير الشرقان والطريقة المثلى لالتقام الثدى، أما ركن عذاب القبر فقد حوى إبداعات جديدة توضح حجم العذاب ودرجاته ووسائله، وكتب عن الثعبان الأقرع وما يفعله بالعصاة الذين ساء عملهم فى الدنيا. كتب أخرى مفيدة كانت تعالج موضوع الأحلام وتفسيرها والفرق بين الحلم والكابوس والرؤيا، كتبها نخبة من العلماء الصالحين الذين فهموا أهمية تفسير الأحلام لنهضة الأمة وإراحة بال المسلمين الذين يصحون من النوم حيارى بشأن ما صادفوه من أحلام أثناء النوم غمّت عليهم وأفقدتهم السلام النفسى. كتاب آخر استوقفنى كان يتحدث عن فضل قضاء الحاجة فى الخلاء، وهو كما ترون كتاب طبى يُسعد مرضى القولون واحتباس البول. الخلاصة أننى خرجت من المعرض وقد استبشرت بنوع الإنسان الذى مهما تغير مكان المعرض وتطورت صالاته وردهاته، فإن إخلاصه لا يتبدل، وولاءه لا يتزعزع نحو كتب ثقافية عظيمة عن الجن والعفاريت، والتداوى ببول الجمل، وكيفية إرضاع الكبير، وقسوة الثعبان الأقرع، وأهمية قضاء الحاجة فى الخلاء.